إن وجود حبيب في حياة الإنسان لا يقدر على فراقه لحظة واحدة، ويشعر بالحنين والشوق إليه عندما يغيب، لنعمة كبيرة لا تقدر بثمن، ولأننا أحياناً لا نستطيع إخماد ھذا الشعور الملتھب بالقلب الولھان بالحب والشوق لأنّه بعيد عن أعيننا، لذلك أرادنا أن نسرد بعض العبارات المعبرة عن الشوق للحبيب.
قصيدة أغالب فيك الشوق والشوق أغلب للشاعر المتنبي، هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب، الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني، وكان من أعظم شعراء العربية، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من الشعراء، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ وَسُمْرُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلْكِ مُرْضَعاً
قصيدة اشتياقي إليك شوق الفصول للشاعرة فواغي صقر القاسمي، وهي أديبة وشاعرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولدت في إمارة الشارقة، وهي ناشطة في منظمات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل وكاتبة مسرحية، صدر لها العديد من المسرحيات الشعرية أهمها ملحمة عين اليقين.
حين ذاتك وطن ٌ يسكنني
بتضاريسه وانحناءاته
بعواصفه و نسائمه
بليله و ضحاه
و أتلمسك بخارطة تكويني
حيث أنفاسك تدفئني
و صورتك ترتسمني
تتشكلني
و أبحث عن أناي
فأجدها أناك
لحظة تشبهني
حين بعضك كلي
و كلك بعضي لأراك / أراني
و يبقى الشوق محتدما بكياني
هذا و أنت مني
فكيف
حين بعادك عني !!
وفي لحظات الذكرى
تمر الأحلام و الآلام
كبروق عاصفة تمزق السكينة
و تشعل اللهفة و اللوعة
مسافات من الحزن
و مساحات من الشوق و الحنين
والرحيل بينها ممتد إلى اللامنتهى !
و حين ارتداد ِ صدى ً
ارتجّ قلبي
بين أعمدة ِ القيام
يسرّحُ مساءات البوح ِ
على تراتيل ِ النغم
يُعيدُ ما فـُقدَ
و يستعيدُ ما تسربَ
و بحثتُ عنّي فيك
أتساءل إن كنتُ وجدتني !
و لم أجبني ..
فقد غبتُ .. و ما وصلتُ !
و أبقى صريعة حزن
يسرقُ المسافات
من قافلة ِ العشب ِ السماوي
المختبأة ِ في العينين ْ
المثقلتين بتبلد الزمن
يتسلل ُ في اختلاسات ِ الانتظارْ
على أرصفة ِ الرياح ِ الهاربة ِ
من تلعثم ِ الرؤية و قتامة ِ النهار
حين تساقط ُ بَرَد ِ الشوارع ِ
على شرفة ِ التسهيد ْ
و يشعلني الشوق
كاشتياقُ الفصول ِ
لارتياح ِ الذكريات ِ المتعبة
على ذراع ِ الوقت
و انزواء ِ البحر ِ بأصداف ِ بحارته
حين تـُشرع ُ السفنُ لاصطياده
لأرتمي في حضن ِ فرح ٍ لا يكتمل ُ
إلا بك ..
وردتي .. ليتك تعلمين كم عانيت بعد فراقك.. كم تجرّعت لوعة الحنين إلى همساتك…كم عانقت الشوق في غيابك.. وزرعت أمللقائك بعد رحيلك .. لم أعد أشعر بما حولي .. جعلت الصمت مجدافي .. ذكريات الماضي تعصرني وتجعلني أتعثر في مسافاتي .. ترتمي أفراحي حزينة في أحضان الشوق .. تنطفي أنوار آمالي في ظلام اليأس .. وتغرق عبراتي في دموع الآهات .. فتنمو جذور الألم وتنبت في طرقاتي .. وردتي يا من أودعت قلبي في أحضانها .. دعيني أحفر اسمك في عروقي وأجعلك جزءاً من أنفاسي وأرسم فوق دموعي حبك.
عِشت الخيال في بحور العشق .. أبحرت في عالمي بلا أسباب .. ضاعت مجاديف غرامي .. وأصابني الحزن وأقبل مِن على البعد مركّب إحساسك.. يزفني لعالم الحب ويسقي ورود الشوق في داخلي وينبت زهور الوله في عالمي.
حينما نشتاق .. نتمنّى أن تنقلب وجوه الناس كلهم وجهاً واحداً .. لا يألفه غيرك .. لا يشعر به إلا وجدانك .. إنه وجه ذلك الإنسان الذي سبّب لك هذا الشعور اللامألوف في نفسك .. فقط.
سألتها .. كم تشتاقي لي؟ فأجابت: كاشتياق الغيوم لمطرها.. اشتياق الحمامة لعشها .. اشتياق الأم لولدها .. اشتياق الليلة لنهارها .. اشتياق الزهرة لرحيقها .. بل اشتياق العين لكحلها .. اشتياق قصيدة الحب لمتيمها.
عندما أشتاق إليك..
أتكلم بكلماتك..
أكرر أغنياتك..
وأتصرف مثلك..
فقط لأحتوي شيئاً منك..
ومن العَجب أني أَحنُ إِليهم..
وأَسألُ شوقاً عنهُم..
وهم معي..
وتبكي عيني وهم في سوادها..
ويشكو النوى قلبي وهم بين أَضلعي..
حين أشتاق إليك..
يعجز عقلي عن التفكير بغيرك..
لا أدري لماذا، ربما لأنك تعني لي كل شيء..
فبذكرك لا يعد لأي شيء سواك قيمة..