إنّ الإخلاص والصدق والوفاء من أجمل الصفات التي يمكن أن يتميز بها المحب أو العاشق، فلا يمكن بناء أيّ علاقة من غير الوفاء، فما بالك بالحب الذي بالوفاء والإخلاص يزداد نقاء وصفاء، وسوف نستعرض معكم الآن في هذا المقال كلمات وعبارات جذابة وجميلة عن الوفاء للحبيب.
قصيدة لا تُكثرنَّ ملامَة العشاقِ للشاعر ابن الرومي، اسمه علي بن العباس بن جريج أو جورجيس الرومي، وهو شاعر فحل من شعراء العصر العباسي، ويعود أصله للروم، وابن الرومي قد ولد وترعرع وتوفي في بغداد، وقد اشتهر ابن الرومي بالهجاء فإنّه لم يمدح أحد قط إلا وقد هجاه بعدها.
لا تُكثرنَّ ملامَة العشاقِ
إن البلاءَ يطاقُ غيرَ مضاعفٍ
أتلومُهم للنَّفعِ أم لتزيدَهُم
ما للذي أضحى يلومُ ذوي الهوى
أنَّى يُعنِّف كل معنوفٍ به
تهدِي الحمامة ُ والغراب لقلبه
ويشوقُهُ برقُ السحاب وإنما
متصعِّداً زفراتُهُ متحدِّراً
لم يُسقَ فوه من الثغور شفاءَهُ
يبكي الشَجيُّ بعبرة ٍ مُهراقة ٍ
تُضحي أحِبتُهُ تولَّى سَفْحه
يجزُونَه طولَ الجفاءِ بأنه
شهدَ الوفاءُ وكل شيءٍ صادقٍ
أصغتْ إلى العشّاقِ أُذني مرة ً
فشكا الشَجِيُّ من الخَلِّي ملامة ً
فَدع المحبَّ من الملامة ِ إنها
لاتُطفئن جوى ً بلومٍ إنه
وأَرى رُقَى العُذال غير نوافعٍ
ما للمحب إذا تفاقَم داؤُهُ
أخذ الإله لنا بثأرٍ قُلوبنا
رقَّتْ مياهُ وجوههنَّ لناظرٍ
هِيفُ القدودِ إذا نَهضَن لملعبٍ
حَرنتْ بهن روادفٌ ممكورة ٌ
يهززنَ أغصاناً تَباعُد بالجَنى
ومن البلية ِ منظرٌ ذو فتنة ٍ
ومن العجائب أنْ سمحنا للهوى
مُزنٌ يُمطن الرَّيّ عن أفواهنا
صَيدٌ حُرمناه على إغراقنا
وأما ومن لو شاءَ ما خلق الهوى
مامنْ مزيدٍ من بليَّة ِ عاشقٍ
للَّه إبراهيمُ واحدُ عصره
أضحتْ فضائلهُ تؤمُّ به العُلا
لَصفحتُ عن دهري به وذنوبُه
ملكٌ له فِطنٌ دقاقٌ في العلا
يستعبدُ الأحرارَ إلا أنه
ومتى أصابكَ منه رِقُّ صنيعة ٍ
ياربَّ أسرَى للخطوب أصابَهُم
ولما تعمَّد رقَّهم لكنه
والرقُّ في الإعتاق حكمٌ للعلا
رقُّ الصنائع في الرِّقاب وأسرُها
يامن يُقبِّل كفَّ كل ممخرقٍ
قَبِّل أنامله فلسن أناملاً
حظيتْ وفازتْ من أناملِ سيدٍ
نفخاته مُلكٌ وفي تأميله
وإلى ابن أحمدَ أرقلتْ بي ناقتي
جُبتُ الخروقَ بكل خِرقٍ ماجدٍ
نأْتمُّ أروعَ نهتدي بجبينه
كالبدر تم وكَلَّلته سُعُودُه
قالتْ سعودي يوم فزتُ بقربه
حُرٌّ تُذكرهُ الخطوبُ خلاقة ً
يلقي الرجالَ ثناؤه وعطاؤُهُ
خِرقٌ يعمُّ ولا يخصُّ بفضله
عَفَّتْ مدائحهُ وعفَّ فما ترى
ألفيتُ عاذله يروضُ سماحهُ
شكراً بني حوَّاءَ إنَّ أخاكُمُ
أضحى ابن أحمد ساح ماءُ سماحه
وأمدَّ من ماءِ الحياء بثالثٍ
للَّه أمواهٌ هناك ثلاثة ٌ تُغذَى
أوفَى بأعلى رتبة ٍ وتواضعتْ
كالشمس في كبدِ السماءِ محلُّها
بل كالسماء وكلِّ مازِينتْ به
يامن يُسائل من له بكفائه
آسى هناتٍ مستشار خليفة ٍ
مازال مشتركَ القِرى في دَهره
فقرى لطارِقه يُحَلُّ نَطاقُها
وقِرى ً يليه لطارقٍ طَلَب القرى
قسم الزمانَ على ضياء ساطعٍ
من لمحة ٍ بمشورة ٍ لمُملك
فَلَهُ إذا الأيامُ أشبه خيرُها
يومٌ كيوم الصحو في إشراقه
لابل كِلاَ يوميه يُصبحُ فائزاً
ياقُربَ مُستقَياته لوروده
قل للإمام إذ اجتباه لأمره
مِفتاحُ رأي حين يُغلقَ بابه
متوقِّد الحركاتِ تحسبُ أمرَهُ
فإذا تفرَّد للخطوب بفكره
وإذا التقى أمرُ الوزيرِ وأمرُهُ
شهدَ الخليفة إذ أعانا بأسَهُ
أمّا أنا فأعيش وحدي في السماء .. فيها الوفاء .. والأرض تفتقد الوفاء.. ما أجمل الأيام في دنيا السحاب .. لا غدر فيها لا خداع.
لا تقاس العلاقات أبداً بطول العشرة .. ولكن تقاس بجميل الأثر .. وجميل الإخلاص والمحبة.. فكم من معرفة قصيرة المدى.. لكنّها بجمالها وهدوئها ووفائها أعمق وأنقى بكثير من أطول معرفة.
لا شيء بعدك يملأ القلب الحزين.. لا حب بعدك.. لا اشتياق.. لا حنين.. فلقد غدوت اليوم عبداً للسنين.. تنساب أيامي وتنزف كالدماء.. وتضيع شيئاً بعد شيء كالضياء .. وهناك في قلبي بقايا من وفاء .. وتسافرين وأنتِ كل الناس عندي والرجاء.
حب بلا إخلاص ووفاء..
بناء بلا أساس..
إن كان قلبك ينبض بالحب الحقيقي..
وبالإخلاص فلا تتخاذل أبداً..
لأنّ التخاذل هو الخيانة..
ولكن بحروف مختلفة فقط..
مزيج من الكبرياء والغباء..
يجعلانها ترفض تصديق احتمال خيانة من تحب..
فنحن نحكم على وفاء من نحبّ..
بقدر منسوب وفائنا..