إن الكذب من صفات المنافقين، فهو يهدي إلى الفسوق والفجور، وعاقبته ليست بهيّنة في الدنيا والآخرة، فنرى أن النصوص الشرعية قد تواترت في النهي عن هذا الخلق السيّء، وبيّنت سوء عاقبته، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "لا يصلح شيء من الكذب في جد، ولا هزل"، والكذب هو التحديث عن شيء بعكس وخلاف ما هو عليه في الحقيقة، وهو خلق سيّء ومذموم، ولا يجوز في المزاح ولا الجد، بل إنه يُصبح من الكبائر إذا اعتاد عليه الإنسان، وقد يكون في الماضي؛ كأن يقول شخص فعلت ذلك، والحقيقة أنه لم يفعله، وقد يكون في المستقبل؛ بحيث يقول الشخص سأفعل ذلك، وفي نيته أنه لا يريد فعله.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُربّي أصحابه على التزام الصدق، ويحذّرهم من الكذب، ويحثّهم على الابتعاد عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا)، فالصدق طريق يوصل المؤمن إلى الجنة، أما الكذب فهو طريق إلى النار والعياذ بالله، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تنهى عن الكذب، وتبيّن سوء عاقبته، وفيما يأتي ذكر لبعض منها:
إن للكذب عدّة أنواع، وفيما يأتي بيان لبعض هذه الأنواع بإيجاز:
موسوعة موضوع