الله -تجلى في علاه- اختص لنفسه بعض الصفات التي لا توجد في أي من البشر حتى الأنبياء منهم إلا أن الرحمة جعلها متواجدة في قلوب الإنسان رغبةً منه -سبحانه وتعالى- في التأكيد على ضرورة تواجد هذه الصفة التي عليها يتم بناء المعاملات السوية في الأمم المختلفة التي مرت في العصور المختلفة وليس في أمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقط، ولكن مثلما سبق وأن ذكرنا فإن رحمة البشر مهما بلغت فإنه لا تساوي مقدار ذرة من رحمة الله بِعباده.
وحتى يوضح المولى -عز وجل- قمة رحمته بِعباده أجمعين دون تفرقة وجدنا أخبر خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه- عن مدى رحمته في عدد من الأحاديث القدسية عن رحمة الله، والتي بلغها الرسول إلى أمته وكان المقصود من هذه الأحاديث هو توضيح مدى رحمة الله بالعباد أجمعين حتى وإن لم يروا أو يدركوا ذلك في الكثير من الأحيان لأن تدبير الله ورحمته تفوق قدرة الاستيعاب لدى أي إنسان.
يعتقد الكثير من البشر أن رحمة الله يجب أن تكون متمثلة في النعم المستمرة التي لا تنقطع دون وجود أي مصاعب أو ابتلاءات في حياتهم، وهذا خاطئ تماماً لأن الرحيم متواجد في كل وقت وفي كل ظرف يتعرض له العبد لأنه من تدبيره -سبحانه وتعالى- ووقوع الابتلاءات المختلفة في حياة البشر أجمعين تكون وفقاً لِتدبير محكم مصحوب بِرحمة كبيرة مثل الوقت الراهن