أحب الله أم أعشق الله ؟ لقد قرأت في كتاب لابن الجوزي ( تلبيس إبليس ) بعدم جواز كلمة عشق الله كما أن هذا اللفظ منتشر في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويسمي البعض نفسه بعاشق الرسول ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا ينبغي للشخص أن يقول: أعشق الله، لما فيه من سوء الأدب مع الله -عز و جل-؛ إذ أن العشق حب مع شهوة، ومحبة العبد لربه إنما هي محبة تعبد وتأله وتذلل ، وليس كمحبة الشخص لمرأة يستمتع بها، و لأن العشق هو إفراط ومبالغة في الحب، و العبد مهما أحب الله -عز و جل- فليس في ذلك إفراط أو مجاوزة للقصد، فإن محبة المؤمنين لربهم - تعالى - ليس لها حد تنتهي إليه.
و كذلك لا يصلح أن يقال : فلان يعشق الرسول.. فالعشق محبة مع شهوة، و هذا المعنى لا يسوغ إطلاقه في محبة المؤمن لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن محبة هذا النبي الكريم إنما هي محبة إجلال وتوقير، و تعزيز و تقدير.
و هذا هو المسلك العدل بين الغلو و الإفراط، و بين الجفاء والتفريط.
والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.