تُعتبر قراءة القرآن الكريم من العبادات الواجبة على المسلمين، وقد أمر الله -عزّ وجلّ- عباده بقراءة القرآن قراءةً صحيحةً بتدبرٍ وتفكرٍ وطمأنينة وذلك في قوله -تعالى- {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًاوتستوجب قراءة القرآن الكريم الصحيحة اتباع أحكام التجويد كاملةً كي تكون القراءة مطابقةً لقراءة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- التي كان يلقيها على أصحابه ويعلمهم إياها، ومن بين أحكام التجويد اللازم اتباعها البسملة والاستعاذة، وسيتطرّق هذا المقال على ذكر أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل.
يجدر في بداية الحديث عن أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل التعريف بمعنى كلّ منها، فالبسملة هي مصدر الفعل "بسمل" وهي تعني أن يقول المرء "بسم الله الرحمن الرحيم" أي أنّها تعني أنّ القارئ ابتدأ باسم الله، وقد أجمع أهل العلم على أنّ البسملة قبل قراءة القرآن الكريم سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام-، أمّا الاستعاذة فهي مصدرٌ للفعل "عاذ أو استعاذ" وهي أن يقول المرء "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أي أنّه اعتصم والتجأ إلى الله من شر الشيطان الرجيم، وقد اتفق أهل العلم على أن الاستعاذة بالله في بداية قراءة القرآن الكريم أمرٌ واجب، وذلك لما قاله -تعالى- في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} كما أنّ الاستعاذة تُعتبر من الأدعية المستحبة لما فيها من دعاء العبد لله بأن يجنّبه شر الشيطان الرجيم وأذاه
من المستحسن ابتداء قراءة القرآن الكريم بالبسملة والاستعاذة، إلا أن لها في أحكام تلاوة القرآن الكريم أوجهًا عديدة وحالات مختلفة، وأحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل تندرج تحت عدة بنود وهي على النحو الآتي
تنقسم أحكام البسملة إلى ثلاثة أقسام وهي بحسب موقعها تكون كما يأتي: