? (1) مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة
? (2) الاقتداء بزوجات نبينا صلى الله عليه وسلم:
? (3) الحياء من الإيمان:
? (4) طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سبيل الجنة:
? (5) لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى
? (6) التحذير من المشاركة في إِشاعة المعصية في المجتمع المسلم:
? (7) طاعة الله تعالى سبيل الأرزاق:
? (8) هل البنطلون هو الحجاب الشرعي للمرأة؟
? (9) صنفان من أهل النار
? (10) الموت يأتي فجأة
? (11) كل إِنسان يقف وحده للحساب أمام الله يوم القيامة
? (12) التوبة الصادقة:
? (13) احذروا الذئاب البشرية
? (14) ولاة أمور النساء هم المسئولون عنهن أمام الله تعالى:
? (15) فتوى دار الإفتاء المصرية في ارتداء النساء للبنطلون
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله اللهُ هَادِيًا ومُبشِّرًا ونذيرًا، وداعِيًا إليه بإذنه وسِرَاجًا منيرًا. أمَّا بَعَدُ: فقد رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ. (مسلم حديث: 55)
انطلاقًا مِن هذه الوصية النبوية المباركة، كتبتُ هذه الكلمات الموجزة نُصْحًا وتَذْكِرَةً لأخواتي المسلمات الكريمات وأولياء أمورهنَّ الأفاضل الكرام، راجيًا مِن الله تَعَالَى أن تكون هذه النصيحة قد خرجت مِن قَلْبٍ صَادِقٍ، وخالصة لله تَعَالَى وَحْدَه.
فأقول وبالله تعالى التوفيق:
أختي المسلمة الكريمة: إننا نَحبُ لكِ الخيرَ والسعادةَ في الدنيا والآخرة، كما نُحِبُ ذلك لنسائنا، ونخافُ عليكِ كما نخاف على نسائنا، ويؤذينا ما يؤذيكِ، لأنَّكِ أختٌ لنا في الإسلام فأقول وبالله التوفيق:
(1) مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة
أختي المسلمة الكريمة: يا مَن ترغبينَ في مُرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى مِن الجنَّة، إن كنتِ ترتدين البنطلون طلبًا لرضا الناس وثنائهم عليكِ، حتى يقولوا بأنكِ امرأة عصرية تساير التقدم والحضارة الحديثة، فقد أخْطَأْتِ، لأن سعادتك الحقيقة إنما تكون بطاعتك لله سُبْحَانَهُ، الذي خلقكِ ورزقكِ العقلَ والصحةَ والجمالَ. فاحذري أختي الفاضلة الكريمة أن تُرْضِي الناسَ بسخط الله سُبْحَانَهُ وغضبه عليك، بإصرارك على ارتداء البنطلون خارج بيتك.
روى الترمذيُّ عن عائشة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ الْتَمَسَ(طَلَبَ) رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ (أيْ شَرَّ) النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ (أيْ تَرَكَه) اللَّهُ إِلَى النَّاسِ. (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1967).
معنى الحديث:
إِذَا فَعَلَ المُسْلِمُ أَمْرًا فِيه مَرْضَاة لله تَعَالَى ثمَّ غَضَبَ النَّاسُ منه، رضي اللهُ عليه، وأرضى عنه النَّاس. وَإِنْ فَعَلَ المسلمُ شيئًا يغضبُ الله سُبْحَانَهُ، لكي يرْضى عَنْه النَّاسُ، غَضِبَ اللهُ تَعَالَى عليه، وسَلَّطَ عَلَيْهِ النَّاسَ حَتَّى يُؤْذُوهُ، وَلَمْ يَدْفَعْ اللهُ عَنْهُ شَرَّهُمْ. (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ8 صـ3204)
اعلمي أختي الفاضلة: أن الله تَعَالَى إذا أحَبَّ عبدًا، رَضِيَ عَنْهُ، وأرضى عنه أهل السماء والأرض.
روى البخاريُّ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ (أَي الْمَلَائِكَة)،وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ. (البخاري حديث 7485)
• قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) أيْ الْحُبُّ فِي قُلُوبِ النَّاسِ وَرِضَاهُمْ عَنْهُ، فَتَمِيلُ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ وَتَرْضَى عَنْهُ. (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ8 - صـ 3133)
فهنيئًا لَكِ أيتها المؤمنة الفاضلة، يا مَن تحرصين على طاعة الله تَعَالَى، وإن غَضِبَ النَّاسُ عليكِ.
(2) الاقتداء بزوجات نبينا صلى الله عليه وسلم:
أختي المسلمة الفاضلة: يا مَن شَرَّفَكِ الله سُبْحَانَهُ بالإسلام: ألا تحبينَ أن تتشبهي بأزواج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فترتدين مثلهنَّ الحجاب الشَّرعِي
فتكونين مرافقة لهنَّ في الجنَّة إن شاء الله سُبْحَانَهُ.
وتذكري دائمًا ما رواه أبو داودَ عَنْ عبدِ الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. (حديث حسن صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث3401)
واعلمي أختي الكريمة أن المسلمَ إذا أحَبَّ الصالحين واقتدى بهم، حشره اللهُ تَعَالَى معهم، وإن لم يعمل بمثل أعمالهم.
روى البخاريُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم . فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ. (البخاري حديث 3688)
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) أَيْ: مُلْحَقٌ بِهِمْ حَتَّى تَكُونَ مِنْ زُمْرَتِـهِمْ. (فتح الباري - ابن حجر العسقلاني - جـ10 - صـ 555)
والمحبة الصادقة تقتضى موافقة المحبوب في محبة ما يحبه وبُغض ما يبغضه. وأمَّا المخَالفُ في مُتَابَعَة مَن يحبه، إذا ادَّعى المحبة فليس بصادق:
• قَالَ بدر الدين العيني (رحمه الله) قَوْله: (مَعَهُمْ)، أَي: مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأبي بكر وَعمر. فَإِن قلت: الدَّرَجَات مُتَفَاوِتَة، فَكيف يكون أنس فِي دَرَجَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ؟ قُلْتُ: المُرَاد الْمَعِيَّة فِي الْجنَّة، أَي: أَرْجُو أَن أكون فِي دَار الثَّوَاب، لَا الْعقَاب. وَنحن أَيْضا نحبهمْ وَنَرْجُو ذَلِك مِن الله الْكَرِيم. (عمدة القاري شرح صحيح البخاري - بدر الدين العيني - جـ16 - صـ198)
(3) الحياء من الإيمان:
أختي المسلمة الكريمة: أيتها العفيفة الشريفة ألا تشعرين بالخجل عندما تتخطفكِ أنظار الرجال (إلا مَن رحمه اللهُ وغَضَّ بصره) بسبب ارتدائك البنطلون الضيق الذي يحدد مَعَالم بدنكِ. وتذكري يا بنتَ الإسلام ما رواه الشيخانِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ. (البخاري حديث 9/ مسلم حديث 35)
معنى الحياء:
الْحَيَاءُ:حالةٌ نفسيةٌ تعتري الإنسان عند فِعْلِ ما يخجل منه، وهي صفةٌ حميدةٌ. (شرح رياض الصالحين - لابن عثيمين - جـ2 - صـ170)
(4) طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سبيل الجنة:
أختي المسلمة الكريمة: لا شك أنك تحبين الله تَعَالَى ورسوله صلى الله عليه وسلم وترغبين في دخول الجنَّة، فاحرصي على طاعة الله سُبْحَانَه ورسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أقوالك وأفعالك واتقي الله في ثيابك التي تخرجين بها مِن منزلك، واسْألي نفسكِ قبل خروجكِ من بيتكِ: هل هذه الثياب هي التي يرضى عنها الله تعالى أم لا؟
أختي المسلمة الفاضلة: يا حفيدة أمهات المؤمنين: يا من ترتدين البنطلون خارج بيتك طاعة لوالديك، أو لزوجك، أو لأصدقائك، اعْلَمِي أن والديكِ أو إخوتكِ أو زوجكِ أو أصدقاءكِ أو الناس جميعًا لن يُغنوا عنكِ مِن الله تَعَالَى شيئًا. قال الله تَعَالَى: ? فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ?(عبس 37:33).
فاحذري أيتها المسلمة الكريمة أن تطيعي أحَدًا مِن الناس في ارتداء البنطلون خارج منزلكِ، لأن في ذلكَ معصية لله تَعَالَى ولرسوله نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم . قَالَ سُبْحَانه: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ?(الأحزاب:36).
روى أحمدُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الله. (حديث صحيح) (مسند أحمد - جـ 5 صـ 66)
(6) التحذير من المشاركة في إِشاعة المعصية في المجتمع المسلم:
أختي الكريمة الفاضلة: اعلمي أن ارتداء النساء للبناطيل الضيقة، التي تحدد أعضاء جسم المرأة، وتثير شهوات الرجال والشباب، المتزوجين وغير المتزوجين، مِن إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم. فاحذري أن تكوني واحدة منهنَّ، وضعي أمام عينيكِ وعيد الله تعالى بالانتقام مِن الذين يشاركون في انتشار المعاصي في المجتمع المسلم حيث قال سُبْحَانَه وتَعَالَى في كتابه العزيز:
أختي المسلمة الكريمة: اعلمي أن الإسلامَ قد كَرَّمَكِ ورفعَ مِن شأنكِ، فأنتِ لكِ مكانة سامية في الإسلام. فإن كنتِ ترتدينَ البنطلون خارج بيتكِ طلبًا للزواج فقد أخْطَأْتِ، وذلك لأن الزواج مِن الرجل الصالح رزقٌ مِن عند الله تَعَالَى وحْدَه، والأرزاق لا يحصل عليها المسلم بمعصية الله سُبْحَانَه.
روى أبو نُعَيمُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهلِي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ (جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ) نَفَثَ فِي رُوعِيَ(أَي فِي نَفسِي) أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا (أَي: الْمُقَدَّرَ لَهَا) فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ(تَأْخِيرُ) الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ. (حديث صحيح)(صحيح الجامع للألباني حديث 2085)
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(نَفَثَ فِي رُوعِيَ) أَيْ: أَلْقَى في نَفْسي.
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(نَفْسًا) أَيْ: كُلَّ حَيِّ مَخْلُوقٍ.
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا) أَي: رِزْقَهَا الذي قَدَّرَهُ اللهُ تَعَالَى لَهَا.
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ) أَيْ: أَحْسِنُوا فِي تَحْصِيلِ الرِّزْقِ.
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(بِمَعْصِيَةٍ) أَيْ: عَنْ طَرِيقٍ الْحَرَامِ: كَسَرِقَةٍ وَغَصْبِ وَخِيَانَةٍ وَرشْوَة وَشَاهَدةِ زُورٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ8 - صـ 3321)
(8) الزواج من المرأة الصالحة:
اعلمي، أختي المسلمة الكريمة، أنَّ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم قد أمَرَ الذين يريدون الزواج باختيار صاحبة الدين، التي تحرصُ على مرضاة الله تَعَالَى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) (البخاري حديث 5090/مسلم حديث 1466)
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم:(وَلِحَسَبِهَا) أَيْ شَرَفِهَا، وَالْحَسَبُ فِي الْأَصْلِ الشَّرَفُ بِالْآبَاءِ وَبِالْأَقَارِبِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْحِسَابِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَفَاخَرُوا عَدُّوا مَنَاقِبَهَمْ
قَالَ الإمامُ النوويُّ (رحمه الله):أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي الْعَادَةِ فَإِنَّهُمْ يَقْصِدُونَ هَذِهِ الْخِصَالَ الْأَرْبَعَ وَآخِرُهَا عِنْدَهُمْ ذَاتُ الدِّينِ فَاظْفَرْ أَنْتَ أَيُّهَا الْمُسْتَرْشِدُ بِذَاتِ الدِّينِ. (مسلم بشرح النووي - جـ10 - صـ52:51)
روي مسلمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بنِ العاص أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ. (مسلم حديث 1467)
(8) هل البنطلون هو الحجاب الشرعي للمرأة؟
أُختي المسلمة الكريمة: يا مَن تحبين الله تَعَالَى وتريدين شربةً هنيئةً من يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لا تظمئين بعدها أبدًا، أسألكِ سؤالًا واحدًا
• وحاولي الإجابة عليه بصدقٍ وإنصافٍ: هل البنطلون الذي تخرجينَ به من بيتكِ هو الحجاب الذي أَمَرَكِ اللهُ تَعَالَى به؟
• أختي الفاضلة الكريمة: سوف أحاول أن أجيبَ لكِ عليه بإيجاز شديد. فأقول وبالله التوفيق:
مِن المعلوم أن البنطلون مِن ثياب الرجال المعتادة منذ قديم الزمان، وارتداء المرأة له وخروجها به إلى أماكن العمل والأسواق فيه تشَبه بالرجال، وقد نهاكِ رسولنا صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالرجال. هذا إذا كان البنطلون واسعًا، فماذا نقول ومعظم البناطيل التي تخرج بها النساء - خاصة المراهقات منهنَّ - ضيقةٌ وتحدد أعضاء الجسم.
روى أبو داودَ عَنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ لَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ» (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3453)
وروى أبو داودَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ»
وروى أبو داودَ عَنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ؟ فَقَالَتْ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ.» (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3455)
أختي المسلمة الكريمة: يا مَن ترتدين البنطلون خارج بيتك أما تخشين أن يأتيك الموت فجأة وأنت على هذه المعصية؟ فلا يعلم أحد متى ولا أين أو كيف سينتهي أجله.
• قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ): أَيْ: شَدَائِدَ وَمَشَقَّاتٍ عَظِيمَاتٍ مِنْ حَرَارَاتٍ وَمَرَرَاتٍ طَبِيعِيَّاتٍ، حَتَّى لِلْأَنْبِيَاءِ، وَأَرْبَابِ الْكَمَالَاتِ، فَاسْتَعِدُّوا لِتِلْكَ الْحَالَاتِ، وَاطْلُبُوا مِنَ اللَّهِ تَهْوِينَهُ لِلْأَمْوَاتِ. (مرقاة المفاتيح - علي الهروي - جـ 9 صـ 3846)
• قال الإمامُ أبو حَامِد الغزالي(رحمه الله):إن لشدة الموت ألامًا لا يعلمها إلا الميت، فالميت ينقطع صوته، وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم، فالموت قد هَدَّ كل جزء من أجزاء البدن، فلم يترك لإنسان قوة للاستغاثة، ويود لو قَدَرَ على الاستراحة بالأنين والصياح، ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سُمِعَ له عند نزع الروح وجذبها غرغرة تصدر من حلقه وصدره، وقد تغير لونه، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها. (إحياء علوم الدين للغزالي جـ4صـ462:461)
اعلمي أختي الفاضلة أن الموتَ هو نهاية كل المخلوقات.
فما أجمل أن يموت الإنسان على طاعة الله تعالى. قال سُبْحَانَه: ? كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ? [آل عمران: 185]
(11) كل إِنسان يقف وحده للحساب أمام الله يوم القيامة
أختي المسلمة الكريمة: يا مَن تحبينَ نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم وتطمعينَ في شفاعته يوم القيامة، اعْلَمِي أن ارتداءكَ للبنطلون خارج بيتك معصية لله تعالى، فاجتنبي معاصي الله واعْلَمِي أنكِ سوف تقفين وحْدَكِ للحساب أمام الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ، وسيسألكِ عن ارتداء البنطلون خارج بيتك، فهل أعددتِ أيتها الكريمة جوابًا لهذا السؤال؟وتذكري دائمًا قول الله تَعَالَى: ? وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ? [الأنعام: 94]
أخي المسلم الحبيب: يا مَن اشتريت البنطلون لكريمتك مَن مالك وسمحت لها أن تخرج به أمام الناس أسألك سؤالا هامًا وحاول أن تجيبَ عليه بصدقٍ: أما تخشى على ابنتكَ أن يتبعها أحَدُ ذئاب البشر فيعتدي عليها ويدنس شَرَفَكَ، فتندم حين لا ينفع الندم وتبكي حين لا ينفع البكاء؟
أختي المسلم الكريمة: اعْلَمِي أن الذئابَ البشرية يتربصون بكِ في كل مكان، فاحذري أن تكوني فريسةً سَهْلةً لهم، فتندمينَ على مَعْصِيتكِ لله تَعَالَى.
• قال الإمامُ ابنُ كثير(رحمه الله): يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ نَدَمِ الظَّالِمِ الَّذِي فَارَقَ طَرِيقَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنَ الْحَقِّ الْمُبِينِ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ، وَسَلَكَ طَرِيقًا أُخْرَى غَيْرَ سَبِيلِ الرَّسُولِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَدَمَ حَيْثُ لَا يَنْفَعُهُ النَدَمُ، وَعَضَّ عَلَى يَدَيْهِ حَسْرَةً وَأَسَفًا. (تفسير ابن كثير - جـ10 - صـ302)
(14) ولاة أمور النساء هم المسئولون عنهن أمام الله تعالى:
أخي المسلم الكريم: إني أخَاطِبُ فيكَ إيمانك بالله تَعَالَى وحُبك لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اعْلَمْ أنك مسئولٌ عن هذه المرأة التي تحت رعايتك، فاحرص على تأدبها بآداب الإسلام واجعلها تلتزم بارتداء الحجاب الشرعي عند خروجها من البيت، واعْلَمْ أن ذلك ينجيك وكريمتك مِن غضب الله تعالى وأليم عقابه، وتَذَكَّرْ دائمًا قول الله تعالى: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [التحريم: 6].
(15) فتوى دار الإفتاء المصرية في ارتداء النساء للبنطلون
قال الدكتور/ نصر فريد واصل (مفتي جمهورية مصر العربية):
لُبسُ المرأة البنطلون المفصِّل لجسدها حَرامٌ شرعًا. وبالنسبة لعقوبة التبرج والسفور في الآخرة فهي عقوبة شديدة. والتبرج والسفور مِن الكبائر شَرعًا، لأنه يُؤدي إلى انتشار الفساد وإشاعة الفاحشة في المجتمع.
(فتوى دار الإفتاء المصرية المسجلة برقم 421/158 - تحت السؤال 1175/2001 بتاريخ 11/10/2001)
خِتَامًا:
أسألُ اللهَ تَعَالَى أن ينفعَ بهذه الرسالة أخواتي المسلمات الكريمات، وولاة أمورهنّ الكرام، إنه ولي ذلك والقادرُ عليه، وأرجو كُلَّ مَنْ يقرأ هذه الرسالةَ أن يدعوَ اللهَ سُبْحَانَهُ لي بالإخلاصِ، والتوفيقِ، والثباتِ على الحق، وحُسْنِ الخاتمة، فإن دعوةَ المسلمِِ لأخيه بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتجَابةٌ. وأختِمُ بقولِ الله تَعَالَى: ? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [الحشر: 10]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.