إن الحياة الدنيا مليئة بالهموم والأكدار والصعوبات، وقد سُئل أحدهم: "متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم في الجنة"، والقلوب تتفاوت فيما يصيبها من الهموم بحسب إيمانها أو عصيانها، ولا شك أن قلب المؤمن القريب من الرحمن يجد البهجة والنور والسرور، حتى وإن أصابته الابتلاءات والهموم فيجد فيها دلالات لطيفة وخبايا طيبة، أما القلب المليء بالعصيان واتباع الشيطان؛ فيجد الظلمة والأحزان والهموم والغموم، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي بصاحبها إلى الهم والضيق والكدر تراكم الديون على الإنسان، لهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوّذ بالله من الدين، ومن الأسباب كذلك كثرة التفكير في المستقبل، وابتلاءات الدنيا ومصائبها، والهم الذي يجده الداعية إلى الله عند دعوته لقومه.
وردت الكثير من الأدعية في السنة النبوية الشريفة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتفريج الهموم والكروب والأحزان، وفيما يأتي ذكر بعضها:
حياة الإنسان في هذه الدنيا متقلبة ما بين حزن وفرح، وصحة ومرض، وعافية وبلاء، لكن على المؤمن أن يشكر الله -تعالى- عندما ينعم عليه، ويصبر على الابتلاءات، ويستغفر من الذنوب والمعاصي، ولا شك أن علاج الهموم والأحزان يكون باتباع أسباب انشراح الصدر، ومن ذلك الدعاء؛ فعلى المؤمن أن يدعو الله دائما بتيسير أموره، وتفريج همومه وكرباته، مع الإلحاح في ذلك، وكذلك الإخلاص؛ فالمؤمن الذي يعبد الله -تعالى- بصدق وإخلاص، يبقى مرتاح البال، فهو لا ينتظر من أحد الثناء أو الشكر، فلا يشغل نفسه بالندم والحسرات إذا لم يلق الثناء والحمد من الناس.
ومن الأسباب كذلك التفكر في نعم الله على الإنسان؛ من الصحة، والهواء، والأمن، والغذاء، والعينان، والأذنان، واللسان، واليدان، والقدمان، والعقل، وغير ذلك الكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أراد أن يبقى صدره منشرحا بعيدا عن الهموم، سيعمل ويصرف طاقته وتركيزه في يومه، فلا يضيع يومه بالقلق وكثرة التفكير بالمستقبل، ولا يبعثر وقته بالرجوع إلى هاجس الماضي، ويتوكل على الله تعالى، ويواجه الحياة بالصبر والتحمل، وسلاحه فيها الإيمان بالله عز وجل، ويداوم على الأعمال الصالحة.
موسوعة موضوع