الحبيبة هي الشريكة والنصف الآخر للحبيب، وتعتبر جزءاً لا یتجزء من الحیاة، ولا یوجد أروع من التعبیر عن مشاعرنا لمن نحب في كلمات، قد تكون بسیطة ولكنّھا تمس قلوب شریك حیاتنا الذي یشاركنا أحزاننا وأفراحنا ویقف بجانبنا في أكثر لحظاتنا ضعفاً واحتیاجاً، وأقل ما یمكن تقدیمة للحبیبة هي بضع كلمات.
قصيدة لي حبيبة للشاعر أنسي الحاج هو شاعر من لبنان من مواليد عام 1937 بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954م في المجلاّت الأدبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية، من دواوينه ديوان "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية، ومنها قصيدة لي حبيبة:
لي حبيبة يا صديقي، نام بها الشتاء وأفاق فتيّاً، كمجهول قادم من الزهد صوب النار، خالعاً أقفال الاقتصاد والعزلة، يركض كقطعة الذهب المدوّرة إلى مساء الهَمّ وفجر الطيّبة.
لي حبيبة ما إن اكتشفتها الأناشيد حتى فقدتْ أثرها.
لي حبيبة يا صديقي أحبّها لأني ما كنت أحسب أنها ستحبني.
لي حبيبة تتكرر كالفعل، والفعلُ نسيان وعذراء.
لي حبيبة تتّحد بي فهل اختبئ منها؟
لي حبيبة بيضاء كصحو الأرض، وعندي متحف وأنا محافظ على وجوه حبيبتي، أنوّرها بالرضى، وبالخصام امنحها الجمال.
لي حبيبة ترافقني بأمانة تأخذني باستقامة من طريق إلى طريق في بلاد العذاب.
لي حبيبة، يا صديقي، وليس لك حبيبة.
وتضحك وتقول لي: أنت تخترع صفات الحبيبة!
وتغضب وتقول لي كلام النضج والحكمة، كلام الرجال والخبرة.
ويشتد غضبك وتقول لي: أي حب هذا؟
ويشتد غضبك وتقول لي: أنت تضحك من نفسك! ولدٌ أنت! كل النساء زانيات، فلنرض بهذا! الخيال شيء، والواقع آخر، فلنواجه الواقع حتى لا تصرعنا الخيبة!
ولكنك مخطئ يا صديقي، بنسبة ما أنت محق، بنسبة ما أنت خائف...
لنا الحب يا صديقي، وليس لغيرنا. نحن ملهوفون، وما فينا من الثعالب غير لطافتها. ولو لم نكن عشّاقاً لكنا محابيس الأديار، ومبشّري
الأديان، وأنبياء المنفى. روح الزنابق نحن يا صديقي، ونحن وحدنا في الحب.
والعصافير أَفْعَلُ للشر منا...
نحن نقول: الإخلاص وَهْم، البراءة سراب، الخرافة خرافة، فلنعترف أن الحب ليس الحلم، ولنخرج من الطفولة.
لكننا منافقون.
لأن النجمة التي في السماء هي النجمة التي في القلب.
لأن النجمة الذي في السماء هي القمر الذي في القلب.
لأن البياض الذي في الطبيعة هو لون صفائنا.
نحن في قرارة أنفسنا نؤمن بالحب القديم، الحب الرومنتيكي، الحب الفائض عن الصفات، لكننا نسفّهه لأن العالم حولنا يسفهه، فيجعلنا نبدو أقلية مضحكة.
لقد سحق العالم العفوية، فأَرعبنا. نحن نعرف أننا ضعفاء، أننا مشقوقون بالعواطف مريضون بالجمال، لكننا نُظهر اللامبالاة والخشونة لأننا
نخاف الهزء والفضيحة.
كم نحن جبناء، وكم نحن خَوَنَة يا صديقي!
تقدم خذ شجاعتك، ولنطلق على هذا العالم رصاصة!
كما لا شأن لنا بجزء مجتزأ من الحياة كذلك لا شأن لنا بجزء مجتزأ من الحب.
إمّا نفتحه للنهاية كالأبواب أو نغلقه للنهاية كالأبواب.
وإذا لم نجد المرأة فسوف نجدها.
وإذا لم نجد المرأة فسوف نخاطبها فتجيء.
كالماء ينقطع من البئر
كالماء يعود إلى البئر...
لنا حياة وليس لنا غيرها. وإذا لم نضطرب بالحب فمتى نصنع ذلك؟
لنا حبّ وليس لنا غيره. إذا احتقرناه فأين نحمل مجدنا؟
أين هي الآن ضحكات التهكّم وشتائم الذين تهكَّموه وشتموه؟
سقطتْ كالحجارة من أعالي القمم، وما اتكأتْ عليها فراشة.
لنا حياة وليس لنا غيرها يا صديقي.
إذا أكون واعظاً اتنقل من صقع إلى صقع، أجعلهم يئنون في حشود الساحات، ينشجون كالخاسرين أموالهم، يسترحمون كالمحروقة ديارهم،
يصرخون كالمنقوعة أقدارهم في اللعنة،
إذا أكون رسولاً، كلامي كأغصان يتدلّى على القلوب، إذا أكون مبشراً فماذا بغير الحب؟
أليست الشمس فيه والبحر؟
أليست القوة والماضي والميلاد والجلجلة؟
كنت في ما مضى أظن لديّ الوقت
كالبلبل أتوجه بخفّة.
كنت أعاطش العطش وألاعب الألعاب
لأني كنت أظن لديّ الوقت.
لكني أرى كلامي يتقدم سريعاً ويسبقني
ويجب أن أركض وراء النار ان لم تنطفئ
قبل أن تنطفئ النار
وأسجد أمامها سجود الشدّة
وأجيب فافتح كتابي.
وفوق المدينة أقول شرف الحب
وبقدميه اجتاز الحقارة.
لي حبيبة يا صديقي
وليس لك حبيبة ...
قصيدة صبٌّ تحكمَ كيفَ شاء حبيبهُ للشاعر ابن سهل الأندلسي هو إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق، شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن بالمغرب الأقصى، وتوفي غرقاً.
صبٌّ تحكمَ كيفَ شاء حبيبهُ
مصفي الهوى مهجوره ، وحريصه
كَذِبُ المُنى وَقْفٌ على صِدقِ الهوى
يا نجمَ حسنٍ في جفوني نوءه
أوما ترقُّ على رهينِ بلابلٍ
ولِهٌ يحنُّ إلى كلامِكَ سَمعُه
ويَوَدُّ أنْ لو ذابَ من فرطِ الضَّنى
مهما رنا ليراكَ حجبَ عينه
وإذا تَناوَمَ للخَيالِ يَصِيدُه
فالدمعُ فيك ، مع النهارِ ، خصيمه
فمتى يَفوزُ ومِن عِداهُ بَعضُه
إن طافَ شيطانُ السلوّ بخاطري
للحبّ فضلٌ على هذه الحياة .. فهو الذي يضفي لها طعماً ولوناً .. ويجعلها تبدو ملونةً في عيوننا .. وللحبّ فضلٌ علينا .. فهو يبثّ الفرح في قلوبنا الصّغيرة .. لتصبح وسع الكون بحبّها.
دعيني أسلك إليك الطرق المتشعّبة الألف .. وأعشقك بالعواطف المتناقضة الألف.. وأنساك وأذكرك.. بتطرّف النّسيان والذّاكرة .. وأخضع لك وأتبرّأ منك .. بتطرّف الحرّية والعبوديّة .. بتناقض العشق والكراهيّة.
كان الحبّ أفضل حالاً .. يوم كان الحمام ساعي بريد يحمل رسائلالعشّاق .. كم من الأشواق اغتالها الجوّال وهو يقرّب المسافات .. نسيَ النّاس تلك اللهفة التي كان العشّاق ينتظرون بها ساعي بريد .. وأيّ حدث جلل أن يخطّ المرء أحبّك بيده.. أيّة سعادة وأيّة مجازفة أن يحتفظ المرء برسالة حبّ إلى آخر العمر.
الحبّ هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها..
يحزنان في اللحظة نفسها..
يشتعلان وينطفئان..
بعود كبريت واحد دون تنسيق أو اتفاق..
العين تعشق صورتك..
والقلب يجري فيه دمك..
وكل ما أسمع صوتك..
شفايفي تقول أحبك..
أهديك حبيبتي وردتين..
وردة حمراء تقول أحبك..
ووردة صفراء تقول أغار عليك..