الاعتذار تصرف جميل لا يصدر إلّا عن قوي واثق بنفسه، فكلّ إنسان يخطئ لكنّ الذي يعترف بخطئه ويعتذر عنه، يكفر بذلك عما ارتكبه، والصديق يستحق أن نعتذر منه، لنحافظ على صداقتنا وعلاقتنا به، وفيما يأتي أجمل عبارات الاعتذار للصديق وأبيات شعر عن الاعتذار.
الرسالة الأول:
ماذا أرسل إليك فكل ما عندي لديك
و ليس عندي أغلى من الروح وروحي بين يديك.
الرسالة الثانية:
بعد الاعتذار ممكن أن أغفر وأسامح
لكن الجرح في قلبي صعب.
الرسالة الثالثة:
أن أحمل لك قلبي بين يديّ اعتذار يفوق كلمات الاعتذار
و حبّ يفوق كلمات اللوم والعتب.
الرسالة الرابعة:
إلى كل مكسور إلى كل اللذين انجرحوا من أحدهم
أنا أعتذر لك بالنيابة عن ذلك الذي كان سبباً في حزنك.
الرسالة الخامسة:
أعتذر لك والخطأ ما هو خطاك
الخطأ حبيت بذمة وضمير.
الرسالة السادسة:
أعتذر أني سببت لك الألم ببُكائي
لكن اشتقت إليك.
الرسالة السابعة:
حتى لو أنّ الخطأ منك دون مبرر
أعتذر لك عند روحي وأقتنع وأعذرك.
الرسالة الثامنة:
كنت أعتذر لك وأنا مدري وش خطاي
كل همي بس ما أخسرك.
الرسالة التاسعة:
آسف لأنّ الحواجز بيني وبينك أكثر من الطرق التي توصلني إليك.
كتب الشاعر السوري نزار قباني قصيدة كاملة قدّم فيها الاعتذار لمحبوبته، أسماها "الاعتذار"، و هي من أجمل ما قيل في الاعتذار، والشاعر نزار قباني هو؛ نزار بن توفيق القباني (1342- 1419هـ / 1923- 1998م)، دبلوماسي و شاعر سوري معاصر، ولد في 21 آذار 1923م من أسرة دمشقية عريقة، و يبدأ قصيدته بعبارة "أقدم اعتذاري":
يا صديقتي..عدت من أجل أن أقدم لك اعتذاري
فهل تقبلين اعتذاري ؟!
أقدمه لك.. ولوجهك الحزين مثل شمس الشتاء
ومثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما كنت سافكر به
عن كل ما أحدثته
في جسمك الطاهر النقي من دمار
و عن كل ماأثرته حولك من غبارِ
أقدم لك اعتذاري
عن كل ماكتبت من قصائد شريرة
في لحظات حبي… ولحظات انهياري
فالشعر ياصديقتي
هو منفاي وهو احتضاري
هو طهارتي ..وهو عاري
ولا أريد مطلقاً لك يا صديقتي
أبداً أن توصمي يوما بعاري
من أجل هذا جئتك يا صديقتي
من أجل ان أقدم لك اعتذاري
وفي قصيدة منشورة بتاريخ 28/ ديسمبر/ 2017، لرئيس تحرير مجلة "العربي اليوم": أحمد سعد، بعنوان "سامحيني"، اقتبسنا بعضأبيات الاعتذار منها، والتي تقول:
سامحيني واغفري أخطائي
واقبليني هكذا علي عِلاّتي
ولا تهددي بالرحيل الأسود
فأنا لا أطيقُ الرحيل
وأكره أن تفارقيني ولو لثواني
وأعرف أني كنت في حبي أناني
وكنت معكِ سخيف جداً وبهيمي
وقد أتعبكِ كثيراً توتري وانفعالي
أنا أعتذر لكِ فأرجوك اقبلي اعتذاري
اقبلي أسفي، واعتذاري،
وسامحيني على تقصيري وإجرامي
أتقولين بأني لا أُقدِّرُ جمالكِ كثيراً
وأني لا أتغزل فيكِ كثيراً وأهملكِ كثيراً
وفي عواطفي معكِ كنتُ بخيلاً
وبأني , وأني ,
لا يا حبيبتي لا تصدقي
فأنا أحبكِ كثيراً جداً
وأعشقكِ كثيراً جداً
وأعتمدُ عليك كثيراً
ومعكِ لستُ بخيلاً
فسامحيني، واغفري لي زلاتي
آسف جداً يا حياتي
أنا أعتذر والعذر لا يمحي الأثر، العذر لا يأتي بـنور، ولا يزيل العتم، أو يمحي الفجور، العذر ليس قصيدة، تلقى على الأسماع، يعزفها وتر، أنا أعتذر، للحرف قبل مجيئه، والكَلِمِ حين ورودها، وللسماء، وللضياء، وللأمل، ولقلبي الملتاع شوقًا والعَجِل، لصغيرة وكبيرة، ولكل أصناف النساء، وللرجل.
عذر يجيء على خجل، فأنا ومنذ طفولتي، عُلِّمت أن لا أعتذر، فالعذر عند العُرْبِ عار، والعذر ذلّ مع صغار، فعروبتي نقشت على روحي افتخار، يكفي بأن آتيك كالأمس البعيد، ومبعدًا سبب الشجار، لكنني وبعد أعوام قضت، عُلِّمت فنّ الاعتذار، وعرفت معنى الاعتذار، لذا فأنا هنا، آتيك حقًّا أعتذر.
من نبع صمت تفجر لحظة انفجار واختناق، من قطرة مطر عكرت جو سماء صيف هادئ، أجبرتها غيمة سوداء، من ورقة سقطت في خريف الكلمات، لتقول لك: أخي الحبيب.. وجدتك في خفقان قلبي بين الآه والآه، وبين دموعي التي يثقلها الندم، و أراق أحزاني التي ما تزال تتراكم بلا حدود، وجدتك في روحي المتعبة التي تسكن جسدي الهزيل، وجدتك يا أخي في دمي وشرايني، وكنت دواء لأي جرح نزفته سنين عمري، كنت أكثر إنسان بارع في صنع ابتسامتي و نزع كآبتي، كنت يا أخي صفقة رابحة جداً في حياتي، لم أكن أعلم أن شيئاً بسيطاً يمكن أن يتحول لطعنة سيف حاد، ويترك مكانه جرحاً نازفاً يصعب التئامه.
أقدم لك بكل هذه الكلمات: آسف بعمر اللغة التي ينطقها الإنسان، وبرقية بألف اعتذار، وباقة ورد لأروع قلب جبار، فيا أخي؛ هل من سيطرة في لحظة انفجار، ما دمنا بشر ستظل تحكمنا الأقدار، أرجوك يا أخي ما عهدت في قلبك ناراً لتحرق، ولا في يدي سيفاً ليطعن، فلا تقل سأرحل فلرحيلك صوت يفوق ضجيج حياتي، و يهدم كل قصر سعادة بنيناه بتلك الروح التي تسكن الجسدين، ويمسح بسمة كانت تتوج الشفتين، أرجوك يا أخي لا تفسرني كما تشاء، ولا تطلق بحق إنسانيتي العبارة التي تريد، فإن كان من طبعك التسامح، فهذا لا يعني أن من طبعي الخيانة؛ بل إنني أحرمها في إنسانيتي.
هيا ابتسم يا أخي، وامسح دموع قلبك، ولا تجعل الحياة تأخذنا لوقت مجهول، وسارع لتقول قبلت الاعتذار، قبل أن تلون الحياة حلونا بألوان المرّ، وتقتل كلّ طموح دفعنا أحلى لحظات عمرنا من أجله، فلا تجعلنا نرفع راية الانهزام، وها أنا انتظرك يا أخي وصديقي، وأنت تعلم من تكون بالنسبة إليّ.