الوالدان هما أغلى ما نملك، وهم مصدر السعادة بالحياة، فمن غيرهم تكون الحياة مظلمة، فهم من يحرصون على راحتنا، وهم من يقدمون لنا كل ما نريد وهم في قمة سعادتهم، فهم عطاء لا ينفذ، وحب يتجدد، فالوالدان يرعون أطفالهم صغاراً، ويفرحون لهم عند تفوقهم، ويدعون لهم بالتوفيق في كل مرحلة بحياتهم، ليفرحوا بهم كباراً، وفي هذ المقال نقدم عبارات جميلة عن الوالدين.
أخبريني يا حوريّةً تعيش معي في جميع لحظات حزني، وفرحي، وألمي، وصحتي، وسعادتي، وشقائي، يا نبع الحنان، أماه كيف أستطيع العيش من دونك وأنتِ قلبي النابض، عيني المبصرة، وروحي التي سكنت جسدي، يا نبع الحنان يا تاجاً أفتخر بكِ بين الخلائق أجمع، وأعتز بصحبتي لكِ في كل مكان، يا مدرسة أسست، وربّت، وتعبت، وسهرت، وتحمّلت أعبائي، وتكرّمت عليّ بفائض حنانكِ المتدفق، يا نبع الحنان يا صدراً أبث عليه أحزاني وهمومي ومشاق حياتي، ماذا أهديكِ يا نعمة أمتنّ الله بها عليّ، وفضّلني على كثير من خلقه بكِ؟ أماه اعذريني إن انحنيت لتقبيل قدميكِ قبل رأسكِ فأنا أجد فيها ريح الجنّة.
تخونني الكلمات، ويُشلُّ لساني عن التّعبير، وتخنُقني عبراتي كلما رأيتُ خطوط العمر تُزيِّنُ وجنتيكِ، وكلما رأيتُ تعب السّنين يُلقي بكاهلهِ ليُوشّح رأسكِ، يا أُمّي، يا منبع سعادتي، ضُمّيني إليكِ، فأنتِ الصّدر الوحيد الذي يُريحني من عبأ سنيني، يا أُمّي المسي بيديكِ وجنتيّ، فيدُكِ المباركةُ هي الكفُّ الوحيد الذي أتمنّى أنّ أُلقي برأسي عليها كلَّما ضاقت بي دُنيتي، وصدركِ الملاذُ الوحيد الذي يُجرِّدُني من همومي، سرِّحي بيديكِ شعري، فأنا أشتاقُ لدفءِ الشّوقِ في صدركِ، أشتاقُ للمساتكِ وحنانكِ، يا أُمّي قُصِّي لي حكايةً، وغنِّي لي بصوتكِ العذب الحنون، فأنا كلما رأيتكُ أشتاق لطفولتي، ومهما كبرتُ فأنا طفلكِ المُدلَّل، الذي يرفض أن يكبر يوماً بين ثنايا صدركِ.
إلى قدوتي الأولى، ونبراسي الذي ينير دربي، إلى من علمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة، إلى من أعطاني ولم يزل يعطيني بلا حدود، إلى من رفعت رأسي عالياً افتخاراً به، إليكِ يا من أفديكِ بروحي، أبعث لكِ باقات حبي واحترامي وعبارات نابعه من قلبي، وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن مشاعري نحوك، فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق، ولكني لا أملك إلا أن أدعو الله عز وجل أن يبقيكِ ذخراً لنا ولا يحرمنا ينابيع حبك وحنانك.
لم أجد صدراً يضمني إليه سواك، فأنت نبع الحنان السامي، ونبع الحب الصافي، فأيٌ منكم تختلف كلماته عن كلماتي، أيٌ منكم يجرؤ على قول سوى كلامي، أيٌ منكم سيقول أن الأب ليس ذلك الحضن الدافئ، أبي أنت من علمني معنى الحياة، أنت من أمسكت بيدي على دروبها، أجدك معي في ضيقي، أجدك حولي في فرحي، أجدك توافقني في رأيي، حتى لو كنت على خطئي فأنتمعلمي وحبيبي، فتنصحني إذا أخطأت، وتأخذ بيدي إذا تعثرت، فتسقيني إذا ظمئت وتمسح على رأسي إذا احسنت.
قصيدة أبي هي للشاعر إيليا بن ضاهر أبو ماضي، الذي وُلد في قرية المحيدثة بلبنان وأقام في الإسكندرية وعمل في بيع السجائر، وعمل في جريدة مرآة الغرب عند انتقاله إلى نيويورك، ثم أصدر جريدة السمير، وتوفي في بروكلن وأما قصيدته عن الأب فقال فيها:
طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني
أبي! خانني فيك الرّدى فتقوضت
وكانت رياضي حاليات ضواحكا
وكانت دناني بالسرور مليئة
فليس سوى طعم المنّية في فمي،
ولا حسن في ناظري وقلّما
وما صور الأشياء، بعدك غيرها
على منكي تبر الضحى وعقيقه
أبحث الأسى دمعي وأنهيته دمي
فمستنكر كيف استحالت بشاشتي
يقول المعزّي ليس يحدي البكا الفتى
شخصت بروحي حائراً متطلعا
كذات جناح أدرك السيل عشّها
فواها لو أني في القوم عندما
ويا ليتما الأرض انطوى لي بساطها
لعلّي أفي تلك الأبوّة حقّها
فأعظم مجدي كان أنك لي أب
أقول : لي أني... كي أبرّد لو عتي
أحتّى وداع الأهل يحرمه الفتى؟
أبي! وإذا ما قلتها فكأنني
لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى
خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا
فذهن كنجم الصّيف في أول الدجى
وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة
فما بك من ضرّ لنفسك وحدها
جريء على الباغي، عيوف عن الخنا،
وكنت إذا حدّثت حدّث شاعر
فما استشعر المصغي إليك ملالة
برغمك فارقت الربوع ىوإذا
طريق مشى فيها الملايين قبلنا
نظنّ لنا الدنيا وما في رحابها
تروح وتغدو حرّة في عبابه
وزنت بسرّ الموت فلسفة الورى
فأصدق أهل الأرض معلرفة به
فذا مثل هذا حائر اللبّ عنده
فيا لك سفراً لم يزل جدّ غامض
أيا رمز لبنان جلالا وهيبة
ضريحك مهما يستسرّ وبلذة
أحبّ من الأبراج طالت قبابها
علىذلك القبر السلام فذكره
أبو العلاء المعري وهو أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري وهو شاعر وفيلسوف، أصيب بالجدري وهو صغير فأصيب بالعمى وهو في الرابعة من عمره بسبب الجدري، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، وقال قصيدة عن الوالدين وقال فيها:
العَيشُ ماضٍ فَأَكرِم والِدَيكَ بِهِ
وَحَسبُها الحَملُ وَالإِرضاعُ تُدمِنُهُ
وَاِخشَ المُلوكَ وَياسِرها بِطاعَتِها
إِن يَظلِموا فَلَهُم نَفعٌ يُعاشُ بِهِ
وَهَل خَلَت قَبلُ مِن جورٍ وَمَظلَمَةٍ
خَيلٌ إِذا سُوِّمَت وَما حُبِسَت