الأطفال هم رزق الله لنا، فهم جمال الدنيا، وزينتها، روحهم بريئة، وعفوية، ولا يعرفون إلّا الصدق، فهم على الفطرة يعيشون، ويملأون حياتنا بالفرح، والسرور، والبهجة، وهم شباب المستقبل، وبناة الوطن، فمن منا لا يقع في حب تلك المخلوقات اللطيفة.
الطفولة، صفحة بیضاء، وحیاة صفاء ثغر باسم وقلب نقي، وروح براءة، الطفولة، عالم مخملي، مزدان بقلوب كالدرر، وأرواح باذخة الطھر، الطفولة، شجرة نقاء وارفة الظلال، وأغصان عفویة تحمل ثمار القبول والمتعة، الطفولة، ربیع وزھر، وأكالیل یاسمین تتقلد جید الحیاة فتكون زینة لھا، الطفولة قصة حلم، وقصیدة أمل، وخاطرة عذوبة، الطفولة، حیاة الروح، وروح الحیاة، الطفولة، أنفاس عذبة وسحائب ماطرة وأریج عبق.
ما أجمل الطفولة، تجد في ابتسامتهم البراءة وفي تعاملاتهم البساطة، لا يحقدون ولا يحسدون وإن أصابهم مكروه لا يتذمّرون، يعيشون يومهم بيومهم بل ساعتهم بساعته لا يأخذهم التفكير ولا التخطيط لغد ولا يفكّرون كيف سيكون وماذا سيعملون، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثهم مشوّقة وتعاملاتهم محبّبة.
الأطفال إن أسأت إليهم اليوم في الغد ينسون وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة ذلك لأنّ قلوبهم بيضاء لا تحمل حقدًا على أحد، وبتعاملك اللطيف معهم أعطوك كامل مشاعرهم حبًا واحترامًا وتعلقًا؛ صفات نعم طفولية و لكنها جميلة ورائعة والأروع من ذلك أن تكون فينا نحن الكبار فنكتسب منهم فن التعامل ونأخذ منهم نقاء القلب و صفاء النفس.
عالمي طفولة، فقلبي يملأه عشق الطفولة، وفكري تائه يبحث عن بريق أمل في متاهات الحياة، ألم وآهات تعتصرني، ولحظاتسعادة تحتضنني، براءة طفولة تحتويني، و حب خالقي يغمرني، سأتحدى الصعاب فقد أصل يومًا و تروني في الأفق البعيد.
سلام على عهد الطفولة إنّه أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة توفِّي جلال الطهر وردًا ومشربا فيا رب بارك بسمة الطفل كي نرى على وجهه الرّيان أهلًا ومرحبًا ويا رب كفكف دمعة.
تعود القصيدة للشاعر إبراهيم المازني، وهو إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني، أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية، ومولده ووفاته بالقاهرة، تخرج بمدرسة المعلمين، وعمل بالتدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنجليزية، ونظم الشعر، وله فيه معانٍ مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.
رعى اللَه أيام الطفولة إنها
ليالي أظن الكون إرثي وأنني
وأحسب بطن الأرض واليم والدجى
أفيض على ما تأخذ العين جرمه
إذا أذيت نفسي صرخت ولم أبل
و ما كنت أدري الهم كيف مذاقه
و لا كنت أكسو النفس ثوب مخاوفي
يضاحك ثغري كل ثغر توددا
و يلقى بي الناس السرور كأنما
ولي سهمة من كل لهو كأنما
فيا رب أوزعني على ما سلبتني
فقد بزت الأيام عني مطاريا
و أغرفني في لجة بعد لجةٍ
و يوشك أن يخبو شهابٌ شببته
و أثقلني همي وأقعدني فما
بليت كما تبلى الطلول و هل ترى
تعود القصيدة للشاعرة فواغي صقر القاسمي، أديبة وشاعرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، حاصلة على ليسانس آداب / أدب إنجليزي و فرنسي، المجموعات الشعرية المنشورة : ألم المسيح ردائي، وموائد الحنين.
كنّا صغارا ...
جميل
أصبحنا كباراً
الأمر مختلفٌ هنا ..
يعود الشريط
من البداية يا ذاتي
توقفي هنا ... آه ٍ كم هو جميلٌ هذا المشهد
حضن أمي .. دفئي .. حبي .. و أماني ..
مشهدٌ آخر جميل ...
براءة حلم .. و أحلام براءة ..
أغاني ... و فضاء أزرق جميل
جميع الألوان مبهجة .. لا دخان و لا نار ..
لا أسمع ضجيجا يصخب روحي
يبعثر أحلامي
يغتصب منامي ..
توقفي هنا يا ذاتي
دعيني أسمع أغنية السماء ..
دعيني أرى الملائكة
أرى الله في كل شيء .. لم أعرف الشيطان بعد !
و لستُ ضالته ..
أسبح على أجنحة سلام مشرّعة
تحملني أنّا شئت
يلفني البياض ..
سأغفو قليلا ... لأثبت الصورة !
صباح الجمال .. صباح الحب ..
صباح الخير ..
كل الخير
لا توجد سحب تخفي الإصباح
و لا أقنعة وهم ٍ
أو مرايا مكسورة ...
سراعا تمر الصور ... تختلط شيئا فشيئا
تبدو سحب الهموم
تتلبد في سماء الذكرى
تسقط أقنعة
تتعرى حقائق
يصرخ كونٌ ..
يشخب دمٌ من خاصرة الزمن
ينزّ الوقت بآفاته ...
قيحا ً لجروح لا تندمل
قد انتهيت ِ يا ذاتي
كبرت ِ
رحلت الطفولة
وهمس يتبع همس