النفس ذلك البحر المليء بالأسرار والعجائب، النفس وما تخفي بداخلها من متناقضات شتى كالفرح والحزن معاً، الخوف والشجاعة، وربما أحياناً الصدق والكذب، فما أصعب فهم النفس وما أجمل الغوص بها في نفس الوقت، فقد أحضرنا لكم باقة من أجمل الكلام عن النفس.
قصيدة صنت نفسي عما يدنس نفسي للشاعر البحتري، اسمه الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري، ولد وتوفي في بنمنبج بين حلب والفرات، وهو من كبار شعراء العصر العباسي وقد عرف أنّه من أشعر شعراء العصر العباسي، بالإضافة إلى كل من المتنبي وأبو تمام، وقد لقب شعر البحتري بسلاسل الذهب لروعة نظمه وفصاحته.
صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي،
وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ
بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي،
وَبَعيدٌ مَا بَينَ وَارِدِ رِفْهٍ،
وَكَأنّ الزّمَانَ أصْبَحَ مَحْمُو
وَاشترَائي العرَاقَ خِطّةَ غَبْنٍ،
لا تَرُزْني مُزَاوِلاً لاخْتبَارِي،
وَقَديماً عَهدْتَني ذا هَنَاتٍ،
وَلَقَدْ رَابَني نُبُوُّ ابنِ عَمّي،
وإذا ما جُفيتُ كنتُ جديَرّاً
حَضَرَتْ رَحليَ الهُمُومُ فَوَجّهْـ
أتَسَلّى عَنِ الحُظُوظِ، وَآسَى
أذَكّرْتَنيهمُ الخُطُوبُ التّوَالي،
وَهُمُ خافضُونَ في ظلّ عَالٍ،
مُغْلَقٌ بَابُهُ عَلى جَبَلِ القَبْـ
حِلَلٌ لم تكُنْ كأطْلالِ سُعدَى
وَمَسَاعٍ، لَوْلا المُحَابَاةُ منّي،
نَقَلَ الدّهرُ عَهْدَهُنّ عَنِ الجِدّ
فكَأنّ الجِرْمَازَ منْ عَدَمِ الأُنْـ
لَوْ تَرَاهُ عَلمْتَ أن اللّيَالي
وَهْوَ يُنْبيكَ عَنْ عَجائِبِ قَوْمٍ،
وإذا ما رَأيْتَ صُورَةَ أنْطَا
والمَنَايَا مَوَاثِلٌ، وأنُوشَرْ
في اخضِرَارٍ منَ اللّباسِ على أصْـ
وَعِرَاكُ الرّجَالِ بَينَ يَدَيْهِ،
منْ مُشيحٍ يُهوي بعاملِ رُمْحٍ،
تَصِفُ العَينُ أنّهُمْ جِدُّ أحيَا
يَغتَلي فيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى
قَد سَقَاني، وَلمْ يُصَرِّدْ أبو الغَوْ
منْ مُدَامٍ تظنهَا هيَ نَجْمٌ
وَتَرَاها، إذا أجَدّتْ سُرُوراً،
أُفْرِغَتْ في الزّجاجِ من كلّ قلبٍ،
وَتَوَهّمْتَ أنْ كسرَى أبَرْوِيـ
حُلُمٌ مُطبِقٌ على الشّكّ عَيني،
وَكَأنّ الإيوَانَ منْ عَجَبِ الصّنْـ
يُتَظَنّى منَ الكَآبَةِ أنْ يَبْـ
مُزْعَجاً بالفَراقِ عن أُنْسِ إلْفٍ
عكَسَتْ حَظَّهُ اللّيالي وَباتَ الـ
قصيدة وَأَسأَلُ نَفسي للشاعر عبد العزيز جويدة، هو شاعر مصري ولد عام 1961م، وقد درس في جامعة الإسكندرية بكالوريوس زراعة، ويعمل الشاعر عبد العزيز جويدة عضواً منتدباً للشركة المصرية للصناعات الغذائية، وله دواوين شعرية عديدة منها: ديوان ضيعت عمري في الرحيل، وديوان من النيل إلى الفرات يا قلبي لا تحزن، وديوان ولست بآخر الشهداء يا قلبي.
وأسألُ نَفسي :
لِماذا أُحبُّكِ رَغمَ اعتِرافي
بأنَّ هَوانا مُحالٌ .. مُحالْ ؟
ورَغمَ اعتِرافي بأنَّكِ وَهمٌ
وأنكِ صُبحٌ سَريعُ الزَّوالْ
ورغمَ اعترافي بأنكِ طَيفٌ
وأنكِ في العِشقِ بعضُ الخَيالْ
ورغمَ اعتِرافي بأنكِ حُلمٌ
أُطارِدُ فيهِ ..
وليسَ يُطالْ
وأسألُ نفسي لماذا أحبُّكْ
إذا كنتِ شيئًا بعيدَ المنالْ
لماذا أحبُّكِ في كلِّ حالْ
لماذا أُحبكِ أنهارَ شَوقٍ
وواحاتِ عِشقٍ
نَمَتْ في عُروقي وأضحَتْ ظِلالْ
وأسألُ نَفسي كثيرًا . كثيرًا
وحينَ أجَبتُ
وَجدتُ الإجابةَ نَفسَ السؤالْ
لِماذا أُحبُّكْ ؟!
إنّ النفس المشغولة بالبحث عن عثرات الناس وجمعها ومحاصرتهم بها، نفس مريضة، والنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، ومن ظلم المرء لنفسه أن يختصر الآخرين في زلات محدودة ، فإنّ النفس البشرية فيها من العمق والاتساع والتنوع، ما يجعل كل إنسان فيه جوانب من الخير لو فعّلت واستخرجت ووظفت، لكان من ورائها خير كثير.
أقوال فيودور دوستويفسكي إنّ لي نفساً خسيسة وفكراً منحطاً، ولكن أسأل أيّ إنسان منحط، بل اسأل أي وغد حقير أهو يفضل أن يتعامل مع وغد من نوعه أم هو يؤثر أن يتعامل مع إنسان يتمتع بكمال النفس وعظمة القلب؟ لسوف يجيبك بأنه يفضل الثانية، هنا إنما تنتصر الفضيلة.
حين تستبد كآبة ثقيلة بالنفس التي صارت من المحن في ظلام، تأتي الذكريات فتنعش النفس وتحييها، مثلها كمثل تلك القطرات من الندى التي تضعها رطوبة المساء على الأزهار بعد نهار خانق ، فتبعث الحياة في هذه الأوراق الحزينة التي كادت تمحوها الشمس المحرقة.
المعيشة الضنك ليست قلَّة المال، ولا ضيق ذات اليد؛ إنما هي ضيق النفس والصدر، إنها القلق النفسي، الذي يجعل صاحبه يبيتُ على مثل الشوك، ذلك الذي يعيش مُهتزَّ العقيدة، مُضْطرب الفكر، خاوي الروح، مظلم القلب، لا يعرف له غاية بيِّنة، ولا سبيلًا مستقيمًا.
عندما تكون صافي النفس..
رائق البال ..
تجد الرسوم الجميلة التي تتفرج عليها عالماً سحرياً بديعاً حياً..
يا مـن تجلـى إلى سـري فصيرني ..
دكا وهـز فـؤادي عندما صعقا..
انظر إلي فإنّ النفس قد تلفت ..
رفقاً على الروح إن الروح قد زهقا..
قد أكون على خطأ..
ولكنني أحسب أن في الإمكان معرفة رجل من ضحكته وحدها..
فإذا بدت لك ضحكته محببة..
فكن على يقين من أنّه إنسان طيب كريم النفس..
كن صبوراً مع نفسك..
زد خبراتك ومهاراتك..
لا يوجد أعظم من الاستثمار في النفس..
ليس أقسى على النفس من أن تشعر بالهوان ..
أي أن تهون على نفسك وعلى الناس ..
أي أن تكون شيئاً ضيئلاً..
تصغر حتى تصبح لا شيء..