أساليب التعليم التقليدية في المدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أساليب التعليم التقليدية في المدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

أساليب التعليم التقليدية في المدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تعد العاصمة المقدسة من أكثر المدن في الجزيرة العربية حظًا من حيث توافر فرص التعليم بأشكاله وأنماطه كافة؛ وذلك لوجود الحرم الشريف الذي يفد إليه المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويكون فيهم الفقيه والعالم وطالب العلم، مما كان له الأثر الفاعل في وجود الكثير ممن قاموا بالتدريس والتعليم سواء في المسجد الحرام أم في حلقات وكتاتيب خاصة، ومن أساليب التعليم ما يأتي:
 

كتاتيب الأحياء

 
وكانت مهمتها تعليم الصبية قراءة القرآن الكريم، ويضاف إليها الكتابة في بعض الأحيان. وهذا النوع من الكتاتيب يكون الهدف منه حفظ الطفل من الفساد واللعب في الأزقة وتحت أشعة الشمس بالإضافة إلى الهدف التعليمي
 
وقد كان الكُتَّاب غرفة في الدور الأرضي من أحد المنازل يجتمع فيها التلاميذ، وتفرش بالخسف، وهو نوع من البسط المصنوعة من الخوص. ويقوم بالتعليم في تلك الكتاتيب شيخ يسمونه (سيدنا) وقد كان يساعده في بعض الأحيان أحد كبار التلاميذ ويسمونه (العريف). ويوجد في غرفة الكتاب سبورة يقوم بالكتابة عليها الشيخ أو (سيدنا)، وأحيانًا يقوم العريف بذلك، فتكتب عليها حروف الهجاء مع الحركات مثل: (ألف لا شيء عليها، الباء واحدة من تحتها)، وسوف يتم استعراض جميع الحروف وأشكالها وحركاتها لاحقًا  .  وعلى الرغم من أن مثل تلك الكتاتيب كانت هزيلة فيما تقدمه للدارسين من علم إلا أنها في الوقت ذاته كانت تؤدي دورًا تعليميًا كبيرًا، إذ تخرَّج منها كثير ممن يحسنون القراءة والكتابة، وانضموا إلى كتاتيب أرقى في المواد التعليمية
 

كتاتيب المساجد الكبرى

 
وهي النمط الثاني من الكتاتيب، وقد شاع في بعض المساجد المدن، مثل المسجد الحرام في العاصمة المقدسة، ومسجد ابن عباس في الطائف، وقد كانت تعنى بتعليم الخط وبعض قواعد الإملاء، ومبادئ الحساب على الطريقة الهندية
 

 كتاتيب في مستوى المدارس النظامية

 
كان هناك نمط آخر من الكتاتيب في مستوى المدارس النظامية ذات المدرس الواحد، وكانت تعنى بتعليم القراءة والكتابة وتحسين الخط، واستظهار المصحف، وتجويد قراءته، وقواعد التجويد، ومعرفة قواعد الإملاء، وقواعد الحساب الأربع الأصلية: (الجمع، والطرح، والقسمة، والضرب) ومبادئ القواعد النحوية، ودراسة السيرة النبوية. ومن أشهر الكتاتيب في ذلك الحين من هذا النوع كُتَّاب الشيخ عبدالحق الهندي، والشيخ حمدوه السناري، والشيخ السركتي السناري رحمهم الله
 

 حلقات التدريس في المساجد الكبرى

 
وهذه الحلقات كانت تستقبل المتخرجين من الكتاتيب ذات المدرس الواحد الشبيهة بالمدارس النظامية، وكان من أبرز تلك الحلقات: المسجد الحرام، ومسجد ابن عباس بالطائف، وقد كان الدارس في هذه الحلقات يتدرج إلى أن يصل إلى مرتبة العلماء في ذلك العهد. فإذا بلغ الدارس في تلك المساجد المستوى المطلوب من الدراسة أعطته مشيخة العلماء إجازة التدريس بالمسجد بترشيح من شيخه، ويعد ذلك بمثابة شهادة، وتكون بتوقيع المشيخة وجميع علماء المسجد الكبار  
 
كما تجدر الإشارة إلى أنه انتشرت الكتاتيب الخاصة بالفتيات في المدن، كما درست الكثيرات من المعلمات في تلك الكتاتيب. وإضافة إلى التعليم العام لمبادئ القراءة والكتابة والحساب كان يوجد في المدن ما يعرف بالخطاط؛ وهو شخص يجيد فن الكتابة وحسن الخط، فكان يجلس للطلاب الراغبين في تعلم حسن الخط وأمامه صندوق صغير فيه ما يلزمه من أدوات الكتابة، في حين ينتشر حوله التلاميذ كل اثنين أو ثلاثة مستندين إلى أحد الأعمدة في المسجد وأمام كل منهم محفظته فيها أدوات الكتابة، وكان الحبر المستعمل في الكتابة الحبر الصيني الأسود المصنوع محليًا، والأقلام البوص المجلوبة من البصرة
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook