أسباب إصابة الجنين بالسنسنة المشقوقة وسبل الوقاية من حدوثه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
أسباب إصابة الجنين بالسنسنة المشقوقة وسبل الوقاية من حدوثه.

أسباب إصابة الجنين بالسنسنة المشقوقة وسبل الوقاية من حدوثه.

الأسباب

يَجهل الأطباء أسباب محددة للسِّنْسِنة المشقوقة. يُعتقد أنه ناتج عن مزيج من عوامل الخطر الوراثية والغذائية والبيئية؛ مثل التاريخ العائلي لعيوب الأنبوب العصبي ونقص الفولات (فيتامين B-9).

عوامل الخطر

السِّنْسِنَة المشقوقة أكثر شيوعًا بين البيض وذوي الأصول الإسبانية. وتتأثر الإناث بها بنسبة أكبر من الذكور. على الرغم من أن الأطباء والباحثين لا يعرفون سبب حدوث السِّنْسِنَة المشقوقة، فإنهم قد تعرفوا على بعض عوامل الخطر:

  • نقص الفولات. إن الفولات - وهو الشكل الطبيعي لفيتامين B-9 - مهم لنمو الطفل بصحة جيدة. ويُطلَق على الشكل الاصطناعي للفولات الموجودة في المكملات الغذائية والأغذية المدعمة، اسم حمض الفوليك. يزيد نقص الفولات خطر حدوث السِّنْسِنَة المشقوقة والعيوب الأخرى في القناة العصبية.
  • التاريخ العائلي لأحد عيوب القناة العصبية. الأزواج الذين سبق لهم إنجاب طفل لديه عيب خلقي في القناة العصبية أكثر عرضة بقليل لإنجاب طفل آخر لديه العيب الخلقي نفسه. يزداد هذا الخطر إذا كانوا قد أنجبوا طفلين بهما العيب الخلقي نفسه. بالإضافة إلى ذلك، الأنثى التي تُولد بعيب خلقي في القناة العصبية، تزداد لديها فرصة وضع طفل مصاب بالسِّنْسِنَة المشقوقة. رغم ذلك، معظم الأطفال المصابين بالسِّنْسِنَة المشقوقة، لا يوجد لدى آبائهم أي تاريخ مرضي عائلي بهذه الحالة.
  • بعض الأدوية. على سبيل المثال، يبدو أن الأدوية المضادة للنوبات الصرَعية، مثل حمض فالبرويك (ديباكين)، تسبب عيوبًا في الأنبوب العصبي عند تعاطيها أثناء الحمل. قد يحدث هذا لأنها تتعارض مع قدرة الجسم على استخدام حمض الفولات وحمض الفوليك.
  • داء السُّكَّري. تزداد لدى السيدات المصابات بداء السُّكَّري اللاتي لا يتحكمن جيدًا في مستوى السكر في الدم خطورة وضع طفل مصاب بالسِّنْسِنَة المشقوقة.
  • السُمنة. تكون السُّمنة قبل الحمل مصحوبة بزيادة خطورة حدوث عيوب القناة العصبية الخلقية، ويشمل ذلك السِّنْسِنَة المشقوقة.
  • زيادة درجة حرارة الجسم. تشير بعض الأدلة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم في الأسابيع الأولى من الحمل يمكن أن يزيد من خطورة حدوث السِّنْسِنَة المشقوقة. إن ارتفاع درجة حرارة جسمك الداخلية، بسبب الحُمَّى أو استخدام حمامات البخار أو أحواض المياه الساخنة، يكون مصحوبًا بزيادة خطورة حدوث السِّنْسِنَة المشقوقة.

إذا تعرَّفتِ على عوامل خطورة بالسِّنْسِنَة المشقوقة، فتحدَّثي مع طبيبك لتحديد ضرورة تناول جرعة كبيرة من حمض الفوليك، حتى قبل أن يبدأ الحمل.

أخبِرْي طبيبك إذا كنت تتناولين أدوية. إذا كنت تخططين للمستقبل، فيمكن ضبط بعض الأدوية لتقليل الخطر المحتمل للإصابة بمرض السِّنْسِنَة المشقوقة.

المضاعفات

قد تسبِّب السِّنْسِنَة المشقوقة أعراضًا ضئيلة أو إعاقات جسدية بسيطة. ولكن تؤدي السِّنْسِنَة المشقوقة الشديدة إلى الكثير من الإعاقات الجسدية المحددة. تتأثر شدة الحالة بـما يلي:

  • حجم ومكان إصابة الأنبوب العصبي
  • إن كان الجلد يغطي المنطقة المصابة
  • أي الأعصاب الشوكية تخرُج من المنطقة المصابة من الحبل النخاعي

قد تبدو هذه القائمة من المضاعفات المحتمَلة صعبة التحمّل، ولكن لا يحصل جميع الأطفال المصابين بالسِّنْسِنَة المشقوقة على كل هذه المضاعفات. ويمكن علاج هذه الحالات المَرَضية.

  • مشاكل المشي والحركة. لا تعمل الأعصاب التي تتحكم في عضلات الساق، أسفل منطقة عيب السِّنْسِنَة المشقوقة، بشكل صحيح. مما يسبِّب ضَعف عضلات الساقين، وأحيانًا الشلل. تعتمد قدرة الطفل المصاب على المشي عادةً على مكان وجود الخلل وحجمه والرعاية التي تلقاها قبل وبعد الولادة.
  • مضاعفات العظام. يمكن أن يواجه الأطفال المصابون بالقيلة النخاعية السحائية العديد من المشاكل في الساقين والعمود الفقري بسبب ضَعف العضلات في الساقين والظهر. تعتمد أنواع المشكلات على موقع الخلل. وتتضمن المشاكل المحتملة على مشاكل تتعلق بالعظام ومنها:
    • ميلان العمود الفقري (الجنف)
    • النمو الشاذ
    • انخلاع الورك
    • تشوهات العظم والمفاصل
    • تقلصات العضلات
  • مشاكل الأمعاء والمثانة. الأعصاب التي تُغذي المثانة والأمعاء عادةً لا تعمل بشكل صحيح عندما يكون الطفل مصابًا بالسِّنْسِنَة المشقوقة النخاعية. وذلك لأن الأعصاب التي تزوِّد الأمعاء والمثانة تأتي من أدنى مستوى من الحبل النخاعي.
  • تراكم السوائل في الدماغ (استسقاء دماغي). الأطفال المولودة بالقيلة النخاعية السحائية عادةً يكون لديهم تراكم السوائل في الدماغ، وهي حالة تعرف باسم الاستسقاء الدماغي.
  • عُطل التحويلة. يمكن أن تتعطل التحويلة المثبتة في الدماغ لمعالجة الاستسقاء الدماغي أو تُصاب بالعدوى. قد تختلف مؤشرات المرض التحذيرية. وتتضمن بعض المؤشرات التحذيرية لتعطل التحويلة على:
    • حالات الصداع
    • القيء
    • النعاس
    • سهولة الاستثارة
    • التورم أو الاحمرار على طول التحويلة
    • التشوش
    • تغييرات في العينين (تحديقًا ثابتًا للأسفل)
    • صعوبة في الأكل
    • نوبات مرضية
  • التشوه الخياري من النوع الثاني. التشوه الخياري من النوع الثاني هو شذوذ في الدماغ شائع لدى الأطفال المصابين بالقيلة النخاعية السحائية، أحد أشكال السِّنْسِنَة المشقوقة. جذع الدماغ، أو أدنى جزء من الدماغ فوق الحبل النخاعي، مُطَوَّل ويقع في مستوى أدنى من المعتاد. وقد يسبِّب هذا الأمر مشكلات في التنفس والبلع. نادرًا ما يحدُث ضغط على هذه المنطقة من الدماغ فيستلزم الأمرُ إجراءَ عملية جراحية لتخفيف الضغط.
  • العدوى في الأنسجة المحيطة بالمخ (التهاب السحايا). قد يصاب بعض الأطفال المولودين بالقيلة النخاعية السحائية بالتهاب السحايا، وهو التهاب في الأنسجة المحيطة بالمخ. هذه العدوى المهدِّدة للحياة قد تسبِّب إصابة الدماغ.
  • الحبل النخاعي المربوط. يحدث خلل الحبل النخاعي المربوط عندما تتحد الأعصاب الشوكية مع الندبة موضع إغلاق الخلل جراحيًّا. مما يعيق نمو الحبل النخاعي مع نمو الطفل. هذا الربط التقدمي يمكن أن يسبِّب فقدان وظيفة العضلات في الساقين أو الأمعاء أو المثانة. يمكن أن تحدَّ الجراحة من درجة الإعاقة.
  • اضطراب التنفس أثناء النوم. قد يُصاب كلٌّ من الأطفال والبالغين المصابين بالسِّنْسِنَة المشقوقة، وخاصةً القيلة النخاعية السحائية، بانقطاع النفَس النومي أو غيره من اضطرابات النوم. يساعد تقييم اضطراب النوم لدى أولئكَ المصابين بالقيلة النخاعية السحائية في اكتشاف اضطرابات التنفس أثناء النوم، مثل انقطاع النفَس النومي، الذي يستدعي العلاج لتحسين الصحة وجودة الحياة.
  • المشاكل الجلدية. الأطفال المصابون بالسِّنْسِنَة المشقوقة قد يصابون بجروح على أقدامهم أو أرجُلهم أو الألْيَتَيْن أو الظهر. إنهم لا يشعرون عندما يصابون بقرحة أو بثرة. يمكن أن تتحول القروح أو البثور إلى جروح عميقة أو التهاب في القدم يصعب علاجه. الأطفال المصابون بالقيلة النخاعية السحائية لديهم خطر أكبر من مشاكل الجروح في الجبائر.
  • الحساسية من اللاتكس. الأطفال المصابين بالسِّنْسِنَة المشقوقة لديهم خطورة أعلى للإصابة بحساسية اللاتكس، وهو تفاعل تحسُّسي للمطاط الطبيعي أو منتجات اللاتكس. قد تسبِّب حساسية اللاتكس طفحًا جلديًا أو العطاس أو حكة أو عيونًا دامعة أو سيلان الأنف. كما يمكن أن يسبِّب التأق، وهي حالة قد تهدِّد الحياة يمكن أن يؤدي فيها تورمُ الوجه والممرات الهوائية إلى صعوبة التنفس. لذلكَ من الأفضل استخدام قفازات ومعدات خالية من اللاتكس أثناء الولادة وعند رعاية طفل مصاب بسنسنة المشقوقة.
  • مضاعفات أخرى. قد تنشأ المزيد من المشكلات عندما يكبر الأطفال المصابون بالسِّنْسِنَة المشقوقة، مثل التهابات المسالك البولية واضطرابات الجهاز الهضمي والاكتئاب. قد يصاب الأطفال المصابين بالقيلة النخاعية السحائية بصعوبات في التعلم، مثل مشاكل الانتباه، وصعوبة تعلُّم القراءة والرياضيات.

الوقاية

يُؤخذ حمض الفوليك كعلاج مكمل بدءًا من شهر واحد على الأقل قبل الإخصاب والاستمرار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث يعمل كثيرًا على تقليل خطر المشقوقة الشوكية وغيرها من عيوب الأنبوب العصبي.

احصل على حمض الفوليك أولًا

إن الحصول على كميَّةٍ كافية من حمض الفوليك في جسمكِ في الأسابيع الأولى من الحمْل أمرًا حيويًّا لمنع السِّنْسِنَة المشقوقة. لأنَّ العديد من النساء لا يكتشفنَ حملهنَّ حتى هذا الوقت، يَنصح الخبراء بحصول كلِّ النساء في سِنِّ الحمل على مُكمِّلٍ غذائي يَومي بمقدار 400 ميكروغرام من حمض الفوليك.

يتم تدعيم العديد من الأطعمة بمقدار 400 ميكروغرام من حمض الفوليك في كل وجبة، بما في ذلك:

  • الخبز المعزز
  • المكرونة
  • الأرز
  • بعض حبوب الإفطار

يُمكن إدراج حمض الفوليك على عبوات الأطعمة كفولات، وهو الصورة الطبيعية من حمض الفوليك الموجودة في الأطعمة.

التخطيط للحمل

يجب نصح النساء البالغات اللواتي يخطِّطْنَ للحمل أو قد يصبحْنَ حوامل بالحصول على 400 إلى 800 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًّا.

لا يمتص جسدك حمض الفوليك بنفس سهولة امتصاصه لحمض الفوليك الصناعي، ولا يحصل أغلب الناس على الكمية المطلوبة منه في غذائهم العادي؛ لذا فإن استخدام المكمِّلات الغذائية ضروري للوقاية من السِّنْسنة المشقوقة. من المحتمَل أن يقلِّل حمض الفوليك من احتمالية الإصابة بتشوُّهات خِلْقية أخرى، ويشمل ذلك الشفة المشقوقة، والحنك المشقوق، وبعض عيوب القلب الخِلْقية.

من المستحسَن أيضًا أن تتناوَلي نظامًا غذائيًّا صحيًّا، ومليئًا بالأطعمة الغنية بحمض الفوليك أو المزوَّدة بحمض الفوليك. يتوافر هذا الفيتامين بشكل طبيعي في عدد من الأطعمة، مثل:

  • الفاصوليا والبازلاء
  • فواكه وعصائر الحمضيات
  • صفار البيض
  • الحليب
  • الأفوكادو
  • الخضراوات الورقية الخضراء الداكنة، مثل البروكلي (القرنبيط الأخضر) والسبانخ

عند الحاجة لجرعات أعلى

إذا كنتِ مُصابةً بالسِّنْسِنة المشقوقة أو إذا كنتِ قد أنجبتِ طفلًا مصابًا بالسِّنْسِنة المشقوقة، فستحتاجين إلى المزيد من حمض الفوليك قبل الحمل مرة أخرى. وإذا كنتِ تتناولين أدويةً مضادةً للنوبات الـمَرَضية أو كنتِ مصابةً بالسكري، فقد تفيدك أيضًا جرعة أعلى من فيتامين B هذا. لذا، استشيري طبيبك قبل تناوُل أي مكمّلات غذائية إضافية تحتوي على حمض الفوليك.

شارك المقالة:
90 مشاهدة
المراجع +

موقع : mayoclinic

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook