أسباب الإجهاض وآليته

الكاتب: د. ايمان شبارة -
أسباب الإجهاض وآليته.

أسباب الإجهاض وآليته .

الإجهاض abortion  هو انطراح محصول الحمل قبل أن يكون قابلاً للحياة؛ أي قبل اليوم /180/ من الحمل أو  ـ كما يرى بعضهم  ـ قبل أن يبلغ وزن الجنين /1000/غرام. وانقذاف الجنين خارج الرحم بعد هذا الحد يسمى خداجاً، والجنين يسمى خديجاً.

الوقوع

لا يمكن إعطاء نسبة دقيقة عن الإجهاض، ولكن يعتقد أن ما بين 15 ـ18% من الحمول تنتهي بالإجهاض، وسبب ذلك أن كثيراً من الإجهاضات المحرضة تتم بالخفاء والسرية، فلا تصل إلى السجلات الإحصائية، إضافة إلى أن بعض الحمول قد تطرح بعد تعشيشها بمدة قصيرة قبل أن يشخص الحمل، فتعدّ الحالة طمثاً طبيعياً متأخراً.

الأسباب

1 ـ الأسباب في الجنين والملحقات:

أ ـ خلل في تطور المضغة أو شذوذ في تطور المشيمة؛ مما يجعل المضغة غير قابلة للحياة.

ب ـ فرط الاستسقاء السلوي (موه السلى) لفرط تمدد الرحم.

ج ـ شذوذ أو خلل في الصبغيات أو المورثات (الجينات), وأهمها تثلث الصبغي الجسمي trisomy ووحدانية الصبغي الجسمي أو الجنسيmonosomy وتثلث المجموعة الصبغية triploidy، وغالبية الإجهاضات المسببة عن شذوذ الصبغيات تحصل مبكرة في موعد الطمث أو بعده بقليل.

د ـ نقص الأكسجين الجنيني بسب ارتكاز المشيمة المعيب أو انفكاكها الباكر أو فرط الضغط الشرياني لدى الحامل أو اضطرابات الدوران السري أو انحلال الدم الجنيني.

هـ  ـ رض الجنين المباشر كما في الإجهاضات المحرضة الجنائية.

2 ـ الأسباب في الحامل:

أ ـ إصابة الحامل بالأخماج الحادة: ومثالها التيفية والبرداء وذات الرئة والأخماج البولية بسبب الذيفانات الجرثومية والحمى التي ترافق هذه الأمراض، وكذلك إصابتها بالأمراض الناجمة عن الڤيروسات كالحصبة الألمانية rubella والجدري والحمى القرمزية إذ تعبر المشيمة إلى الجنين، أو إصابتها بداء المقوسات toxoplasmosis الذي ينتقل إلى الجنين بعد تخريب المشيمة.

ب ـ الاضطرابات الغدية في الحامل: وتشمل قصور الدرق أو فرط نشاط الدرق، أو الداء السكري، وقصور الجسم الأصفر الحملي بسبب تأثيره في تطور الغشاء الساقط الحملي الذي يؤدي إلى اضطراب تعشيش البيضة وتغذيتها.

ج ـ تناول الحامل بعض الأدوية المضادة للانقسام الخلوي المستعملة في معالجة السرطان؛ مما يسبب تشوه المضغة أو موتها. وكذلك إعطاؤها محرضات تقلص الرحم كمركّبات البروستاغلاندين ومقبضات الرحم كمشتقات الأرغوت، أو بعض الأدوية كالكينين والسَّذاب rue والأبهل sabina إذا أعطيت بمقادير سمية.

د ـ رضوض الرحم المباشرة: ومن أسبابها حوادث السيارات أو السفر الطويل الشاق أو ما يحدث في أثناء عملية جراحية بطنية بسبب استثارة الرحم وتحريضها على التقلص وحصول الإجهاض.

هـ ـ آفات الجهاز التناسلي: أسواء شكل الرحم الخلقية، كالرحم ذات القرنين أو ذات الحجاب أو المضاعفة بسبب عدم كفاية جوف الرحم. وقد يسبب انحراف الرحم الخلفي الإجهاض إذا انعضلت الرحم في الحوض الصغير، ولم تصعد إلى جوف البطن، أما الورم العضلي الليفي في الرحم فلا يسبب الإجهاض إلا نادراً حين يتوضع تحت البطانة الرحمية، ويبرز في جوف الرحم.

و ـ عدم استمساك عنق الرحم: وهو إما خلقي ناجم عن قصور مصرة الفوهة الباطنة للعنق وهو نادر؛ وإما مكتسب ناجم عن توسيع العنق سابقاً توسيعاً راضاً أو بتره جراحياً أو ولادة عسيرة أدت إلى تمزق عنق الرحم تمزقاً عميقاً؛ مما قد يسبب الإجهاض في الثلث المتوسط للحمل.

ز ـ الرضوض النفسية: الانفعالات الشديدة كالرعب المفاجئ والصدمة العاطفية العنيفة، وهذه لا تؤدي إلى الإجهاض إلا في حالات نادرة جداً.

آلية الإجهاض

غالباً ما يبدأ الإجهاض بتوقف سير الحمل نتيجة وفاة الجنين، ثم يحصل نزف في الغشاء الساقط القاعدي يؤدي إلى انفصال البيضة عن مرتكزها على جدار الرحم قسمياً أو كلياً، فتصبح جسماً أجنبياً تحاول الرحم طرده، فتحصل التقلصات الرحمية ويحدث الإجهاض. ويغلب أن تنطرح البيضة كاملة مع الأغشية؛ وهو ما يحدث في الإجهاض المبكر. أما في الأشهر المتوسطة للحمل فغالباً ما تتمزق الأغشية، فينفرغ السائل السلوي، ثم ينقذف الجنين، وتتلوه المشيمة والأغشية كاملة، أو قد تنحبس المشيمة مع الأغشية انحباساً كلياً أو جزئياً.

التشريح المرضي

تختلف المظاهر التشريحية المرضية بحسب حالة الإجهاض وتطوره السريري. فإذا بقي محصول الحمل منحبساً مدة طويلة نسبياً حدثت تغيرات تنكسية في المشيمة؛ إذ تبدو متفتتة ومحاطة بالدم المتخثر، ويظهر فحص الزغابات المشيمية فحصاً نسيجياً تراصها أو إصابتها باستحالة وذمية مع وجود احتشاءات بيض متفرقة. أما الجنين فتبدو عليه علامات التعطن إذا بقي في الرحم فترة بعد وفاته، أو قد يرتشف السائل السلوي، فيحصل التجفف في نسيج الجنين وجلده (الجنين الموميائي).

قد يتطور محصول الحمل أحياناً من دون أن يحوي جنيناً أو أن الجنين يموت، وينحل في الأيام الأولى للحمل، فيبقى الجوف السلوي فارغاً يحوي سائلاً رائقاً؛ وتدعى هذه الحالة البيضة الرائقة.

وقد تحصل نزوف بين الغشاء الساقط ومحصول الحمل، فيحاط بمحفظة دموية متعضية سميكة فيها زغابات مشيمية متنكسة، وتتحول البيضة إلى كتلة لحمية يتوسطها جوف سلوي غير منتظم وصغير الحجم يحوي جنيناً ميتاً؛ وتسمى هذه الحالة الرحى اللحمية carneous mole.

شارك المقالة:
197 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook