يُعرّف الإجهاض على أنّه فقدان الجنين قبل بلوغ الحمل الأسبوع العشرين، وبحسب الإحصائيات فإنّ حالة واحدة من بين كلّ 5 حالات من الحمل المؤكد تنتهي بالإجهاض، وهناك العديد من النساء اللاتي يتعرّضن للإجهاض دون إدراكهنّ وجود الحمل من الأساس، ويجدر بيان أنّ هناك العديد من أنواع الأجهاض، منها المُهدد (بالإنجليزية: Threatened)، والمحتوم (بالإنجليزية: Inevitable)، والكامل، وغير الكامل، كما صنّف البعض الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، والحمل العنقودي (بالإنجليزية: Molar pregnency) على أنّها أنواع للإجهاض أيضاً.وأمّا بالنسبة للإجهاض المتكرر فيُعرّف على أنّه فقدان الحمل مرتين أو أكثر، وتبلغ نسبة النّساء اللاتي يُعانين من هذه الحالة حوالي 1%، وفي الحقيقة فإنّ ما نسبته 50-75% من حالات الإجهاض المُتكرر غير مُحدّدة السبب
يُعزى حدوث الإجهاض المُتكرر إلى العديد من العوامل والأسباب، ويُمكن بيان أهمّها فيما يلي:
في البداية يجب تحديد السبب الذي أدّى إلى حدوث الإجهاض المُتكرر، ولمعرفة ذلك يلجأ مُقدم الرعاية الصحيّة إلى مراجعة التاريخ الطبي للمريضة والأمور المُتعلّقة بالأحمال السابقة، كما يوصي الطبيب بإجراء فحص جسدي كامل، بما في ذلك فحص الحوض. وفي حال اعتُقد أنّ الاضطرابات الوراثية هو السبب الكامن وراء حدوث هذه الحالة يتمّ إخضاع الشريكين لفحص النمط النووي؛ إذ يتمّ من خلال هذا الفحص تحديد وتقييم حجم، وشكل، وعدد الكروموسومات في عيّنة من خلايا الجسم. تُجرى اختبارات التّصوير كالتصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية في حال الاشتباه بوجود مشكلة في الرحم قد تسبّبت بحدوث الإجهاض، وتجدر الإشارة إلى أنّ تقنية تصوير الرحم بالصبغة (بالإنجليزية: Hysterosalpingography) لها دور في تحديد ما إذا كانت المرأة تُعاني من مشاكل في شكل الرحم. وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدّم بهدف الكشف عن وجود مشاكل في الجهاز المناعي كحال الإصابة بمتلازمة مضاد الفوسفولبيد (بالإنجليزية: Antiphospholipid syndrome).
في الحالات التي يتم فيها تحديد السبب الكامن وراء المعاناة من الإجهاض المتكرر؛ يعتمد العلاج على السيطرة على المُسبّب والتخلص منه،وتتضمن الطرق العلاجية عامة إجراء تغييرات على نمط الحياة، واللجوء إلى بعض االخيارات الدوائية والجراحية، بالإضافة لاحتمالية إجراء الاختبارات الجينية لزيادة فرصة نجاح الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ الإجراءات العلاجية قد لا تقتصر فيها خطة العلاج على زيادة فرصة نجاح الحمل، وإنّما يتعدّى الأمر ذلك إلى تقليل خطر إصابة المرأة بالإجهاض في المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أنّ فرصة نجاح حدوث الحمل واستمراره قد تتراوح بين 60-80% حتّى بعد ثلاث حالات إجهاض.
تتمثل التغييرات التي يُطلب إجرؤها على نمط الحياة: الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن تعاطي المخدرات والكحول، والحد من تناول الكافيين، مع الحرص على الحفاظ على وزن صحيّ. وأمّا بالنسبة للخيارات الجراحية فقد يُلجأ إليها في حال وجود مشاكل في الرحم، بما فيها ألياف الرحم. وأمّا بالنسبة للعلاج الدّوائي؛ فعادة ما يتمثل بصرف الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو الهيبارين (بالإنجليزية: Heparin) في الحالات التي تكون فيها الإصابة باضطرابات المناعة الذاتيّة هي السبب وراء حدوث مشكلة الإجهاض. وأخيراً يجدر بيان أنّ تقديم العلاج المناسب في حالات اضطراب مستويات السكر في الدم، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو الاضطرابات الهرمونية قد يُعزّز احتمالية حدوث حمل صحي واستمراره، وقد تُساعد على ذلك الأدوية المُنشطة لمستقبلات الدوبامين في الدماغ أو مكملات البروجسترون.