التهاب البلعوم، أو التهاب الحلق (Pharyngitis) هو أحد أبرز الأسباب للتوجه للطبيب وأكثرها شيوعاً، وهو مشكلة شائعة لدى الأطفال وكبار السن.
تتراوح شدة التهاب البلعوم من التهاب طفيف وبسيط محدود ذاتياً، وحتى التهاب شديد يشكل خطورة على حياة الانسان.
تشكل العدوى الفيروسية معظم أسباب التهاب البلعوم، وأبرز الأعراض للمرض هو ألم الحلق – السبب الأبرز للتوجه للطبيب.
رغم وجود عدة أسباب لألم الحلق الا أن التهاب البلعوم هو السبب الأبرز. رغم أن المرض محدود في معظم الحالات الا ان بعض المضاعفات قد تصيب المرضى، خاصةً عند الاصابة بالعدوى الجرثومية.
لا حاجة لمعالجة معظم حالات التهاب البلعوم، نظراً لأن المرض يُشفى لوحده، ومن المهم علاج المرض عند الاصابة بالعدوى الجرثومية.
تتعلق أسباب التهاب البلعوم بسن المصاب بالالتهاب، وضعه الصحي ومنطقة السكن.
تشكل العدوى الفيروسية السبب الأبرز لالتهاب البلعوم. كما أن للعدوى الجرثومية دور بارز في التهاب البلعوم.
تنتقل العدوى من خلال اللمس، حيث تعلق الميكروبات بيد الأشخاص المصابين بالتهاب البلعوم عند لمسهم لأنفهم أو لفمهم، ومن ثم تنتقل لأشخاص اخرين باللمس المباشر أو غير المباشر. لذا فان لمس ذات الألعاب لدى الأطفال، يد الباب، أجهزة التلفون وغيرها هي وسيلة لانتقال الميكروبات والاصابة بالعدوى.
أهم الفيروسات التي تؤدي لالتهاب البلعوم هي ذات الفيروسات التي تؤدي للزكام وتشمل:
معظم هذه الفيروسات تسبب انتفاخ وألم البلعوم.
فيروسات أخرى قد تسبب التهاب البلعوم، لكنها أقل شيوعاً هي:
أهم الجراثيم التي تسبب التهاب البلعوم هي الجرثومة العقدية من مجموعة أ (Group A Streptococcus- GAS): تؤدي الجرثومة لحوالي 10% من حالات التهاب البلعوم لدى الكبار، و30% لدى الأطفال.
رغم أن جراثيم أخرى تسبب التهاب البلعوم، الا أن هذه الجرثومة هي الأبرز.
تؤدي الجرثومة العقدية لالتهاب البلعوم خلال فصل الشتاء والربيع، وتصيب خاصةً الأطفال بعد سن الثلاث سنوات. تبرز أهمية الجرثومة العقدية نظراً لارتفاع احتمال الاصابة بمضاعفات التهاب البلعوم. بقية الجراثيم تسبب أقل من 1% من حالات التهاب البلعوم وهي نادرة.
أسباب أخرى لألم الحلق تشمل جفاف الفم، الأرجية، وحتى الأجسام الغريبة. لا تزال بعض حالات التهاب البلعوم معدومة السبب.
تختلف أعراض التهاب البلعوم وفقاً لسن المريض ولسبب الالتهاب:
من المهم التوجه للطبيب في الحالات التالية:
معظم حالات التهاب البلعوم نتيجة لعدوى فيروسية وتتحسن لوحدها دون علاج، لذا لا حاجة لعلاجها.
رغم ذلك من المهم تحديد نوعية التهاب البلعوم وتشخيص الالتهاب الفيروسي من الجرثومي، وذلك لان الالتهاب الجرثومي يتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية للوقاية من مضاعفات الالتهاب.
من الصعب على أهالي الاطفال تمييز التهاب البلعوم الفيروسي من الجرثومي، لذا ننصح بالتوجه للطبيب في حال ظهور أعراض التهاب البلعوم الجرثومي.
تُجرى بعض الاختبارات لتشخيص التهاب البلعوم الجرثومي:
معظم مضاعفات التهاب البلعوم تحدث اثر الاصابة بالتهاب الجرثومة العقدية، ويمكن الوقاية من المضاعفات بتناول المضادات الحيوية.
أهم المضاعفات هي:
نظراً لكون معظم حالات التهاب البلعوم نتيجة لعدوى فيروسية، فان العلاج بالمضادات الحيوية لا يساعد كثيراً في معظم الحالات. ونظراً لأن معظم حالات التهاب البلعوم محدودة ذاتياً فان معظم العلاج هو علاج لتلطيف الأعراض.
استخدام خاطئ للمضادات الحيوية يضع المرضى في خطورة الأعراض الجانبية كالاسهال، الطفح الجلدي أو التفاعل الأرجي. تستمر فترة الاعراض في حال العدوى الفيروسية لأسبوع على نحو التقريب، وخلال هذه الفترة يتم العلاج لتلطيف الأعراض.
نشير الى أن امكانيات العلاج لا تقلل من فترة الأعراض انما تلطف منها فقط.
أهم الطرق العلاجية:
يُنصح بتناول المضادات الحيوية في حال وجود التهاب جرثومي وفقاً لنتائج اختبار مسحة البلعوم. البنتسيلين (Penicillin) او مشتقاته هي نوع المضادات الحيوية التي تُستخدم لعلاج التهاب البلعوم الجرثومي. يتوفر البنتسيلين كحبوب أو سائل للشرب للأطفال. من المهم تناول العلاج بأكمله لضمان القضاء على الجراثيم، وذلك لمدة عشرة أيام. اذا كنتم تشكون من الأرجية للبنتسيلين يُمكن تناول نوع بديل من المضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب. يُعتبر الأطفال غير معديين بعد مرور 24 ساعة من تناول المضادات الحيوية، ويُمكنهم العودة لمقاعد الدراسة في حال تحسن الأعراض.
غسل اليدين هو حجر الأساس للوقاية من التهاب البلعوم، وقد أثبتت الوسيلة نجاعتها الأكيدة في منع انتقال العدوى – الفيروسية او الجرثومية.
يُمكن غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 15-30 ثانية أو بمعقم الكحول حتى جفافه. جزء هام من غسل اليدين هو تنظيف الأظافر، الرسغ وما بين الاصابع – هذه الأماكن تتراكم فيها الميكروبات.
يتم غسل اليدين بعد العطس، السعال، تنظيف الانف، تناول الطعام وغيرها من طرق تنتشر فيها الميكروبات. تجنب لمس المرضى، خاصةً العيون، الأنف والفم.
عند العطس أو السعال يجب تغطية الفم والأنف بالمناديل الورقية، والتي يكون استعمالها لمرة واحدة فقط. طريقة أخرى لمنع انتشار الميكروبات عند العطس أو السعال هي الوقاية بوضع الكوع على الفم والأنف. يمنع الأمر انتشار اللعاب المليء بالميكروبات.