قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism هو عبارة عن الحالة التي نتتج عن نقص في عمل الخلايا الجريبيَّة Follicular cell (الخلايا التي تكون الجزء الاساسي للغدة الدرقية). اذ تقوم الخلايا الجريبية، عندما تعمل كما يجب، بانتاج وافراز الهرمونات T3 و T4 إلى الدم. وعندما يحدث نقص في انتاج او افراز هذه الهرمونات، نصاب بقصور الغدة الدرقية. مما يؤدي إلى الكثير من العوارض مثل الإرهاق. يُمكن لأي شخص أن يُصاب بهذه الحالة لكنها شائعة بشكل خاص عند النساء البالغات.
ان السبب الأول والاساسي للاصابة بقصور الغدة الدرقية في الدول الغربية هو الاصابة بمرض المناعة الذاتي مرض هاشيموتو (Hashimoto). وهو مرض مناعة ذاتي حيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج المضادات التي تهاجم الخلايا الجريبيَّة (Follicular cell) في الغدة الدرقية وتقوم بتدميرها.
وهي الحالات الناتجة عن قصور الغدة الدرقية النخامية أو قصور غدة المِهاد التحتي على التوالي. فيقل إفراز الـ TSH في الأولى، والـ TRH في الثانيَّة، وبالتالي يقل تحفيز الغدة الدرقية على إفراز الهورمونات.
كما ذكرنا، فإن قصور الغدة قد يحدث لاي شخص في اي سن لكن ثمة عوامل خطر، تجعله اكثر انتشاراً لدى البعض عن الاخرين, وهي:
كما أسلفنا بالذِّكر، للغدة الدرقية تأثير على الجسم عامة، وعلى العديد من أجهزة الجسم خاصة, لذلك فإن اعراض الغدة الدرقية كثيرة ومتنوعة. يحدث قصور الغدة الدرقية تدريجيًّا لذلك فإن العوارض أيضا تحدث بشكل تدريجيٍ ويُمكن أن لا تبرز إلا بعد فترة طويلة قد تصل إلى عدة شهور أو سنوات.
من أهم اعراض قصور الغدة الدرقية :
عند الأطفال يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يُؤدي إلى خلل في تطور الجهاز العصبي الذي يتجلى بعدم القدرة على التركيز وتدهور في التَحصيل العلمي. كما ويُؤدي إلى تأخر بارز في نمو الجسم وتطوره جنسيا دون تأثير سلبيٍ على الوزن.
هناك حالة تُسمى بـ Subclinical hypothyroidism يكون نقص الهورمونات فيها بسيطا، فلا يشكو الشخص المُصاب من عوارض القصور أو بأسوء الأحوال يمكنه أن يشكو من أعراض بسيطة مثل ألإرهاق، ألجلد الجاف، وعدم القدرة على التركيز. هذه الحالة شائعة جدا وقد تصل إلى %20 من النساء اللواتي تعدين عقدهن السابع.
يطرح الطبيب على المريض الأسئلة عن العوارض الملائمة للمرض، ويقوم بفحص المريض بحثا عنها، فإذا شكَ بقصور الغدة الدرقية يقوم بفحص نسبة الهورمونات في الدم :
بعد تشخيص قصور الغدة الدرقية يقوم الطبيب بتشخيص السبب, فإذا شكَ بمرض هاشيموتو يقوم بإجراء فحص دم لوجود مضادات معينة.
ربما يحتاج المريض فحوصات أخرى لتشخيص أسباب أقل شيوعا مثل أخذ عينة من الغدة الدرقية أو فحص فوق-صوتي (US).
إذا شكَ الطبيب بأن السبب يكمن في الغدة النخامية أو المهاد التحتي، يُرسل المريض إلى إجراء صورة طبقية (CT) أو صورة رنين (MRI).
نظرًا لشيوع مرض قصور الغدة الدرقية، ونظرا لإمكانية التأخر بتشخيصه فهناك بعض من الأطباء الذين ينادون بإجراء إختبارات تحري (Screening) للأشخاص الذين يمتلكون عوامل الخطر للإصابه به مثل :
لكن هناك إجماع على إجراء فحص تحري لكل مولود جديد نظرا للعواقب الخطيرة لعدم تشخيص حالة قصور الغدة الدرقية.
هناك ثلاث حالات أساسية يمكن أن يشكل قصور الغدة الدرقية خطراً على حياة المريض أو أن تهدد بحدوث أضرار دائمة، لذلك يتوجب معالجتها سريعا :
تتطلب الحالة علاجا فوريا وهو إعطاء هورمونات درقية وستيرويد عبر الوريد، وعلاج الأزمة الحادة التي أدَت إلى هذه الحالة.
علاج قصور الغدة الدرقية يعتمد على إعطاء المريض بديلا للهورمومات الدرقية التي تنقصه عن طريق الفم. هناك هورمونات T4 مصنعة (Levothyroxine) حيث يقوم المريض بأخذها بإنتظام بدلا من المصدر الداخلي المفقود.
يتم إعطاء المريض الدواء بكمية تصاعدية وبشكل تدريجي، وفي المقابل يتم القيام بفحص دم منتظم لنسبة الهورمونات الدرقية أو ال TSH حتى نحصل على المستوى العلاجي المطلوب.
تبدأ عوارض المرض بالتحسن خلال أسبوعين من بداية تناول دواء Levothyroxine، وتزول نهائيا خلال بضعة أشهر. إن إستمر المريض بأخذ الهورمونات ولم تزُل العوارض كالمتوقع يجب فحص نسبتها في الدم فهناك إحتمال بأنه لا يأخذ الكمية الكافية ويجب رفع كمية الدواء.
غالبا ما يتوجب تناول الهورمونات مدى الحياة إلأ أن هناك أسباب غير دائمة لقصور الغدة مثل الإلتهاب، إستعمال بعض الأدوية وحتى مرض هاشيموتو قد يكون في بعض الأحيان مؤقت. لذلك إذا شكَ الطبيب أن سبب القصور يمكن أن يكون مؤقتا يقوم بايقاف الدواء بعد فترة من العلاج كنوع من الفحص، فإذا لم تجدد الغدة الدرقية عملها، على المريض أخذ الدواء مدى الحياة.
بالنسبة لقصور الغدة الدرقية البسيط (Subclinical)، فليس هناك إجماع على وجوب علاجه، بل يُنصح بأن يكون المريض على علم بأعراض المرض في حال نشوئه، كما ويمكنه القيام بعمل فحوصات منتظمة لنسبة الهورمونات.