أسباب ما قبل الإرجاج وتأثيراته

الكاتب: د. ايمان شبارة -
أسباب ما قبل الإرجاج وتأثيراته.

أسباب ما قبل الإرجاج وتأثيراته.

نسبة الحدوث:

إذا عُدَّ الحمل حالة فيزيولوجية طبيعية في حياة المرأة؛ فإن ما قبل الإرجاج يعدّ أكثر متلازمة شيوعاً في السيدات الحوامل، إذ تُشاهد في 5 ـ10% من الحمول.

ويقف ما قبل الإرجاج واختلاطاته وراء 30 ـ50% من وفيات الأمهات، كما يمثل واختلاطاته السبب الأكثر شيوعاً للمراضة والوفيات في الجنين.

المظاهر الحيوية ـ الديموغرافية في سببيات ما قبل الإرجاج:

1 ـ الاعتبارات العامة:

 ـ العمر: تزداد نسبة حدوث المرض في الحمل الذي يحدث في طرفي سن النشاط التناسلي كالخروس صغيرة السن والخروس المتقدمة بالعمر.

 ـ عدد الولادات: مع أن هذا المرض مرض الخروسات فإنه متى حدث فيهن يصبح قابلاً للنكس في الحملين الثاني والثالث بنسبة 30 ـ50%.

 ـ الطبقة الاجتماعية: المرض أكثر انتشاراً في النساء ذوات المستوى الاجتماعي الأدنى، وقد يكون للوضع الاجتماعي دور عبر عوامل خطر أخرى تطور الحالة كسن الزواج وعدد الولادات ونمط النظام الغذائي وانتشار فقر الدم.

 ـ يمثل الحمل  ـولاسيما في الثلث الثالث  ـ فرصة لحدوث المرض، ولا يزال النسيج المشيمي  ـوليس الجنين ـ العامل الأساسي لحدوثه؛ إذ يشاهد في الحمل الرحوي وخثار المشيمة المفرط في الحمل المتعدد.

2 ـ السبب:

يمثل ما قبل الإرجاج  ـ إرجاج حالة تحفل بالنظريات، منها كثير غير مثبت،  كالنظرية الغدية الصمية ونظرية الإقفار الرحمي والعوز الاغتذائي واضطرابات الشوارد  واضطراب الفيبرونكتين fibronectin والببتيد المدر للصوديوم وغيرها.

وترى إحدى النظريات أن السبب هو في زيادة البروستاغلاندينات الموسعة للأوعية (PGE2 والبروستاسيكلين) في الحمل الطبيعي ونقصان البروستاغلاندينات المقبضة لها (الترومبوكسان A2 المقبض للأوعية الذي يتشكل في الصفيحات)، وحدوث العكس في ما قبل الإرجاج ـ إرجاج؛ مما يسبب تقبضاً وعائياً وازدياداً في الحساسية تجاه تسريب الأنجيوتنسين II.

أما النظرية الأحدث نسبياً فتقول: إن السبب قد يكون خلل وظيفة بروتياز المشيمة الذي  يضبط الجريان الدموي في المشيمة عبر تدرك الببتيدات ذات الفعالية الوعائية في الدوران المشيمي.

وهناك نظريات ما زالت في طور الدراسة كالاضطرابات المناعية والأسباب الوراثية.

3 ـ الإمراض:

يتجلى المظهر الإمراضي الشامل الأساسي في التشنج الوعائي الذي يؤدي إلى نقص أكسجة موضع وإزالة حيوية أنسجة الأوعية الدموية، وقد يتلو ذلك حدوث النزف، ويتظاهر هذا الإمراض كما يلي:

أ ـ المشيمة: قصور مشيمي مع نزف قد يكون عارضاً، يؤدي إلى تأخر النمو ضمن الرحم أو صغر الجنين نسبة إلى سن الحمل أو إلى موت الجنين داخل الرحم؛ إضافة إلى أنماط مختلفة للنزف العارض.

ب ـ الكبد: قصور الوظيفة الكبدية والنزف تحت المحفظة ومتلازمة انحلال الدم وارتفاع الإنزيمات الكبدية ونقص الصفيحات (HELLP).

ج ـ الكلية: نخر جزئي أو كلي في الكليون nephron مع شح بول وبيلة بروتينية وانقطاع البول.

د ـ الدماغ والشبكية: خلل وظيفة الدماغ وهلوسة وخلل النطق، والهلوسة البصرية، وقد تحدث نوب إرجاج.

تصنيف ما قبل الإرجاج:

1 ـ ما قبل الإرجاج  الخفيف.

2 ـ ما قبل الإرجاج  الشديد.

3 ـ الإرجاج (حدوث نوبة إرجاج عند مريضة ما قبل الإرجاج بحيث لا يمكن تعليل  النوبة بأي سبب آخر). 

الصورة السريرية

لا يتخذ مسار المرض عادة صفة حادة، بل يترقى على نحو مخاتل، لذلك يتم البحث عن التشخيص الباكر باتباع برنامج رعاية صارم ومنوالي قبل الولادة؛ إذ توجد أعراض مبكرة، ويشير وجود الأعراض إلى درجة شديدة من الداء الحملي.

1 ـ ارتفاع الضغط: يرتفع الضغط الانقباضي ليصل إلى 140ملم زئبق، أو يزيد بمقدار 30ملم زئبق عن سويته قبل الحمل، أو يرتفع الضغط الانبساطي إلى 90ملم زئبق، أو تحدث زيادة مقدارها 15ملم زئبق عن سويته قبل الحمل إذا كانت معروفة؛ على أن يتم قياس الضغط مرتين على الأقل بفارق 4 ساعات.

2 ـ الوذمة: كانت تُعدّ من أعراض ما قبل الإرجاج  ـ إرجاج، ولكنها أصبحت قليلة الأهمية نسبة إلى أبكر علامة وهي الوذمة الخفية التي تتجلى بزيادة الوزن غير الطبيعية في زيارتين متتاليتين.

وتعدّ الوذمة في جدار البطن (علامة قشر البرتقالة) ووذمة الوجه واليدين المعممة عرضاً متأخراً.

3 ـ البيلة البروتينية: يعدّ وجود أكثر من 3غ من البروتينات/لتر بول مشخصاً للبيلة البروتينية؛ ولكن يجب نفي وجود خمج في السبيل البولي.

ما قبل الإرجاج الشديد:

ضغط الدم: الانقباضي < 160 ملم زئبق  والانبساطي < 110 ملم زئبق.

 ـ البيلة البروتينية < 5 غ/لتر في بول الـ 24 ساعة.

 ـ وجود الأعراض: الصداع وتشوش الرؤية والألم الشرسوفي وغير ذلك.

 ـ شح البول.

 ـ انحلال الدم (ارتفاع البيليروبين في الدم) والتخثر المنتشر في الأوعية. 

 ـ ارتفاع الإنزيمات الكبدية.

 ـ نقص الصفيحات.

 ـ متلازمة انحلال الدم وارتفاع الإنزيمات الكبدية ونقص الصفيحات.

 ـ ارتفاع الكرياتينين في المصل (الطبيعي 0.1 ـ1.1 ملغ/دل).

 ـ الوذمة الرئوية.

 ـ تأخر نمو الجنين.

اختلاطات ما قبل الإرجاج:

تشتق كل الاختلاطات من الفيزيولوجيا الإمراضية للداء الحملي التي تتضمن التشنج الشريني ونقص الأكسجين والتوسع الوعائي الذي يؤدي إلى النزف كما يلي:

1 ـ تفضي عرقلة الدوران الرحمي  ـ المشيمي إلى حدوث قصور مشيمي وتأخر النمو داخل الرحم مع نزف عارض وانفكاك مشيمي؛ الأمر الذي يسبب تسارع الإعاقة في الدوران المشيمي وتكوّن الورم الدموي خلف المشيمة. يؤدي النزف العارض الخفي إلى حدوث اعتلال التخثر المنتشر ضمن الأوعية واضطرابات التخثر في الحامل إضافة إلى نقص حجم الدم.

2 ـ يؤدي التشنج الوعائي الكلوي إلى حدوث نخر حاد في القشر وشح بول شديد وانقطاع البول، وإذا كان الوضع عكوساً فهو يعكس نخراً نبيبياً حاداً.

3 ـ الكبد: يلاحظ تأثير نقص الأكسجة في وظيفة الكبد والنزف تحت المحفظة الكبدية، أو الأمران معاً، إضافة إلى متلازمة انحلال الدم وارتفاع الإنزيمات الكبدية ونقص الصفيحات مع ارتفاع الضغط. يمثل الضمور الأصفر الحاد للكبد أشد تظاهرة فيه وهي مميتة.

4 ـ القلب: قصور القلب الناجم عن ارتفاع الضغط والقصور الإكليلي.

5 ـ الشبكية: نزف في الشبكية مع بعض الانفصال فيها.

6 ـ الدماغ: ينجم عن نقص الأكسجة والوذمة والنزف حدوث تشوش عقلي وفي الرؤية والسمع وعدم التناسق والنوب الاختلاجية التي تقلد نوب الإرجاج.

شارك المقالة:
137 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook