أسباب وأعراض نقص التغذية

الكاتب: كارول حلال -
أسباب وأعراض نقص التغذية

أسباب وأعراض نقص التغذية.

نقص التغذية

تُعرف نقص التغذية (بالإنجليزيّة: Undernutrition) بأنّها حالة جسدية يحدث فيها اضطراب في التغذية ناتج عن تناول الطعام بكمية غير كافية أو عدم استهلاك كميات كافية من المُغذيّات، أو سوء الامتصاص، أو خلل في العمليات البيولوجية لاستخدام المغذيات المُستهلكة نتيجة تكرار الإصابة بالأمراض المُعدية، أو تواجد هذه الحالات سوياً.
 
 
ويُعدّ نقص التغذية أحد أشكال سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition)، وهو أكثر شيوعاً في البلدان النامية أو غير المتطورة، ويتصف بعدم القدرة على استهلاك كميات كافية من الغذاء لتلبية الحدّ الأدنى من السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الجسم على مدار سنة واحدة، كما تعرف منظمة الأغذية والزراعة أو اختصاراً الـ FAO الجوع بأنه مرادف لنقص التغذية المزمن.
 
 
 

أنواع نقص التغذية

يُقسم نقص التغذية إلى أربعة أنواع، وهي كالآتي:
 
الهزال: (بالإنجليزيّة: Wasting)، أو ما يُعرف بالمارزمس (بالإنجليزية: Marasmus)؛ وهي حالة تتمثل بانخفاض شديد في الوزن مقارنة بالطول.
التقزُّم: (بالإنجليزيّة: Stunting)؛ وتُعرف بقصر الطول الشديد بالنسبة للعُمر، وهي عملية بطيئة وتراكمية تتطور على مدى فترة طويلة نتيجة التغذية غير الكافية، أو الإصابة بالعدوى المتكررة، أو كليّهما، وقد يمتلك الأطفال المصابون بالتقزم أجساماً طبيعية؛ لكنهم يبدون أصغر من عمرهم الفعليّ.
نقص الوزن: وتظهر هذه الحالة لدى الأطفال ذوي الوزن المنخفض مقارنة بأعمارهم، وقد يعاني الطفل المصاب بنقص الوزن أيضاً من التقزّم، أو الهزال، أو كليّهما أيضاً، ويُمكن أن تؤدي قلة الوزن الشديدة إلى ضعف جهاز المناعة، وهشاشة العظام، والشعور بالتعب، وقد يكون الوزن منخفضاً جداً إنّ كان مؤشر كتلة الجسم أو ما يُعرف اختصاراً بـ BMI أقل من 18.5.
نقص الفيتامينات والمعادن: إذ إنَّ نقص المغذيات التي يحتاجها الجسم بكمية قليلة تتبع أيضاً لنقص التغذية وتحدث عندما يقل مستوى إحدى المغذيات أو أكثر في الجسم؛ كالحديد، أو اليود، أو الزنك، أو فيتامين أ، أو الفولات، ويؤثر هذا النقص عادة في النمو، والمناعة، وقد يسبب بعضها مشاكل صحية؛ كفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وقصور الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود، أو جَفاف المُلتحمة (بالإنجليزيّة: Xerophthalmia) الناتجة عن نقص فيتامين أ
 
 

أسباب نقص التغذية

يُعدّ الفقر وانخفاض متوسط الدخل، وقلة التعليم، وانعدام الأمن الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، والحروب من الأسباب الأساسية لنقص التغذية، ويمكن أن يحدث أيضاً بسبب الأمراض؛ كالإسهال؛ وذلك عن طريق تقليل قدرة الجسم على هضم الطعام والاستفادة من محتواه من المواد الغذائية وهناك أسباب أخرى لنقص التغذية، ومنها الآتي:
 
عدم إمكانية الحصول على الطعام؛ بسبب القدرة على تحمل تكلفته، أو عدم القدرة على الوصول إلى المتجر، أو عدم القدرة الجسدية على التسوق، أو عدم كفاية الإمدادات الغذائية في بعض مناطق العالم؛ بسبب الجفاف، أو الفيضانات، أو عوامل أخرى.
المعاناة من بعض الاضطرابات؛ كاضطرابات سوء الامتصاص؛ كسوء امتصاص الفيتامينات والمعادن.
تناول بعض الأدوية التي تُسبب نقص التغذية، مثل؛ الأدوية التي تقلل الشهية، أو تسبب الغثيان الذي يقلل الشهية.
ارتفاع معدل الحرق لدى الجسم؛ نتيجة ارتفاع مستوى هرمونيّ؛ الثيروكسين، والثيوفيلين، وبالتالي زيادة الحاجة إلى السعرات الحرارية والمُغذيات.
الإصابة ببعض الأمراض؛ كداء الديدان المعوية، والملاريا، وفيروس العوز المناعي البشري أو اختصاراً الـ HIV، وعدوى الجهاز التنفسي الحادة، والأمراض المزمنة الأخرى؛ كالسِّل.
عدم تناول الكمية الكافية من الغذاء؛ خلال الرضاعة الطبيعية، أو استهلاك الأغذية المكملة غير الملائمة.
 
 

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنقص التغذية

تبيّن الفئات الآتية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنقص التغذية:
 
المعاناة من الفقر، والتشرد.
الاصابة باضطرابات نفسية.
المرض الشديد؛ حيثُ إنَّه قد يَحدُّ من القدرة على تناول كميات كافية من الطعام بسبب فقدان الشهية، أو لزيادة حاجة الجسم إلى المغذيات بشكل كبير في هذه الحالة.
صغر العمر؛ إذ إنّ الرضَّع، والأطفال، والمراهقون معرضون لخطر نقص التغذية لكونهم في فترة نمو؛ وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى السعرات الحرارية والمُغذيات بشكلٍ أكثر.
التقدم في العمر؛ ويرتبط حدوث نقص التغذية لدى كبار السن بتأثيرات سلبية متنوعة؛ كزيادة التقرحات كقرحة الفراش، والإصابة بكسر في عظام الفخذ.
 
 

أعراض نقص التغذية

يؤدي نقص التغذية لدى الأطفال إلى عدم النمو، أو عدم زيادة الوزن بالمُعدل المتوقع، أما عند النساء فإنّ فترات الطمث تصبح غير منتظمة أو حتى تتوقف، وإنّ كان نقص التغذية من الدرجة الشديدة أو الحادّة، فقد تتراكم السوائل في الذراعين، والساقين، والبطن، ويُعدّ نقص نسبة الدهون في الجسم العَرضَ الأكثر وضوحاً على نقص السعرات الحرارية، وفي الآتي ذكر بعض الأعراض الأخرى لنقص التغذية
 
الشعر الجاف والخفيف، وسهولة تساقط الشعر.
اللَّامُبالاة.
عدم القدرة على تدفئة الجسم.
الإسهال.
فقدان الشهية.
تهيُّج الجسم.
 
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول أعراض نقص التغذية يمكنك قراءة مقال أعراض نقص التغذية.
 
 
 

مضاعفات نقص التغذية

ترتبط الآثار السلبية قصيرة المدى المُصاحبة لنقص التغذية؛ بتكرار الإصابة بالأمراض، والتعب والوهن، وتأخر النمو البدني والعقلي، وتهيُّج الجسم، وضعف الشهية، وانخفاض الوزن بالنسبة للعمر، وغيرها، أما المضاعفات التي تظهر على المدى الطويل، فهي؛ التقزم أو قصر الطول بالنسبة للعمر، وضعف القدرة على التعلم، وضعف الأداء في المدرسة، وكذلك ضعف الصحة العامة والقدرة على العمل؛ والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض دخل الفرد، كما يمكن أنّ يؤثر التقزم عند الفتيات في إنجاب الأطفال؛ مما يؤدي إلى انخفاض وزن المولود.
 
 
ومن الجدير بالذكر أنّ نقص التغذية يُمكن أن يؤثر في التطور الإدراكيّ؛ حيث إنه يتسبب في أضرار هيكلية مباشرة للدماغ، وإعاقة للنمو الحركي لدى الرضَّع، وقد بيّنت دراسة نشرت في مجلة The Lancet عام 2008 أنّ جميع مؤشرات نقص التغذية ارتبطت تقريباً بانخفاض التحصيل التعليمي، ويميل الأطفال الذين يتواجدون في الأماكن التي تشيع فيها الإصابة بنقص التغذية إلى قصر قامة البالغين وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص التغذية عند النساء قد يؤدي إلى مضاعفات أثناء الولادة يمكن أن تؤدي إلى زيادة معدل خطر وفيات الأمهات، والرضع، بالإضافة إلى ذلك فإنّ النساء اللواتي يعانين من نقص التغذية هنَّ أكثر عرضة لوزن الولادة المنخفض للرضع.
 
 
 

تشخيص الإصابة بنقص التغذية

تستخدم ثلاثة مؤشرات أساسية لتحديد نقص التغذية في مرحلة الطفولة
 
الوزن بالنسبة للعمر: ويُعرَّف بأنه وزن الطفل بالنسبة لوزن الطفل من نفس العمر اعتماداً على المرجع السكاني.
الطول بالنسبة للعمر: ويُعرَّف بأنه طول الطفل بالنسبة لطول الطفل من نفس العمر.
الوزن بالنسبة للطول: ويُعرَّف بأنه وزن الطفل بالنسبة لوزن الطفل من نفس الطول.
 
أمّا في مرحلة البلوغ فإنّ عملية زيادة الطول تتوقف؛ لذلك تكون مؤشرات النحافة (بالإنجليزيّة: Indices of Thinness) مناسبة لتحديد نقص التغذية بشكل أكثر، بما فيها؛ مؤشر كتلة الجسم أو اختصاراً الـ BMI؛ وهو الوزن بالكيلوغرام مقسوماً على مربع الطول بالمتر، وقياس الوزن والطول، وأيضاً تقدير نسبة العضلات، والدهون في الجزء العلوي من الذراع؛ وذلك بقياس محيط الذراع العلوي، وسُمك ثنية الجلد في الجزء الخلفي من الذراع اليسرى؛ أيّ العضلة ثلاثية الرؤوس العضدية المعروفة بالـ Triceps skinfold.
 
 

 

علاج نقص التغذية

يمكن استهلاك المصابين بنقص التغذية والذين لا يستطيعون تناول الطعام عن طريق الفم للسوائل التي تحتوي على المغذيات من خلال أنبوب يدخل في المعدة؛ وهو أنبوب مغذّي يدخل من الأنف أو من خلال فتحة صغيرة في جدار البطن، أو عن طريق الوريد أو ما يُعرف بالتغذية الوريدية وقد تكون هذه التغذية ضرورية لفترة قصيرة إلى حين القدرة على تناول كمية كافية من الغذاء عن طريق الفم بشكلٍ آمن.
 
كما أنه من المهم تناول مجموعة متنوعة من الأغذية؛ وخاصة الفول السوداني، والبازلاء، والفاصوليا، والفواكه، والخضروات المختلفة، والأغذية ذات المصادر الحيوانية في حال توفرها؛ كالأسماك، واللحوم، وأعضاء اللحوم؛ كالكلى، والأمعاء، وفي حال المعاناة من نقص المغذيات التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة فإنه يمكن استهلاك المكملات الغذائية أو تناول الأغذية المدعمة بهذه المغذيات كإحدى طرق معالجة هذه الحالة
 
 
 
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook