أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمُرسَلين إلى البشر؛ ليُخرِجوهم من الظُّلمات إلى النّور، ويُقيموا الحُجَّة عليهم بأنّهم قد علموا الغاية من خلقهم وإيجادهم؛ وهي عبادة الله وحدَه، وتنزيهه، وتقديسه، ونفي الشّريك والمثل والمُكافِئ له، ويُنذروهم بعذاب الله تعالى لمن عصى ما جاء به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى، ويُبشّروا مَن يأخذ بما جاؤوا به بجنّة الله ورحمته.
بدأ بعث الأنبياء والرُّسل إلى البشر منذ بدء الخليقة بنزول آدم إلى الأرض، فكلّما جاءت أمّةٌ بعث الله فيها نبيّاً أو رسولاً؛ ليُقيم عليهم الحُجّة، وقد وردت في النُّصوص الصّحيحة في القرآن والسُّنة أسماء عدد من الأنبياء والرُّسل، وفي هذه المقالة بيانٌ للفرق بين مُصطلحَي النبيّ والرّسول، وذِكر الأنبياء والمُرسَلين الذين ورد ذِكرُهم في كتاب الله أو سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا صحَّ من الأحاديث تحديداً.
لا يعلم عدد الأنبياء والرُّسل الفعليّ إلا الله سبحانه وتعالى؛ فهم كُثُرٌ، حتّى إنّ بعضهم لم يسبق لأحدٍ من النّاس أن سمع بهم؛ فيُروى أنّ عدد الرُّسل ثلاثمئة وبضعة عشر، بينما بلغ عدد الأنبياء مئة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، وذلك لما ورد في الحديث الذي يرويه أبو ذرّ رضي الله عنه؛ حيث قال: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا).
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين نبيّاً ورسولاً، منهم أربعة من العرب، وهم: هود، وشعيب، وصالح، ومحمّد عليهم الصّلاة والسّلام أجمعين، أمّا الأنبياء والرُّسل الوارد ذِكرهم في القرآن فهُم:
سبقت الإشارة إلى أنّ الكثير من الأنبياء والرُّسل لم يأتِ لهم ذِكرٌ في القرآن، وبعضهم ذُكِر في السُّنة، وبعضهم لم يُذكَر لا في القرآن ولا في السُّنة، قال الله عزَّ وجلّ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ)، وقال تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا*رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).
ومن الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذِكرهم فيما صحَّ من السُنّة النبويّة الشّريفة، ولم يرِد ذِكرهم في القرآن الكريم اثنان، وهما: شيث، ويوشع بن نون عليهما الصّلاة والسّلام، أمّا يوشع بن نون فقد جاء في ذِكر نبوَّته ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إنَّ الشَّمسَ لم تُحبَسْ على بشرٍ إلَّا ليُوشعَ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ)، وأمّا شيث فقد قال ابن كثير: "وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة"
موسوعة موضوع