تتعدّد العلوم التي يمكن للإنسان أن يتعرّف إليها، ومن أهم هذه العلوم وأعظمها؛ العلم بالله -تعالى- من خلال تعلّم أسمائه وصفاته، وذلك من خلال الرجوع إلى القرآن الكريم، والسّنة النبوية الشريفة، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا)، حيث تدفع هذه العلوم المسلم للتقرب إلى الله -تعالى- من خلال التّعرف عليه، وقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بضرورة تعلّم أسماء الله الحسنى، وحفظها، وفهم معانيها، والعمل بمقتضاها، وقد جُعل جزاء من يحصيها دخول الجنّة، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ للهِ تسعةٌ وتسعين اسمًا، مائةً إلّا واحدًا، مَن أحصاها دخلَ الجنةَ).
والعدد المذكور في هذا الحديث لا يعني أنّ لله -تعالى- فقط تسعاً وتسعين اسماً، وإنّما المقصود أن من أحصى هذه الأسماء كان جزاؤه الجنة، فأسماء الله كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، ودليل ذلك ما ورد في الحديث الشّريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك)، فهذا الحديث يدلّ على كثرة أسماء الله الحسنى، وأنّها ليست مقتصرة على عدد تسعة وتسعين، ومن الجدير بالذكر أن الإيمان بأسماء الله الحسنى متوّقفٌ على ثلاثة أركان، أوّلها: أن يؤمن المسلم بالاسم، ثاينهما: أن يؤمن بدلالة الاسم من المعنى، وثالثها: أن يؤمن بما يترتّب على هذا الاسم من آثار في حياة المسلم، فيؤمن العبد أن الله غفور ويغفر لعباده، فهو ذو مغفرة عظيمة، ورحيم رحمته وسعت كل شيء، فيدخل عباده ومن يشاء في رحمته.
لقد تميّز القرآن الكريم بعدّة خصائصٍ وميّزاتٍ، ومنها أنّه احتوى في سوره وآياته على الكثير من أسماء الله الحسنى، وهذه الأسماء تدلّ على عظمة الله -تعالى- وقدرته، وغاية ورود أسماء الله وصفاته هو تعريف الإنسان بخالقه -عز وجل- وتوحيده، وربط كيانه العقلي وتفكيره بالله تعالى، فيتحرر الإنسان وعقله من الشوائب والشبهات، ويؤدي وظيفته في إعمار هذا الكون.
وأسماء الله التّسعة والتّسعون كما وردت عن الإمام التّرمذي هي: الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيومّ، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخرّ، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البَرّ، التّواب، المنتقم، العفوّ، الرّؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّار، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور، وفيما يأتي تعريفٌ ببعض هذه الأسماء:
إنّ لمعرفة أسماء الله الحسنى وتعلّمها، آثارٌ كبيرةٌ في حياة المسلم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الآثار:
موسوعة موضوع