وقعت كلمة فصلت في الآية الثالثة من السورة وذلك لقوله تعالى كتاب فصلت آياته والمقصود بالكتاب هو القرآن الكريم، ولهذا أطلق على هذه السورة العظيمة اسم سورة فصلت كما أطلق على هذه السورة اسم حم السجدة نظرا لأنها إحدى سور الحواميم واقترنت عبارة السجدة بكلمة حم فهي تحتوي على سجدة لله عز وجل كما ذكرنا من قبل، وجاءت تسميتها باسم حم السجدة حتى تتميز عن غيرها من سور الحواميم، كما أطلق عليها أهل العلم سورة المصابيح وذلك لقوله تعالى (1)
روى عن ابن مسعود أن السبب في نزول هذه السورة هو رجلان من قريش قال إحداهما للآخر أن الله عز وجل سمع جزء من حديثنا ولم يسمع البعض الآخر، ولهذا نزلت هذه السورة سبحانك يارب لا يخفى عليك شئ في الأرض ولا في السماء ويمكنكم أخواتي في الله أن تقرأوا الآية التي أنزلها الله عز وجل
نزلت سورة فصلت على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة، وقد وصف ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه سورة فصلت بأنها ثاني سور الحواميم نزولا على سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، وقد تناقل البعض أن تلاوتها لها فضل عظيم ولكن جميع الأحاديث الواردة في فضل تلاوة سورة فصلت قبل النوم أحاديث ضعيفة ليس لها سند ومن أشهرها أن أبواب جهنم تغلق بتلاوة سور الحواميم حيث تقف كل سورة على أحد الأبواب تمنع قارئها من الدخول إليها