أضرار الكذب

الكاتب: علا حسن -
أضرار الكذب.

أضرار الكذب.

 

تحذير الشريعة من الكذب

يعرف بالكذب بأنّه نقيض الصدق، وهو قول ما يخالف الحقيقةَ مع العِلم بها، ولقد جاء التحذير من الكذب في القرآن الكريم بشكلٍ واضحٍ ومباشرٍ، حيث قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)،[١] وكذلك فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كرر النهي عن الكذب، وصنّفه واحداً من صفات المنافقين في العديد من الأحاديث الشريفة؛ وذلك لتنبيه المسلمين من شر الكذب، وشر الوقوع فيه، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أربعُ خلالٍ مَن كُنَّ فيه كان مُنافقًا خالصًا: من إذا حدَّث كذَب)،ولقد سُئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن خصال المؤمن بشكلٍ عامٍ، فأخبر أنّ المؤمن لا يمكن أن يكذب، وقال الماوردي رحمه الله: والكذب جماع كلّ شرٍّ، وأصل كلّ ذمٍّ لسوء عواقبه، وخبث نتائجه.

 

أضرار الكذب

لا شكّ بأنّ الله -تعالى- لم ينهَ عن فعلٍ أو أنكره؛ إلّا لقبح ذلك الفعل، أو لسوءٍ يلحق صاحبه، وذلك ينطبق على الكذب وأهله أيضاً، وزيادةٌ على أنّ الكاذب قد احتوى صفةً من صفات المنافقين، فإنّ أضرار الكذب العائدة على الكاذب كثيرةٌ في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • انعدام الأمن والطمأنينة في الدنيا، فإنّ الصدق طمأنينةٌ، والكذب ريبةٌ وترقّبٌ وشكٌ واضطرابٌ، وخوفٌ من انكشاف الحقيقة التي سعى الكاذب إلى إخفائها.
  • الكذب يمرّض القلب، فإنّ صاحبه يعاني من الضغط النفسي.
  • الكذب يمحق البركة، وينقص الرزق؛ ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا)،فإنّ الكذب والخداع والتدليس سبب في محق الله -تعالى- البركة، وإن كان البيع الظاهر رابحاً.
  • الكذب يؤذي الملائكة، ويبعدها عن الكاذب، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا كذب العبدُ تباعد الملَكُ عنه مِيلًا من نتنِ ما جاء به)

    أنواع الكذب

    إنّ للكذب أشكالٌ عديدةٌ، أعظمها وأشدّها عقوبةً ونقمةً عند الله تعالى؛ الكذب عليه سبحانه، أو على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو كتاب الله؛ وذلك لأنّه تشويهٌ للدين، وتضليلٌ للحقّ، وتجرّؤٌ على شرع الله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)،وفيما يأتي بيان بعض صور الكذب المختلفة:

    • الخداع والاحتيال، والتملق بالباطل، وقد يكون سبب ذلك تحقيق مصالح شخصيةٍ، أو إفساد ذات البين، أو غير ذلك، ولقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك النوع من الكذب، حيث قال: (إنَّ شرَّ الناسِ ذو الوجهَينِ الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ وهؤلاءِ بوجهٍ).
    • الكذب في البيع والشراء؛ لتسويق سلعةٍ، أو كسب ربحٍ دون وجه حقٍ، وقد ذُكر في ذلك ما يوضح عظم ذلك النوع من الكذب وتحريمه.
    • شهادة الزور في المحاكم، وإنّ ذلك من أشد أنواع الكذب؛ لأنّ تلك الشهادة يترتب عليها إصدار أحكامٍ بحقّ أشخاصٍ، فقد تُجرّم بريئاً، أو تبرّئ مجرماً، فتقلب الباطل حقاً، ولقد عدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك النوع من الكذب من أكبر الكبائر التي قد يأتيها المرء.
شارك المقالة:
130 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook