يعرف بالكذب بأنّه نقيض الصدق، وهو قول ما يخالف الحقيقةَ مع العِلم بها، ولقد جاء التحذير من الكذب في القرآن الكريم بشكلٍ واضحٍ ومباشرٍ، حيث قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)،[١] وكذلك فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كرر النهي عن الكذب، وصنّفه واحداً من صفات المنافقين في العديد من الأحاديث الشريفة؛ وذلك لتنبيه المسلمين من شر الكذب، وشر الوقوع فيه، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أربعُ خلالٍ مَن كُنَّ فيه كان مُنافقًا خالصًا: من إذا حدَّث كذَب)،ولقد سُئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن خصال المؤمن بشكلٍ عامٍ، فأخبر أنّ المؤمن لا يمكن أن يكذب، وقال الماوردي رحمه الله: والكذب جماع كلّ شرٍّ، وأصل كلّ ذمٍّ لسوء عواقبه، وخبث نتائجه.
لا شكّ بأنّ الله -تعالى- لم ينهَ عن فعلٍ أو أنكره؛ إلّا لقبح ذلك الفعل، أو لسوءٍ يلحق صاحبه، وذلك ينطبق على الكذب وأهله أيضاً، وزيادةٌ على أنّ الكاذب قد احتوى صفةً من صفات المنافقين، فإنّ أضرار الكذب العائدة على الكاذب كثيرةٌ في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعضها:
إنّ للكذب أشكالٌ عديدةٌ، أعظمها وأشدّها عقوبةً ونقمةً عند الله تعالى؛ الكذب عليه سبحانه، أو على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو كتاب الله؛ وذلك لأنّه تشويهٌ للدين، وتضليلٌ للحقّ، وتجرّؤٌ على شرع الله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)،وفيما يأتي بيان بعض صور الكذب المختلفة: