أعراض التهاب الغدة الدرقية

الكاتب: وسام ونوس -
أعراض التهاب الغدة الدرقية

 

 

أعراض التهاب الغدة الدرقية

 

لا توجد أعراض مميَّزة قد تدلُّ على التهاب الغدَّة الدرقيَّة بحدِّ ذاته، فقد يسبِّب الالتهاب حدوث ضرر وتدمير بسيط لخلايا الغدَّة على فترة زمنيَّة طويلة، مما يؤدِّي إلى فقدان وظيفة الغدَّة الدرقيَّة على مراحل تدريجيَّة، وانخفاض نسبة هرموناتها في الدم عن المعدَّل الطبيعي، وتُعرَف هذه الحالة بمرحلة قصور الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypothyroid phase)، وقد تستمرُّ لفترة زمنيَّة طويلة، أو قد تؤدِّي إلى قصور دائم في الغدَّة الدرقيَّة في بعض الحالات، ومن الأعراض التي قد تصاحب قصور الغدَّة الدرقيَّة يمكن ذكر ما يأتي:

  • الإمساك.
  • انتفاخ الوجه.
  • التعب والإعياء.
  • جفاف البشرة.
  • زيادة الوزن.
  • ضعف العضلات.
  • ألم العضلات وتيبُّسها.
  • ترقُّق الشعر.
  • انخفاض معدَّل نبض القلب.
  • ألم المفاصل وانتفاخها وتيبُّسها.
  • اضطراب الدورة الشهريَّة لدى المرأة، أو زيادة شدَّة النزيف.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب الذاكرة.
  • تضخُّم الغدَّة الدرقيَّة أو الدُّراق (بالإنجليزية: Goiter).


وفي بعض الحالات الأخرى قد يتطوَّر الضرر الحاصل على خلايا الغدَّة الدرقيَّة سريعاً ويؤدِّي إلى إفراز كمِّية كبيرة من هرمونات الغدَّة المخزَّنة فيها إلى مجرى الدم وبالتالي زيادة نسبتها عن المعدَّل الطبيعي، وغالباً ما تستمرُّ هذه المرحلة مدَّة قصيرة تتراوح بين 1-3 أشهر، وتُعرَف بمرحلة فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hyperthyroid phase)،ومن الأعراض التي قد تصاحب فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة والتي قد تظهر خلال هذه المرحلة يمكن ذكر ما يأتي:

  • التعب والإعياء.
  • عدم تحمُّل درجات الحرارة المرتفعة.
  • ضعف العضلات.
  • اضطراب النوم.
  • التهيُّج والعصبيَّة.
  • الرجفة التي غالباً ما تحدث في اليدين.
  • اضطراب وسرعة نبض القلب.
  • خسارة الوزن.
  • اضطراب المزاج.
  • الإسهال.
  • الدُّراق؛ وهو عبارة عن انتفاخ في الغدَّة الدرقيَّة يؤدِّي إلى انتفاخ الرقبة، كما قد يؤدِّي إلى معاناة الشخص من صعوبة التنفُّس والبلع في بعض الحالات.

 

أنواع وأسباب التهاب الغدة الدرقية

توجد العديد من الأسباب والمشاكل الصحِّية المختلفة التي قد تؤدِّي إلى انتفاخ والتهاب الغدَّة الدرقيَّة، ويمكن تصنيف هذه المشاكل الصحِّية بناءً على الحالة السريريَّة التي تصاحبها أو المسبِّب لها، أو العامل الممرِّض المسؤول عنها، فقد يكون الالتهاب ناجماً عن أحد أنواع العدوى مثل العدوى البكتيريَّة، والعدوى الفيروسيَّة، أو نتيجة استخدام بعض الأدوية، أو بعض اضطرابات الجهاز المناعي، ويمكن بيان بعض أسباب التهاب الغدَّة الدرقيَّة في ما يأتي:

 

التهاب الدرقية لهاشيموتو

يُعدُّ التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's thyroiditis) أو كما يُعرَف أيضاً بالتهاب الدرقيَّة اللمفاوي الغدِّي المزمن (بالإنجليزية: Chronic lymphocytic thyroiditis) أكثر أنواع الأمراض المسبِّبة لالتهاب الغدَّة الدرقيَّة شيوعاً، ويصنَّف ضمن أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، إذ إنَّ التهاب الغدَّة الدرقيَّة في هذه الحالة يكون ناجماً عن إنتاج الجهاز المناعي أجساماً مضادَّة للغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Anti-thyroid antibodies)، والتي تؤدِّي بدورها إلى إحداث ضرر في خلايا الغدَّة الدرقيَّة والتهابها وانتفاخها، وقد يتطوَّر هذا الانتفاخ في بعض الحالات إلى الدُّراق الذي يؤدِّي إلى انتفاخ رقبة الشخص المصاب، ومن الجدير بالذكر أنَّ التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو يتطوَّر بشكلٍ بطيء جدّاً وعلى مدَّة زمنيَّة طويلة، لذلك قد لا يُشخَّص المرض إلا بعد تضرُّر خلايا الغدَّة الدرقيَّة لدرجة تؤدِّي إلى انخفاض قدرتها على إنتاج الهرمونات، وإصابة الشخص بقصور الغدَّة الدرقيَّة،كما تجدر الإشارة إلى أنَّ إصابة النساء بالتهاب الدرقيَّة لهاشيموتو تُعدُّ أكثر شيوعاً من إصابة الرجال، فبحسب دراسة نُشرت عام 2020م في مجلة ستات بيرلز (بالإنجليزية: StatPearls) فإنَّ إصابة النساء مقارنة بالرجال تُقدَّر بما معدَّله 10:1 تقريباً، بالإضافة إلى أنَّ معظم الحالات يتم تشخيصها لدى النساء بين سنِّ 30-50 عاماً من العمر.


ويجدر بالذكر أنَّه إلى الآن لم يتم تطوير علاج فعَّال لمرض التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو، وغالباً ما يصاحب قصور الغدَّة الدرقيَّة الشخص المصاب مدى العمر، أما بالنسبة لسبب الإصابة بالمرض فلم يتم فهمه بشكلٍ واضح إلى الآن أيضاً، ولكن توجد بعض العوامل التي قد تحفِّز الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل: التدخين، والتوتُّر، والإصابة ببعض أنواع العدوى، واستخدام بعض الأدوية، كما قد يكون المرض مصحوباً ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى في بعض الحالات، مثل: مرض السكَّري (بالإنجليزية: Diabetes)، ومرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's disease)، وقصور جارات الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypoparathyroidism)، كما يمكن للمرض أن ينتقل وراثيّاً.

 

التهاب الدرقية تحت الحاد

يُعدُّ التهاب الدرقيَّة تحت الحادِّ (بالإنجليزية: Subacute thyroiditis)، أو التهاب الغدَّة الدرقيَّة لدي كورفان (بالإنجليزية: De Quervain's thyroiditis)‏ من المشاكل الصحِّية النادرة التي تحدث نتيجة ردَّة فعل مناعيَّة تؤثِّر في الغدَّة الدرقيَّة، وغالباً ما تحدث هذه المشكلة بعد عدَّة أسابيع من التعرُّض لأحد أنواع عدوى الجهاز التنفُّسي العلوي الفيروسيَّة التي تصيب الحلق، أو الأذن، أو الجيوب الأنفيَّة، مثل: عدوى الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، والزكام أو نزلة البرد (بالإنجليزية: Common cold)، والنكاف (بالإنجليزية: Mumps)، وقد تفرز الغدَّة الدرقيَّة هرموناتها بما يفوق المعدَّل الطبيعي، مما يؤدِّي إلى ظهور أعراض فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة، ثم ينخفض معدَّل إفراز الهرمونات عن المعدَّل الطبيعي مع بدء الشفاء من المرض لتظهر أعراض قصور الغدَّة الدرقيَّة، وقد تحتاج عمليَّة الشفاء عدَّة أشهر تستعيد فيها الغدَّة الدرقيَّة نشاطها الطبيعي بشكلٍ تدريجي، إلا أنَّ الإصابة بالمرض قد تتكرَّر في بعض الحالات، أو قد يكون القصور دائماً مما يتطلَّب حصول الشخص على العلاج الهرموني البديل مدى الحياة.


يصاحب التهاب الدرقيَّة تحت الحادِّ ألم وانتفاخ في الرقبة يكون ناجماً عن التهاب الغدَّة الدرقيَّة، كما قد يمتدُّ الألم إلى الأذن والفكِّ في بعض الحالات، وقد يستمرُّ هذا الألم والانتفاخ عدَّة أسابيع أو أشهر في بعض الحالات النادرة، أما بالنسبة للأعراض الأخرى الأقلِّ شيوعاً فقد تتضمَّن صعوبة البلع، والتعب والإعياء، والحمَّى، والشعور بالضعف، والألم عند الضغط على منطقة الغدَّة الدرقيَّة.

 

التهاب الدرقية الصامت

التهاب الدرقيَّة الصامت (بالإنجليزية: Silent thyroiditis) أو التهاب الدرقيَّة اللمفاوي تحت الحادِّ (بالإنجليزية: Subacute lymphocytic thyroiditis) هو أحد أمراض الغدَّة الدرقيَّة ذاتيَّة المناعة الناجمة عن الأجسام المضادَّة للغدَّة الدرقيَّة أيضاً، ويتم تقسيم الإصابة بهذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة إلى ثلاث مراحل تبدأ بفرط شديد في نشاط الغدَّة الدرقيَّة يُعرَف بالتسمُّم الدرقي (بالإنجليزية: Thyrotoxicosis) يستمرُّ لمدَّة تتراوح بين 3-4 أشهر تقريباً، تليها مرحلة قصور الغدَّة الدرقيَّة والتي تستمرُّ لمدَّة تصل إلى ستَّة أشهر قبل عودة وظائف الغدَّة الدرقيَّة إلى طبيعتها في معظم الحالات، لذلك تُقدَّر مدَّة الإصابة بالمرض بسنة كاملة تقريباً، أما في بعض الحالات فقد يستمرُّ قصور الغدَّة الدرقيَّة بعد هذه المدَّة، كما قد يعاني بعض الأشخاص من الدُّراق البسيط في بعض الحالات.

 

التهاب الدرقية بعد الولادة

التهاب الدرقيَّة التالي للوضع أو التهاب الغدَّة الدرقيَّة بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum thyroiditis) هو أحد أنواع التهاب الغدَّة الدرقيَّة الذي يصيب المرأة خلال السنة الأولى بعد الولادة، ويكون ناجماً عن ردَّة فعلٍ مناعيَّة ذاتيَّة أيضاً تؤثِّر في الغدَّة الدرقيَّة، وتكون الإصابة بهذا النوع من التهاب الدرقيَّة أكثر شيوعاً في حال الإصابة السابقة بالتهاب الدرقيَّة التالي للوضع، أو امتلاك المرأة للأجسام المضادَّة للدرقيَّة في السابق، أو في حال الإصابة بمرض السكَّري من النوع الأوَّل،ويتشابه هذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة مع التهاب الدرقيَّة الصامت، إذ يتمثَّل بثلاث مراحل مختلفة، إلا أنَّ مدَّة هذه المراحل قد تختلف بين الحالتين، فتترواح مدَّة التسمُّم الدرقي بين 2-3 أشهر، وتبدأ هذه المرحلة بعد شهرين إلى ستَّة أشهر من الولادة في العادة، وغالباً لا تصاحب هذه المرحلة أيّة أعراض واضحة على المرأة المصابة، أما بالنسبة لمرحلة قصور الغدَّة الدرقيَّة فقد تظهر في الفترة بين الثلاثة أشهر والسنة بعد الولادة، وغالباً ما تكون مصحوبة بالأعراض، فقد تعاني المرأة في هذه المرحلة من ضعف التركيز، وجفاف الجلد، وفقدان الطاقة، وعدم القدرة على تحمُّل الطقس البارد، والدُّراق غير المصحوب بالألم، ثم تبدأ مرحلة التعافي وفي معظم الحالات تعود الغدَّة الدرقيَّة إلى طبيعتها خلال 12-18 شهراً من بدء ظهور الأعراض،، ومن الجدير بالذكر أنَّ وظيفة الغدَّة الدرقيَّة ونسبة هرموناتها في الدم قد لا تعود إلى طبيعتها في بعض الحالات، وقد تعاني المرأة من قصور دائم في الغدَّة

 

التهاب الدرقية دوائي المنشأ

يمكن أن يؤدِّي استخدام بعض الأدوية في بعض الحالات النادرة إلى التهاب الغدَّة الدرقيَّة، والذي بدوره قد يؤدِّي إلى ظهور أعراض فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة أو قصورها، كما قد تصاحب الإصابة بهذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة المعاناة من ألم حول منطقة الغدَّة الدرقيَّة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأعراض غالباً ما تزول بشكل تدريجي بعد التوقُّف عن استخدام الدواء المسبِّب للالتهاب، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل التوقُّف عن استخدام أيٍّ من الأدوية الموصوفة، ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تؤدِّي إلى التهاب الغدَّة الدرقيَّة في بعض الحالات دواء أميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone) المستخدم في علاج اضطرابات نظم القلب، والليثيوم (بالإنجليزية: Lithium) المستخدم في علاج اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder)، والإنترفيرونات أو المتدخلات (بالإنجليزية: Interferons) المستخدمة في علاج مرض السرطان.

 

التهاب الغدة الدرقية الناجم عن الإشعاع

قد يؤدِّي العلاج الإشعاعي المستخدم في علاج بعض أنواع مرض السرطان، والعلاج الإشعاعي باستخدام اليود المشعِّ (بالإنجليزية: Radioactive iodine) لعلاج فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة إلى إحداث ضرر على خلايا الغدَّة الدرقيَّة والتهابها، مما قد يؤدِّي إلى ظهور أعراض فرط أو قصور في نشاط الغدَّة الدرقيَّة، وغالباً ما يصاحب هذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة ألم في منطقة الغدَّة الدرقيَّة بعد أسبوع إلى أسبوعين من العلاج الإشعاعي، ويُعرَف هذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة بالتهاب الغدَّة الدرقيَّة الناجم عن الإشعاع (بالإنجليزية: Radiation-Induced Thyroiditis)، ومن الجدير بالذكر أنَّ قصور الغدَّة الدرقيَّة الناجم عن استخدام اليود المشعِّ يؤدِّي إلى المعاناة من قصور دائم في الغدَّة الدرقيَّة يحتاج خضوع الشخص المصاب للعلاج بالهرمونات البديلة مدى الحياة.

 

التهاب الغدة الدرقية المعدي الحاد

التهاب الغدَّة الدرقيَّة المعدي الحادُّ (بالإنجليزية: Acute infectious thyroiditis)، أو التهاب الدرقيَّة القيحي (بالإنجليزية: Suppurative thyroiditis) هو أحد أنواع مرض التهاب الغدَّة الدرقيَّة النادرة جداً والناجم عن عدوى بكتيريَّة، أو فطريَّة، أو طفيليَّة، وفي الغالب تنتقل العدوى إلى الغدَّة الدرقيَّة في هذه الحالة من خلال أحد الأعضاء القريبة من الغدَّة، أو عن طريق الدم أو الجهاز اللمفاوي، ومن الجدير بالذكر أنَّ الغدَّة الدرقيَّة تكون محصَّنة في العادة ضدَّ أنواع العدوى المختلفة وذلك نتيجة عدَّة عوامل مختلفة، مثل: احتوائها على نسبة عالية من عنص اليود وبيروكسيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen peroxide)، والتروية الدمويَّة الغنيَّة، والتصريف اللمفاوي من الغدَّة، وتموضع الغدَّة ضمن غلاف خاص يحيط بها، ولكن يوجد عدد من الاضطرابات والمشاكل الصحِّية التي تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة بهذا النوع من التهاب الغدَّة الدرقيَّة، مثل: تثبيط الجهاز المناعي، والتقدُّم في العُمر، والإصابة ببعض التشوُّهات الخلقيَّة، مثل: القناة الدرقيَّة اللسانيَّة المستديمة (بالإنجليزية: Persistent thyroglossal duct)، وناسور الحفرة الكمثريَّة (بالإنجليزية: Piriform sinus fistula)، كما يُعدُّ التهاب الغدَّة الدرقيَّة المؤقَّت من أحد الأعراض الجانبيَّة لإجراء عمل جراحي في الرقبة أو في الغدَّة الدرقيَّة أو في الغدد جارات الدرقيَّة، بالإضافة إلى أنَّ ما يقارب نصف الأشخاص الذين يصابون بالتهاب الدرقيَّة القيحي يعانون من أحد أنواع اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة الأخرى.


يصاحب التهاب الدرقيَّة القيحي عدد من الأعراض المميَّزة، مثل: الحمَّى، وعسر البلع (بالإنجليزية: Dysphagia)، وبحَّة الصوت أو خلل التصويت (بالإنجليزية: Dysphonia)، وألم في جانب واحد من الجهة الأماميَّة للرقبة، بالإضافة إلى التهاب احمراري للجلد (بالإنجليزية: Erythema) فوق منطقة الغدَّة الدرقيَّة، وفي حال عدم المعاناة من أحد اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة الأخرى فغالباً ما تحافظ الغدَّة الدرقيَّة على نشاطها الطبيعي خلال الإصابة بهذا النوع من الالتهاب، إلا أنَّ بعض الحالات قد تكون مصحوبة بقصور أو فرط مؤقَّت في نشاط الغدَّة الدرقيَّة.

 

التهاب الدرقية المنسوب لريدل

التهاب الدرقيَّة المنسوب لريدل أو سلعة ريدل (بالإنجليزية: Riedel's thyroiditis) أو الدُّراق الالتهابي الليفي، هو أحد أشكال التهاب الغدَّة الدرقيَّة النادرة جداً، وهو عبارة عن مرض التهابي مزمن يصيب الغدَّة الدرقيَّة نتيجة تحوُّل النسيج الحشوي للغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid parenchyma) إلى نسيج ليفي كثيف، ويعتمد تأثير هذا المرض في وظيفة الغدَّة الدرقيَّة على نسبة الأنسجة المتحوِّلة، إلا أنَّه في معظم الحالات تحافظ الغدَّة الدرقيَّة على نشاطها الطبيعي بعد الإصابة بهذا النوع من الالتهاب، ولكن لوحظ قصور نشاط الغدة الدرقيَّة في بعض الحالات، ونادراً ما يعاني المصاب من فرط في نشاط الغدَّة الدرقيَّة لكن من المحتمل أن يكون هذا ثانويّاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ عمليَّة التليُّف تمتدُّ إلى الرقبة والأجزاء المحيطة بالغدَّة الدرقيَّة، لذلك قد يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات أخرى غير متعلِّقة بالغدَّة الدرقيَّة، مثل: بحَّة الصوت، وانسداد المجرى الهوائي، وصعوبة البلع، وقصور في الغدد جارات الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypoparathyroidism).

 

تشخيص التهاب الغدة الدرقية

هناك العديد من الاختبارات التشخيصيَّة المختلفة التي تساعد على تشخيص الإصابة بالتهاب الغدَّة الدرقيَّة يمكن بيان بعض منها في ما يأتي:

  • تحليل وظائف الغدَّة الدرقيَّة: يعتمد تحليل وظائف الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid function test) على الكشف عن نسبة هرمونات الغدَّة الدرقيَّة في الدم، ونسبة الهرمون المنشِّط للدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone) واختصاراً TSH، إذ يتم إنتاج الهرمون المنشِّط من الغدَّة النخاميَّة (بالإنجليزية: Pituitary gland) لتحفيز الغدَّة الدرقيَّة على إنتاج هرموناتها المتمثِّلة بهرمون ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) واختصاراً T3، وهرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxin) واختصاراً T4.
  • اختبار الأجسام المضادَّة للغدَّة الدرقيَّة: (بالإنجليزية: Thyroid antibody test) ويتم في هذا الاختبار الكشف عن الأجسام المضادَّة للغدَّة الدرقيَّة، والتي تتضمَّن الأجسام المضادَّة للجسيمات الصغيرة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Antithyroid microsomal antibody) واختصاراً TPO، والأجسام المضادَّة المحفِّزة لمستقبلات الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid receptor stimulating antibodies) واختصاراً TRAb.
  • اختبار سرعة ترسُّب الدم: يساعد اختبار سرعة ترسُّب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) على الكشف عن وجود التهاب في الجسم، لذلك تكون نتيجة الاختبار مرتفعة في حال الإصابة بالتهاب الغدَّة الدرقيَّة تحت الحادِّ (بالإنجليزية: sub-acute thyroiditis).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة: يتم اللجوء إلى التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasound) للكشف عن نموِّ العقد على الغدَّة الدرقيَّة، أو اضطراب التروية الدمويَّة للغدَّة، أو تغيُّر البنية التشريحيَّة للغدَّة.
  • اختبار امتصاص اليود المشعِّ: (بالإنجليزية: Radioactive iodine uptake) يساعد هذا الاختبار على الكشف عن نسبة امتصاص اليود من قِبَل الغدَّة الدرقيَّة، إذ إنَّ قدرة الغدَّة الدرقيَّة على امتصاص اليود خلال مرحلة التسمُّم الدرقي تكون منخفضة.

 

علاج التهاب الغدة الدرقية

يعتمد علاج التهاب الغدَّة الدرقيَّة على نوع وسبب الالتهاب، والأعراض المصاحبة له، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات المتَّبعة بحسب الحالة:

  • فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة: في حال كان المريض يعاني من أعراض فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة فقد يصف الطبيب أحد الأدوية المعروفة بحاصرات المستقبل بيتا (بالإنجليزية: Beta blocker) للمساعدة على الحدِّ من الارتعاش القلبي، وخفض معدَّل ضربات القلب، ويقلِّل الطبيب من جرعة الدواء الموصوفة بشكل تدريجي مع زوال الأعراض المصاحبة للمرض.
  • قصور نشاط الغدَّة الدرقيَّة: يصف الطبيب في هذه الحالة هرمونات الغدَّة الدرقيَّة البديلة لتعويض النقص في نسبة هذه الهرمونات في الدم، وقد يحتاج تحديد الجرعة المناسبة للشخص المصاب عدَّة تجارب من قِبَل الطبيب، كما قد يتم خفض الجرعة المستخدمة تدريجياً مع بدء زوال الأعراض.
  • الألم: قد يصف الطبيب أحد الأدوية المضادَّة للالتهاب والمسكنة للألم مثل دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء الأسبرين في حال شعور المريض بالألم، وفي الحالات الشديدة قد يتم وصف أدوية الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid)‏.
  • الجراحة: في بعض الحالات النادرة التي لا يستجيب فيها المرض للعلاج يتم اللجوء إلى إجراء عمل جراحي في الغدَّة الدرقيَّة.

 

شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook