أعراض فطريات الأمعاء

الكاتب: وسام ونوس -
أعراض فطريات الأمعاء وعلاجها

 

أعراض فطريات الأمعاء وعلاجها.

 

تعيش أنواعٌ مختلفةٌ من الفطريات على جسم الإنسان وداخله، ويمكن القول إنّ أحد أهم هذه الأنواع ما يُعرف بالمبيضة (بالإنجليزية: Candida)، حيث يتواجد هذا النوع من الفطريات بكميّاتٍ قليلةٍ داخل الفم والأمعاء، وعلى الجلد. وفي الحقيقة، لا يمكن اعتبار تواجد الفطريات في الجسم مشكلةً صحيةً طالما بقيت ضمن المستويات الطبيعية، حيث إنّ البكتيريا النافعة التي تعيش في جسم الإنسان تُحافظ على نسب هذه الفطريات وتبقيها تحت السيطرة، وفي حال حدوث اختلالٍ في مستويات البكتيريا النافعة في الجسم، أو اختراقٍ للجهاز المناعي، فإنّ ذلك يُتيح المجال لهذه الفطريات لكي تنمو بشكلٍ متسارع، وتتسبّب بما يُعرف بداء المبيضات (بالإنجليزية: Candidiasis)، والذي يمكن أن يصيب أجزاءً مختلفةً من الجسم، بما في ذلك الأمعاء.[١]

 

أعراض فطريات الأمعاء

لم يُعرف إلى الآن عند أيّ نقطةٍ يُصبح تواجد الفطريات في الأمعاء مُسبّباً لظهور الأعراض، إذ إنّ التقارير المتعلقة بالحالة والتي نُشرت حتى هذه اللحظة تتعلق فقط بمرضى أظهروا تحسناً في الأعراض الهضمية بعد تناول الأدوية المضادة للفطريات، ومن هذه الأعراض؛ الإسهال، وغازات البطن، وانتفاخ البطن، وألم البطن،كما يمكن أن يعاني المصاب من زيادة الحاجة لتناول الحلويات.

 

أسباب زيادة فطريات الأمعاء

تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة عوامل قد تؤدّي إلى زيادة نموّ الفطريات في الأمعاء والمعاناة من الأعراض المعويّة، ومن هذه الأسباب نذكر ما يأتي:

  • الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابيّة: مثل؛ الإصابة بداء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، إذ ينجم عن التهاب القناة الهضميّة تغييرٌ في طبيعة البيئة المعوية، بحيث تكون مهيأةً لتزايد نموّ الفطريات المعويّة.
  • تناول مثبطات مضخة البروتون: (بالإنجليزية: Proton pump inhibitor)؛ تستخدم هذه الأدوية لعلاج ارتجاع أحماض المعدة، إذ تقلّل كميّة الأحماض في المعدة، وبتغيير درجة الحموضة تُصبح البيئة في الأمعاء مناسبةً لنمو الفطريات المتزايد.
  • تناول المضادّات الحيوية: إذ إنّ تناول المضادات الحيوية، خاصّةً المضادات الحيوية واسعة المجال (بالإنجليزية: Broad-spectrum antibiotics) يتسبّب بالقضاء على كمياتٍ من البكتيريا النافعة التي تقطن في الأمعاء، ممّا يؤدّي إلى اختلال التوازن البكتيري فيها، فيسمح ذلك بنمو الفطريات بشكلٍ أكبر، وذلك لنقص كميّة البكتيريا التي تنافسها على الطعام والحيّز في الأمعاء، ولكن لا تلبث هذه المشكلة أن تزول بمجرد التوقف عن تناول المضادّات الحيوية وعودة الجهاز المناعي لعمله بشكلٍ طبيعي.
  • الإصابة ببعض الأمراض: وهي الأمراض التي تزيد من خطر تكاثر النموّ الفطري في الأمعاء، مثل؛ مرض السكري، وعدوى فيروس عوز المناعة البشري، وضعف المناعة خاصّةً لدى الرُّضع وكبار السن.

 

علاج زيادة فطريات الأمعاء

يمكن تشخيص زيادة نمو الفطريات في الأمعاء من خلال إجراء تنظيرٍ داخليٍ لأخذ عينةٍ صغيرةٍ من السائل في الأمعاء الدقيقة، وإجراء الفحوصات اللازمة عليها للكشف عن محتواها من الفطريات.وفي الحقيقة، هناك عدّة طرقٍ يمكن أن تكون فعّالة في تقليل كمية الفطريات المعوية والتخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض، ونذكر من هذه الطرق ما يأتي:

  • تناول مضادّات الفطريات التي يصفها الطبيب.
  • تناول الأطعمة الطازجة بدلاً من الأطعمة المُعالجة.
  • تناول الحبوب الكاملة بدلاً من الطحين.
  • التوقف عن تناول السكريات والأجبان.
  • تناول بعض الأطعمة التي يمكن أن تحارب العدوى الفطرية؛ كالثوم، والكركم، وزيت جوز الهند.

 

الوقاية من تكاثر فطريات الأمعاء

هناك عدّة نصائح يمكن اتّباعها للحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي والوقاية من تزايد كميّة الفطريات فيه، ومن هذه النصائح نذكر ما يأتي:

  • تناوُل المضادّات الحيوية فقط عند اللّزوم.
  • تناول البروبيوتيك؛ وهي عبارة عن مكمّلاتٍ غذائيّة تتكون من كائناتٍ حيّةٍ دقيقةٍ غالباً ما تكون بكتيريا، إذ يمكن أن يسهم تناولها في المحافظة على توازن البكتيريا في الأمعاء.
  • تناول الأطعمة المخمّرة، مثل؛ اللبن الزبادي، والملفوف المُخمر، وهي أطعمة تمّ تعديلها بواسطة البكتيريا أو الخمائر، وبالتالي فهي تحتوي على كميّةٍ جيدةٍ من البكتيريا التي تسهم في الحفاظ على صحّة الجهاز الهضمي.
  • تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على الأطعمة الغنيّة بالألياف، مثل؛ التفاح، والفاصولياء، والحبوب الكاملة، وتناول الغذاء الصحي المتنوع للحفاظ على تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء.

 

أعراض تكاثر الفطريات في الجسم

فكما بيّنّا سابقاً تتواجد الفطريات في أماكن مختلفة من جسم الإنسان، وعند حدوث زيادة في نموّ الفطريات لسببٍ أو لآخر، فإنّ هناك عدّة أماكن قد تنتشر فيها هذه الفطريات في الجسم؛ كالفم، والدم، والجهاز التناسلي، والجلد، وغيرها، فيعاني المريض من ظهور عدّة أعراضٍ مختلفةٍ حسب الجزء المصاب، ونوضّح أهم هذه الأعراض على النحو الآتي:

  • ظهور الفطريات الفموية: (بالإنجليزية: Oral thrush)؛ وهي عبارة عن بقعٍ بيضاء يمكن أن تظهر على اللّسان، واللّثة، واللّوزتين، والحلق، وداخل الخد، وقد تتسبّب بالألم للمريض في بعض الأحيان، وغالباً ما تظهر الفطريات الفموية عند الأطفال حديثي الولادة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
  • الإصابة بالتعب والإرهاق: يعتبر الشعور بالتعب والإرهاق واحداً من الأعراض الشائعة المرتبطة بزيادة نمو الفطريات في الجسم، ويعزى ذلك إلى أنّ داء المبيضات يكون مصحوباً غالباً بنقصٍ شديدٍ في بعض العناصر الغذائيّة مثل؛ فيتامين ب6، والأحماض الدهنيّة الأساسية، والمغنيسيوم، أو يكون مرتبطاً بضعف الجهاز المناعي في الجسم، ويمكن أن يفسّر هذان الأمران السبب وراء الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الإصابة بعدوى القناة البوليّة أو العدوى التناسلية: تعاني النساء من عدوى المبيضات التناسلية بشكلٍ أكبر مقارنةً بالرجال، وتتمثل أعراض داء المبيضات المهبلي عند النساء بالاحمرار، والانتفاخ، والحكة في منطقة المهبل، كما أنّها تسبّب الألم أثناء الجماع، وتؤدي إلى خروج إفرازاتٍ بيضاء كثيفةٍ من المهبل. وفي بعض الحالات، قد تكون المبيضات سبباً في الإصابة بعدوى القناة البوليّة، وهذه الحالة شائعةٌ أكثر بين كبارالسن والأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وتتمثّل أعراض عدوى القناة البولية بالشعور بحرقةٍ أثناء التبوّل، والحاجة المُلحّة والمتكرّرة للتبول، وخروج البول بلون داكنٍ ورائحةٍ غريبة، والشعور بألمٍ وضغطٍ في الجزء السفلي من البطن.
  • الإصابة بعدوى الجيوب الأنفيّة: (بالإنجليزية: Sinus Infections)؛ والتي تتضمّن أعراضها سيلان الأنف واحتقانه، وضعف حاسّة الشم، والصداع، ورغم أنّ التهاب الجيوب الأنفية قصير الأمد ينجم غالباً عن عدوى بكتيرية، إلّا أنّ التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن يكون ناجماً في الغالب عن الإصابة بعدوى فطرية؛ إذ يمتدّ لفترةٍ طويلةٍ قد تتجاوز الشهر، ويجدر التنبيه إلى أنّ استخدام المضادّات الحيوية في هذه الحالة يمكن أن يزيد الحالة سوءاً.
  • المعاناة من العدوى الفطرية التي تصيب الجلد والأظافر: والتي تحدث نتيجة تغيّراتٍ في بيئة الجلد لعدّة أسباب، كاستخدام مستحضرات التجميل، أو الصابون، أو المرطبات، ويسبّب داء المبيضات الذي يصيب الجلد الحكّة والطفح الجلدي، ومن الأمثلة عليها السعفة (بالإنجليزية: Ringworm)، والقدم الرياضي (بالإنجيزية: Athlete’s foot)، وفطريات الأظافر.
  • الشعور بآلام المفاصل: في حال عدم علاج النمو المتزايد للفطريات في الجسم، فإنّ ذلك يتسبّب في انتقال هذه الفطريات إلى مجرى الدم، فتصبح المفاصل عُرضة للإصابة بالعدوى الفطريّة، ممّا يتسبّب بآلام المفاصل، وتيبّسها، وانتفاخها، كا يمكن أن تتعرض العظام للعدوى ممّا يتسبب بالألم في الجزء المصاب.

 

شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook