تقع الكليتين في الجهة الخلفية من التجويف البطني للإنسان على جانبي العمود الفقري، وتتلقى الدم عن طريق الشريان الكلوي بشكل مباشر من الشريان الأبهر. وتقوم الكليتان بالعديد من الوظائف الحيوية الهامة مثل تنظيم ضغط الدم، وتنظيم كمية السوائل وتركيز الكهارل في الجسم من خلال التحكم في إنتاج البول وتركيزه، كما تعمل على إنتاج بعض أنواع الهرمونات مثل الإريثروبويتين الذي يُحفّز نخاع العظام على إنتاج خلايا الدم الحمراء. ويجدر بيان أنّ الفشل الكلوي يُقسم إلى نوعين أساسيين؛ هما: الفشل الكلوي الحاد الذي يُسبّب توقّف الكليتين عن العمل بشكل مفاجئ، ويستمرّ عادةً لفترة قصيرة ثمّ يختفي، لكنّه في بعض الحالات قد يؤدي للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، أمّا بالنّسبة للنوع الثاني المتمثّل بالفشل الكلوي المزمن فإنّه يحدث نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة أخرى تُؤثر على وظيفة الكليتين، وقد يحتاج المريض المُصاب بالفشل الكلوي المزمن إلى غسيل أو زراعة الكلى للبقاء على قيد الحياة نتيجة تطور المرض بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفشل الكلوي الحاد قد يحدث أحيانًا دون ظهور أيةّ علامات أو أعراض تدلّ عليه؛ ويتمّ اكتشافه من خلال الفحوصات المخبرية التي يتم إجراؤها لسبب آخر، ولكن في العادة ترتبط الإصابة به بظهور العلامات والأعراض الآتية:
يحدث الفشل الكلوي المزمن بشكل تدريجي، على عكس الفشل الكلوي الحاد الذي تظهر أعراضه بشكل مفاجئ وسريع؛ ويرجع ذلك إلى أن توقّف إحدى الكليتين عن العمل يُعوّض بقيام الكلية الأخرى بوظائفها بشكل طبيعي إلى حين فقدان جزء كبير من وظيفة الكليتين معاً، بحيث تصبح العلامات والأعراض ملحوظة بعد أن أصبح الفشل الكلوي المزمن متقدّماً إلى حدّ ما، وفيما يأتي بيان لأهمّ هذه الأعراض:
قد يُصاب الشخص بالفشل الكلوي الحادّ عند إصابته بمشكلة تُقلل تدفق الدّم إلى الكليتين، ونتيجة وقوع ضررٍ مُباشر على الكليتين، وعند حدوث انسداد في الحالب المسؤول عن تصريف البول من الكليتين إلى خارج الجسم. ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالفشل الكلوي الحاد مثل: دخول المستشفى وخاصةً الحالات التي تستدعي البقاء في العناية الحثيثة لبعض الوقت، والتقدم في العمر، وانسداد الأوعية الدموية في الذراعين أو الساقين الناتج عن مرض الشريان المحيطي، بالإضافة إلى مرض السكري، وضغط الدم المرتفع، وفشل القلب، وأمراض الكبد. وفيما يأتي تفصيلٌ لأسباب الفشل الكلوي الحادّ:
يجدرُ القول أنّ الفشل الكلوي المزمن في معظم الحالات يكونُ ناتجاً عن الإصابة بمرضٍ مزمن آخر، وقد تزيد بعضُ العوامل فرصةَ الإصابة بالفشل الكلوي المزمن؛ مثل: وجود تاريخ عائلي لأمراض الكلى، والتّقدم في العمر؛ حيث إنّ فرصة الإصابة تكون أكبر بعد بلوغ السّتين من العمر، إضافةً للإصابة بتصلّب الشرايين، والإصابة بفقر الدم المنجلي. وتجدر الإشارة إلى أنّ أهمّ الأسباب المؤدية إلى لحدوث فشل كلوي مزمن تتضمن ما يأتي: