يُعدّ الزنك أحد المعادن الأساسيّة التي توجد بكميّاتٍ قليلةٍ في جسم الإنسان، ويُعدّ ثاني أكثر عنصر شحيح (بالإنجليزية: Trace element) من جانب انتشاره في الجسم بعد الحديد، وهو يعدُّ من العناصر التي لا يحتاجها الجسم بكميّاتٍ كبيرةٍ لأداء الوظائف، وهو أساسيٌ لعمليّات الأيض في جسم الإنسان، وتكمنُ أهميّته في تحفيز أكثر من 100 إنزيمٍ، ويساهم أيضاً في تكوين البروتينات، إضافةً إلى تنظيم عمليّة التعبير الجيني (بالإنجليزية:Gene expression)، ويلعب الزنك دوراً مهمّاً في وظائف جهاز المناعة، وانقسام الخلايا ونموّها، والتئام الجروح، وتحليل الكربوهيدرات، وتحسين عمل الإنسولين، وهو كذلك مهمٌ لحاستي الشمّ والتذوّق، كما يحتاجه الجسم للنمو والتطوّر بشكلٍ صحيحٍ خلال فترات الحمل والرضاعة والطفولة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزنك يوجد في مختلف خلايا الجسم.
ترتبطُ أعراض نقص الزنك، بالوظائف التي يؤديها هذا المعدن في الجسم، ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لنقصه نذكر ما يأتي:
توضح النقاط الآتية الأعراض المُتقدمة لنقص الزنك في الجسم:
يُعد التهاب الجلد النهائي المعوي (بالإنجليزية: Acrodermatitis enteropathica) من الاضطرابات الوراثيّة نادرة الحدوث، والتي تتمثل بعدم القدرة على امتصاص الزنك، وتظهر أعراض نقص الزنك لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب عادةً عند الفِطام، وتُعدّ مُكمّلات الزنك من أهمّ العلاجات المُستخدمة لهذا المرض، ومن الأعراض التي تظهر على هؤلاء الأطفال نذكر ما يأتي:
يُمكن أن يُعاني الرجال الذين تنخفض لديهم مستويات الزنك من انخفاض الرغبة الجنسيّة، ومن مشاكل في البروستاتا، إضافةً إلى قصورٍ في الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Hypogonadism)، والضعف الجنسي، وتحدث هذه الحالات بسبب عدم مقدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من هرمون التستوستيرون
يُعدُّ الزنك مُهماً لنمو أنسجة الشعر، وترميمها، كما أنَّه يُساعد الغدد الدهنية الموجودة حول بُصيلات الشعر على أداء وظائفها بالشكل السليم، ويُعدُّ تساقط الشعر أحد أكثر أعراض نقص الزنك شيوعاً، وقد أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Annals of Dermatology عام 2009 أنَّ تناول مُكمّلات الزنك يمكن أن يزيد من مستوى الزنك في الدم لدى الأشخاص المُصابين بالثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) والذين يعانون من انخفاض مستوياته ولذلك فإنّه قد يُعدُّ خياراً جيداً للتخفيف من هذه الحالة، ولكن من جهة أُخرى فقد يرتبط استهلاك جرعةٍ عاليةٍ من مُكمّلات الزنك بتساقط الشعر، وبالتالي فإنّه ينصح الحصول على الزنك من مصادره الطبيعيّة.
إنّ عدم تناول الزنك بكميةٍ كافيةٍ من مصادره الغذائية، يُعدُّ أحدَ أهم الأسباب لنقصه في الجسم، ومع ذلك فمن الممكن أن يحدث نقص في مستويات هذا المعدن نتيجةً لمجموعة من الحالات، ونذكر منها ما يأتي:
هناك بعض المجموعات التي تكون أكثر عُرضةً للإصابه بنقص الزنك، ومنها ما يأتي:
يعتمدُ الأطباء في تشخيص نقص الزنك على الأعراض التي تظهر على الشخص، وكذلك عن طريق فحص الدم والبول، ولكن قد لا تُظهر هذه الفحوصات حالة الزنك في الجسم بشكلٍ دقيق، إلّا في الحالات المتقدّمة من نقصه، ويُعدُ النجاح في العلاج التجريبي؛ أي عن طريق إعطاء المكملات الغذائيّة للزنك دليلاً كافياً على المعاناة من نقصه، حيث يَظهر تحسنٌ سريعٌ في مظهر الجلد خلال 72 ساعة من العلاج، كما يمكن تشخيص النقص عن طريق الفحوصات الآتية:
يبدأ علاج نقص الزنك من خلال إحداث بعض التغييرات في النظام الغذائي، وذلك لضمان البقاء بمستوياته الطبيعية على المدى الطويل، عن طريق تنناول مصادر الزنك بكميات أكبر، كالمصادر الحيوانية، مثل: لحم البقر، ولحم الخاروف، والسمك الذي يتوفر فيه بكميات أقل، كما أنّ الأجزاء الداكنة من لحم الدجاج؛ كفخذ الدجاج أكثر وفرةً بالزنك، مقارنةً بالأجزاء ذات اللون الأفتح، مثل صدر الدجاج،
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم لا يستطيع الاستفادة من الزنك الموجود في الخضار والفواكه، بنفس درجة الاستفادة من مصادره الحيوانيّة، وبالتالي فإنّ الأنظمة الغذائية النباتيّة والتي تحتوي على نسبٍ أقلّ من البروتين تكون غالباً قليلة بالزنك، ويعود ذلك إلى ارتفاع التوافر البيولوجي (بالإنجليزية: Bioavailability) في المصادر الحيوانيّة؛ أي أنّ الجسم يستطيع استخدامه بشكلٍ أفضل، بسبب غياب المركبات الي تعيق امتصاصه، كما توجد فيها مركبات تعزز من هذا الامتصاص؛ كالأحماض الأمينية التي تحتوي على الكبريت، مثل: السيستئين (بالإنجليزية: Cysteine)، والميثيونين (بالإنجليزية: Methionine)، بينما يُعدُّ الزنك الموجود في المصادر النباتيّة، والحبوب الكاملة، أقل في توافره البيولوجي؛ بسبب ارتفاع نسبة مركبات الفايتات، التي تعيق امتصاصه، أمّا بالنسبة للمخبوزات فإنّ التفاعل الإنزيمي للخمائر المستخدمة في إعدادها يقلل من وجود المركبات المُعيقة، مما يجعل مستويات الزنك في خبز الحبوب الكاملة المخمرة أعلى من غير المخمرة، كما يُمكن تناول الفاصوليا المطهوة، والكاجو، والبازلاء، واللوز، وجنين القمح، والأرز البري من قِبل النباتييّن، الذين يَصعُب عليهم الحصول على الزنك من المصادر الحيوانية السابقة.
يمكن تناول المكملات الغذائية للزنك في حالات النقص، حيث يمكن الحصول عليه وحده، أو مع مكملاتٍ، وأدويةٍ أخرى، وتتكون مكملات الزنك عادةً من أكسيد الزنك، أو الأملاح التي ترتبط بالأسيتات (بالإنجليزية: Acetate)، والغلوكونات (بالإنجليزية: Gluconate)، والكبريتات (بالإنجليزية: Sulfate)، كما تحتوي هذه المكملات على كميّةٍ من الزنك تتراوح بين 7 إلى 80 مليغراماً من الزنك.
يمثّل الجدول الآتي الكميات الموصى بتناولها يومياً من الزنك بالميلغرام، حسب الجنس، والفئةِ العُمرية:
الفئة العُمريّة | الكمية المُصى بها |
---|---|
من 0-6 شهور | 2 |
من 6-12 شهراً | 3 |
من 1-3 سنوات | 3 |
من 4-8 سنوات | 5 |
من 9–13سنةً | 8 |
الذكور 14-18 سنةً | 11 |
الإناث 14-18 سنةً | 9 |
الذكور 19 سنة وأكثر | 11 |
الإناث 19 سنة وأكثر | 8 |
الحامل 14-18 سنة | 12 |
الحامل 19 سنة وأكثر | 11 |
المُرضع 14-18 سنة | 13 |
المُرضع 19 سنة وأكثر | 12 |