يُعّرف مرض الشقيقة أو الصداع النصفي أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) على أنه اضطراب عصبي مزمن، يحدث على شكل نوبات، ويظهر عادة في مرحلة مبكرة من الحياة أو في منتصف العمر، ويرافقة ظهور مجموعة من الأعراض تتمثل بالغثيان، ورهاب الضوء، إضافة إلى الصداع في إحدى جهتي الرأس، ويوجد نوعان رئيسيان لمرض الشقيقة، وهما الصداع النصفي المصحوب بهالة يطلق عليها اسم الأورة (بالإنجليزية: Aura)، وهي مجموعة من الأعراض البصرية أو الحسية أو الكلامية التي ترافق نوبة الصداع أو تظهر قبله، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بالصداع النصفي غير المصحوب بهالة وهو النوع الأكثر انتشاراً،
ولمعرفة المزيد عن الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي الشقيقة وعلاجها).
ومن الجدير بالذكر أنّ السبب الرئيسي للشقيقة ما زال غير معروف، ولكن يُعتقد أنّ للعامل الوراثي دوراً للإصابة به، حيث إنّ معظم المصابين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالشقيقة، ويُعدّ أكثر انتشاراً بين النساء مقارنة بالرجال، وعادة ما يصيب الأشخاص في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 55 عاماً، ومن الأمور الجيدة أنّ حدة الألم المصاحبة للصداع النصفي غالباً ما تقل مع التقدم بالعمر، هذا ويجدر التنبيه إلى وجود مجموعة من المحفزات التي قد تُحفّز ظهور نوبات الشقيقة لدى المصابين بها، وتختلف الاستجابة لتلك المحفزات من شخص لآخر، ومن وقت لآخر، فقد يستجيب المريض لنوع معين من المحفزات مرة، ولا يستجيب لها مرةً أخرى، ونذكر فيما يأتي بعضًا من تلك المحفزات: قلة أو كثرة النوم، والتعرض لأضواء ساطعة وقوية، وشم روائح قوية، وتغيير الهرمونات أثناء فترة الحيض عند النساء، والتعرض للضغط والاجهاد، وشرب الكحوليات، وتناول الأطعمة التي تحتوي على منكهات مصنعة
ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).
ينبغي على الشخص الذي يعاني من صداع منتظم أو أيّ أعراض أخرى تدل على الإصابة بالشقيقة مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، حيث إنّ الحصول على التشخيص الصحيح أمر مهم للبدء بالعلاج المناسب الذي يخفف من حدة الأعراض ويساعد على الوقاية من ظهور النوبات مرة أخرى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة أخذ الطبيب المختص العلاجات الأخرى التي يتناولها المصاب بعين الاعتبار عند تحديد العلاج المناسب للشقيقة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض الشقيقة، وعادةً يحتاج التشخيص إلى تحديد نمط الصداع المتكرر إلى جانب الأعراض المرتبطة به، وما ينبغي ذكره أنّ أعراض الصداع النصفي قد تكون غير متوقعة، وتحدث في بعض الأحيان نوبات الصداع النصفي دون ظهور أي أعراض أخرى، ولذا فقد يستغرق الوصول إلى التشخيص الدقيق أحياناً بعض الوقت.
نظراً لأنه لا يوجد اختبار فعلي لتشخيص مرض الشقيقة، فإن الطبيب يعتمد بشكل أساسي على معرفة التاريخ الطبي للشخص المعنيّ واستبعاد الأسباب الأخرى لنوبات الصداع، وعادة ما يتضمن تشخيص الشقيقة ما يأتي:
يؤثر مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine without aura) في ما نسبته 70-75% من المرضى المصابين بالصداع النصفي وذلك بناءً على تقرير نُشر من قبل المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي (بالإنجليزية: American migraine foundation) في عام 2019 م، ولذا فإنّ هذا النوع يُعدّ الأكثر شيوعاً من بين أنواع الشقيقة، وفي العادة يتم تشخيص الصداع النصفي غير المصحوب بالأورة بعد ملاحظة خمس نوبات على الأقل من نوبات الصداع على أن تحقق كل نوبة منها المعايير الآتية:
تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض الشقيقة المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine with aura) إلى 25-30% بناء على تقرير نشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2017 م، وتتضمن الأورة العديد من الاضطرابات كرؤية أشكال، أو نقاط مضيئة، أو ومضات من الضوء، أو عدم القدرة على الرؤية، والشعور بوخزٍ كالدبابيس في الذراع أو الساق، بالإضافة إلى الشعور بالضعف أو التنميل في أحد جوانب الجسم أو الوجه، وسماع أصوات مزعجة، والتحرك بحركات اهتزازية لا يمكن السيطرة عليها، ويتم تشخيص الصداع النصفي المصحوب بالأورة إذا عانى الشخص من نوبتين على الأقل من نوبات الصداع التي تحقق المعايير الآتية:
اعتمادًا على تقرير نُشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2016 م فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة المزمن (بالإنجليزية: Chronic Migraine) حوالي 1%، ويمكن تشخيص مرض الشقيقة المزمن من خلال ملاحظة الأعراض التي تم ذكرها سابقاً عند الحديث عن الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو غير المصحوب بالأورة، وإنّ تشخيص الإصابة بالصداع النصفي المزمن قد يكون ممكنًا في حال المعاناة من أعراض الشقيقة لمدة ثمانية أيام على الأقل في الشهر الواحد ولمدة ثلاثة شهور على الأقل، أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات ظهور الأعراض لمدة 15 يوماً على الأقل ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بحسب حالة المريض وبحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.
يستدعي التشخيص الدقيق لمرض الشقيقة ضرورة التمييز بين أعراض الأنواع المختلفة للصداع وأعراض الصداع النصفي، حيث تتميز نوبات الصداع الناتجة عن مرض الشقيقة أنها تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ساعات إلى أيام، وبشكل عام فإنّ فترة غياب أعراض المرض أكثر من فترة ظهورها، ويصل معدل نوباته إلى مرة واحدة شهرياً،وأمّا بالنسبة لأنواع الصداع الأخرى، فيأتي بيانها وبيان الأعراض المرافقة لها بشيء من التفصيل أدناه:
إنّ تسجيل الملاحظات اليومية المتعلقة بالصداع يساعد الطبيب على التشخيص بدقة أكثر، كما يساعد المصاب على التعرف على العوامل التي تحفز مرض الشقيقة وتسبب حدوثها إضافة إلى العلامات التحذيرية التي تسبق الصداع، وتقييم فعالية الدواء في السيطرة على الصداع، ومن الأمثلة على الملاحظات التي ينبغي أن تُدوّن: وقت ظهور الأعراض، وعدد مرات تكرارها، ومكان الشعور بالألم، ونوعية الألم؛ كالألم المصحوب بالخفقان، والأعراض الأخرى المصاحبة للصداع كحدوث مشاكل في الرؤية، وفترة استمرار نوبة الصداع، والأدوية التي تم استخدامها لعلاج الصداع، ومدى فعالية العلاج، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تدوين ملاحظات أخرى؛ كوقت تناول الطعام، وأنواع الطعام المتناولة، والأدوية التي يتناولها المصاب لعلاج حالات مرضية أخرى، والفيتامينات أو المكملات الغذائية، وعدد ساعات النوم، والتمارين الرياضية التي يمارسها، والأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل، والعوامل الأخرى، مثل: العوامل الجوية، وتفاصيل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع بشكل منتظم بتسجيل مواعيد حدوث نوبات الصداع وكيف تم علاجها كما بيّنا سابقًا، كما يُنصح أي شخص يعاني من الصداع باستشارة الطبيب في حال تغيّر نمط حدوث نوبات الصداع أو في حال ظهور أيّ ممّا يأتي: