يتكوّن جدار البطن من عدد من العضلات والأنسجة المختلفة، وفي بعض الحالات يتكوّن في هذا الجدار نقطة ضعف، قد تؤدّي إلى بروز مكوّنات التجويف البطني مثل؛ بروز قطعة من الأمعاء، أو جزء من بطانة القولون الدهنية من خلال نقطة الضعف هذه، ويطلق على هذه المشكلة اسم الفتاق (بالإنجليزية: Hernia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفتق قد يحدث في أماكن مختلفة من البطن، وفي منطقة الحجاب الحاجز، أو المنطقة الفاصلة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم والتي تسمّى المنطقة الأربية، وفي الحقيقة قد يرافق هذا الفتق الطفل منذ الولادة، أو قد يتم اكتسابه لاحقاً، وهنا يمكن القول بأنّه لا تُعدّ جميع حالات الفتاق مشكلة حقيقية تهدّد حياة الأفراد بشكلٍ مباشر، ولكنّها قد تتسبّب في حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، حيث إنّ الفتاق لا يزول من تلقاء نفسه، وإنّما يتطلّب الأمر تدخلاً جراحياً.
في بعض الحالات قد لا يعاني المصاب بالفتاق من ظهور أيّة أعراض، مالم يتم إجراء الفحص البدني أو الطبّي لأسباب أخرى لا تتعلّق بالإصابة بالفتق، فيتم الكشف عنه صدفه، ويُعدّ وجود كتلة أو انتفاخ في المنطقة المصابة العلامة المميّزة لوجود الفتق في البطن، ويمكن توضيح بعض أعراض الفتاق المختلفة التي تصيب البطن على النحو الآتي:
يجدر التنبيه إلى أنّه من المهمّ أن يحاول المريض دفع الفتق البارز إلى الداخل عند استلقائه، أو وضع قطعة من الثلج لتخفيف الانتفاخ، وفي حال علقت مكوّنات الفتاق في جدار البطن واختنقت، ينقطع تزويد هذا النسيج بالدم، ويصبح الفتاق عندئذٍ خطيراً ومُهدِّداً لحياة المصاب في حال لم يتم علاجه، وهو ما يُعرَف بالفتاق المُختنِق (بالإنجليزيّة: Strangulated hernia)، حيث يُعتبَر من المضاعفات الأساسية التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالفتاق، ويمكن أن نذكر بعض أعراض الفتاق المختنق التي تظهر على المريض على النحو الآتي:
يهدف علاج الفتاق إلى السيطرة على أعراضه، ومنع حدوث المضاعفات المحتملة، حيث يعتمد العلاج هنا على حجم الفتق، وشدته، وفي الحقيقة قد يسهم اتّباع بعض السلوكيات، وتغيير نمط المعيشة في التخفيف من أعراض الفتاق، ونذكر من هذه الأمور ما يأتي:
يُلجأ إلى العلاج الجراحي في حال كان الفتاق كبيراً، أو يسبب الألم الشديد، حيث إنّ إجراء العملية الجراحية يمنع الإصابة بمضاعفات شديدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدة أنواع من العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها للمرضى المصابين بالفتاق، ونذكر منها ما يأتي: