يُعرَّف الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) على أنَّه حركة الأمعاء الليِّنة التي يتنج عنها خروج براز مائي، أو الزيادة في تكرار حركة الأمعاء أو كليهما معاً، أي هو اختلاف في حركة الأمعاء لدى الطفل عن النمط الطبيعي الذي اعتاده،إذ تزداد حركة الأمعاء عن ثلاث مرَّات في اليوم، ومن الجدير بالذكر أن الإسهال عادةً ما يستمرُّ لمدَّة يوم أو يومين ومن ثم يختفي دون اللجوء لاستخدام أيِّ علاج، ولكنَّه قد يُشكِّل خطراً خصوصاً على فئة الأطفال؛ وذلك لارتباطه بالتسبُّب بالجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)، إذ يفتقر الجسم حينها لكميَّة كافية من السوائل ممَّا يؤثِّر في كفاءة عمله، لذلك يجب علاج الأطفال المصابين بالجفاف على الفور حرصاً على عدم تعرُّضهم لمشاكل طبيَّة أكثر خطورة.
يُحدِّد مقدِّم الرعاية الصحيَّة الخاصِّ بالطفل طريقة علاج الإسهال عند الطفل، وذلك بالاعتماد على العديد من العوامل نبين بعض منها فيما يأتي:
ويجدر التنبيه إلى أنَّ الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن إثنى عشر عاماً لا يمكن إعطاؤهم أيَّ أدوية بهدف إيقاف الإسهال في العادة، ولكن من الممكن إعطاؤهم دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) اللذان يهدفان إلى محاولة تخفيف ارتفاع درجة الحرارة أو الحُمَّى (بالإنجليزية Fever)، وفي حال كان الإسهال شديداً أو استمرَّ لعدَّة أيام قد يطلب الطبيب عيَّنة من براز الطفل لإرسالها إلى المختبر لتحليلها والكشف عن وجود الجراثيم مثل البكتيريا والطفيليَّات وغيرها، إذ تتطلَّب بعض الحالات العلاج بالمضادَّات الحيويَّة (بالإنجليزية: Antibiotics) أو غيرها من العلاجات الأخرى والتي يعتمد اختيارها على مسبب العدوى،وأكثر ما يثير القلق كما ذُكر سابقاً هو إصابة الطفل بالجفاف الناجم عن الإسهال، ولذلك فإنَّ العلاج يتضمَّن في أغلب الحالات تعويض السوائل المفقودة،ويكون ذلك عن طريق شرب السوائل، وعند إصابة الطفل بالجفاف فإنَّه يُعالَج عن طريق شرب محاليل الإماهة الفمويَّة (بالإنجليزية: Oral rehydration solutions)، أو ما يُطلَق عليها اسم المحاليل الإلكتروليتيَّة (بالإنجليزية: Electrolyte solutions)، أو محاليل الغلوكوز والإليكتروليتيَّات (بالإنجليزية: Glucose-electrolyte solution)، والتي تحتوي على كميَّات متوازنة من الماء والسكَّر والأملاح، وبالتالي تساعد الجسم على تعويض الماء والأملاح التي فقدها، كما أن امتصاص هذه السوائل يكون أسهل من امتصاص السوائل الموجودة في طعام الطفل المعتاد، وتتواجد هذه المحاليل على شكل سائل أو مصَّاصة بنكهات مختلفة، ويجب التنبيه على أهميَّة تشجيع الطفل في البداية على شرب محاليل الإماهة الفمويَّة، إلا في حال كان الطفل يتقيَّأ بشكل مستمرٍّ، لأنَّ ذلك سيمنعه من الاحتفاظ بأيِّ طعام أو شراب داخل معدته، فعندها يعدّ من الضروري التواصل مع طبيب الأطفال أو مراجعة وحدة الطوارئ في المستشفى وذلك لدور التقيُّؤ في زيادة الجفاف سوءاً،ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالات وغيرها من حالات الإسهال الشديدة والجفاف قد تتطلَّب الاستعانة بالسوائل الوريديَّة التي تُحقن عن طريق الوريد في الذراع داخل المستشفى.
يُنصَح عند إصابة الطفل بالإسهال وقبل إصابته بالجفاف -كما هو حاصل في أغلب الحالات-، أو بعد معالجة الجفاف بعدم تجويع الطفل وتشجيعه على اتباع النظام الغذائي الطبيعي الخاصِّ به، كما يُنصَح باتباع النصائح العامَّة الآتية: