تُعدّ التغذية الجيّدة والنشاط البدني عاملان مُهمّان لبناء العضلات؛ حيث إنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ غنيّ بالبروتينات يُعدّ أمراً أساسيّاً لاكتساب العضلات، كما أنّ الدهون والكربوهيدرات مهمّة لتزويد الجسم بالطاقة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه من المهم تناول كميات إضافية من السعرات الحرارية لبناء العضلات، كما يلزم ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، وهناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في سرعة وكمية العضلات التي يمكن اكتسابها؛ مثل العُمر والوراثة.
تُركّز رياضة كمال الأجسام على مظهر الجسم الخارجي أكثر من التركيز على القوة البدنية كما في رياضة القوّة (بالإنجليزيّة: Powerlifting)، وينقسم كمال الأجسام إلى مرحلة تضخيم العضلات (بالإنجليزيّة: Bulking phase)، ومرحلة التنشيف (بالإنجليزيّة: Cutting phase)؛ حيث تحتاج كلّ مرحلةٍ إلى نظامٍ غذائيٍّ خاصٍّ بها، إذ تستمر مرحلة تضخيم العضلات عدّة أشهر، وقد تصل إلى عدّة سنوات، وتحتاج إلى نظام غذائي عالٍ بالسعرات الحرارية وغنيّ بالبروتينات؛ وذلك لزيادة بناء العضلات، أمّا مرحلة التنشيف فتهدف إلى الحفاظ على الكتلة العضلية التي بُنيَت في المرحلة السابقة مع تقليل أكبر كمية ممكنة من الدهون، ويحتاج ذلك لاتّباع نظام غذائي محدّد مع ممارسة التمارين الرياضية مدّةً تتراوح بين 12-26 أسبوعاً، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب تقليل كمية السعرات الحرارية المُتناولة بنسبة تصل إلى 15% عند الانتقال إلى مرحلة التنشيف، كما يحتاج الشخص إلى ضبط كمية السعرات الحرارية المُتناولة كلّ شهر حسب الوزن الذي فقده، وتشير التوصيات إلى أنّه من الأفضل عدم فقدان أكثر من 0.5-1% من الوزن في الأسبوع؛ وذلك للتأكُّد من عدم خسارة العضلات، وهناك عدّة خطوات أساسية للنظام الغذائي في هذه المرحلة، وفيما يأتي توضيحٌ لهذه الخطوات:
يُعدّ النظام الغذائي البنائي (بالإنجليزيّة: Anabolic diet) من الأنظمة الغذائية التي تضمن زيادة حرق الدهون في الجسم؛ وهو نظام منخفض الكربوهيدرات، ويُناسب الأشخاص الذين يريدون زيادة الكتلة العضلية مع الحفاظ على مستوى مُنخفض من مخازن الدهون في الجسم، وقد سُمّي هذا النظام الغذائي بهذا الاسم بسبب الاعتقاد بأنّ تأثيره يُشابه تأثير الستيرويد البنائي (بالإنجليزيّة: Anabolic steroid)، ويرى مؤسّس هذا النظام بأنّ التناوب في كميات الكربوهيدرات من العالي إلى المنخفض يساهم في حرق كميات أكبر من الدهون، وفي حالة لاعبي كمال الأجسام يحتاج الجسم إلى السعرات الحرارية لبناء العضلات، ويمكن أن يؤدي انخفاض هذه السعرات إلى خسارة جزء من الكتلة العضليّة.
ويبدأ النظام بتناول كميات قليلة من الكربوهيدرات خلال الأسبوع؛ وذلك بتناول ما لا يزيد عن 30 غراماً منها يومياً، أو 5-10% من السعرات الحرارية، مع أن تكون نسبة الدهون بين 60-65%، أمّا البروتين بين 30-35%، وفي نهاية الأسبوع يبدأ بزيادة كمية الكربوهيدرات المُتناولة؛ حيث تصل نسبتها إلى 60-80%، أمّا الدهون والبروتينات فتتراوح نسبتهما بين 10-20% من السعرات الحرارية، ومن الجدير بالذكر بأنّ الكميات القليلة من الكربوهيدرات تمنع الجسم من أن يستخدمها كمصدر رئيسي للطاقة، أمّا الكميات العالية فتُعوِّض الطاقة التي فقدها الجسم خلال ممارسة التمارين.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النظام الغذائي يُعدّ غير مناسبٍ لاتّباعه فتراتٍ طويلة، ولكنّه قد يكون مناسباً للاعبي كمال الأجسام أو رفع الأثقال في فترة استعدادهم للمُنافسات؛ حيث إنّه لا يتضمّن تناول الخضار والفواكه والبقوليات؛ أيّ أنّه لا يُزوّد الجسم بما يكفي من الألياف الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، وبالتالي لن يحصل الجسم على ما يكفي من مضادات الأكسدة المهمّة لمكافحة الإجهاد التأكسدي الذي يُسبّبه التمرين، كما يمكن لنقص الألياف أن يؤدي إلى نموّ البكتيريا الضارّة في الأمعاء، وزيادة فرصة الإصابة بالإمساك المُزمن، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الحميات عالية الدهون تؤثّر سلباً في عمل الإنسولين.