أقسام شعبة مفصليات الأرجل بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية.
طائفة العنكبيات (Class Arachnida)
معظم حيوانات هذه الطائفة أرضية، ويتكون جسمها من منطقتين: مقدم الجسم (Prosoma)، ومؤخر الجسم (Opisthoma)، وليس لها قرون استشعار. وبيئة المملكة العربية السعودية غنية بأنواع كثيرة من العنكبيات. وتضم هذه الطائفة أكثر من 80.000 نوع تنتمي إلى رتب منها:
أ- رتبة العنكبوتيات (Order Araneida):
تعد هذه الرتبة من أكبر رتب العنكبيات، وهي عالمية الانتشار، ويعيش معظم أفراد فصائلها فرادى، وعادة ما تتخذ لها موطنًا في المناطق الحارة والقاحلة من العالم؛ وذلك بسبب امتلاكها مؤهلات بيئية وحيوية تيسر لها ممارسة حياتها واستمراريتها في هذه المناطق، ومن هذه المؤهلات امتلاكها الغدد السمية والقرون المخلبية التي تستخدمها في لدغ الفرائس وتخديرها، ومن ثم الاغتداء بها، كما أن امتلاك هذه الخصائص جعل العناكب الحقيقية مفترسات أساسية، وتشكل الحشرات الوجبة الرئيسة لها، وقد سجل منها نحو 38.000 نوع، ولم يتحدد بدقة عدد الأنواع والفصائل الموجودة بالمملكة. وتعيش العناكب في بيئات مختلفة مثل: المنازل، والمزارع، والغابات، والصحارى، والكهوف، وبين الأحجار وقمم الجبال، وفي المستنقعات، وتوجد أنواع منها تعيش في المياه العذبة وعلى شواطئ البحار، ومعظمها ذات ألوان داكنة، إلا أن بعضها له ألوان جميلة، وتختلف أحجامها؛ إذ يصل حجم بعضها حجم رأس الدبوس، وبعضها بحجم يد الإنسان. وتتميز كثير من العناكب بنسج بيوتها وعمل الشراك التي تستخدمها لصيد الحشرات لتتغذى عليها، أما الأنواع الكبيرة منها فتفترس المفصليات الكبيرة، والسحالي، والطيور، وصغار القوارض، والأسماك، ويرقات الضفادع. وبذلك يضرب سبحانه وتعالى المثل في الآية لمن اتخذ من دونه آلهة لا تضر ولا تنفع، ووجه الشبه أن ما يحصل عليه هؤلاء النفر من الكفر وعبادة الأصنام يشبه ما يحصل علية العنكبوت من بيته الضعيف الواهي الذي لا يقيه حرًا ولا بردًا.
- العنكبوت الذئب (Lycosa ferox):
من فصيلة العناكب الصائدة (الذئبية) (Family: Lycosidae)، وتعد هذه العناكب أرضية كبيرة، وذات لون بني داكن، ولا تغزل بيتًا، وإنما تعيش على الأرض. ينقض العنكبوت الذئب على الفريسة ويصطادها ويحقنها بالسم بقرنيه الكلابيين، ويمتص سوائلها الجسمية. وينقسم الجسم إلى منطقتين: الرأس، والصدر. ويحمل الصدر رجلين ملماسيتين، تتميزان في الذكر بتضخم العقلة الطرفية، وقرنين كلابيين تفتح عليهما غدد السم، وأربعة أزواج من أرجل المشي المغطاة بشعر كثيف يساعده على التعلق بالسطوح الملساء أو المنحدرة، وثماني عيون بسيطة موزعة بطريقة تمكنها من الرؤية الثاقبة في جميع الاتجاهات، والبطن غير معقل، وتقع الفتحة التناسلية بين أخدودي الكتابين الرئويين، كما يحمل البطن أربعة أزواج من الغازلات توجد خلفها فتحة الشرج.
تنتشر هذه العناكب في جميع مناطق المملكة وشبه الجزيرة العربية، وتقضي الحيوانات البالغة فترة الشتاء داخل المباني أو في جحور القوارض، وهي تفضل الأمكنة المظلمة، وتبني الأنثى نسيجًا من الحرير. ويتم التزاوج بعد غزل طويل خلاله ينقل الذكر حيواناته المنوية من فتحته التناسلية إلى الفتحة التناسلية للأنثى بوساطة ملامسة فمية، وغالبًا ما تقوم الأنثى بقتل ذكرها والتغذية عليه بعد التزاوج؛ لذلك فهو يسارع في الهرب، وتضع الأنثى البيض الذي يفقس معطيًا الصغار التي تنسلخ 3 - 7 مرات حتى تصل إلى طور البلوغ، ومعدل التكاثر في العناكب بطيء نتيجة لعادة الافتراس الذاتي للصغار، وتعد من الحيوانات المفيدة لأنها تعيش على اقتناص الحشرات الصغيرة الضارة وامتصاص عصارتها.
رتبة المغتزلات (Order Solifuga):
تشتمل على عنكبيات تعيش في المناطق الاستوائية وشبة الاستوائية، وقد وصف منها نحو 900 نوع، وتسمى أحيانًا بـ (عناكب الشمس)، وتتميز هذه العناكب بسرعة العدو، كما تتميز بكبر قرونها الكلابية، وجسمها المقسم إلى مقدم الجسم، ومؤخر الجسم الذي يتركب من عشر عقل، وليس للجسم خصر أو عجب.
- الشبث (أبوصوفة) (Galeodes arabs):
من فصيلة العناكب الشمسية (Family: Solifugidae)، وهو حيوان عنكبي كبير، وجسمه مقسم إلى مقدم الجسم، ومؤخر الجسم الذي يتركب من عشر عقل، وليس للجسم خصر أو عجب، والجسم والأطراف عليها شعر كثيف، وأهم ما يميز هذه العناكب فكوكها الضخمة التي لا تحتوي على غدد سم، والأرجل الملماسية الطويلة التي تظهر كأنها زوج خامس من الأرجل، إلا أنه يرفعها أثناء المشي، وتغطيها شعيرات حسية وزغبات، ويوجد في مقدماتها ممصات تساعده على تسلق السطوح الملساء، والقبض على الفريسة، وتفتح على الحرقفة الغدة الإخراجية، ويلي ذلك أربعة أزواج من أرجل المشي الطويلة المغطاة بالشعر والأشواك، ورجلاه الأماميتان طويلتان، ولكنهما ضعيفتان لا تستعملان للمشي، أما الأرجل الباقية فهي أرجل حركة حقيقية، ومؤخر الجسم كبير وبيضوي، ويتركب في الحيوان البالغ من 10 عقل، وتقع الفتحة التناسلية على العقلة الأولى، وفتحة الشرج على العقلة الأخيرة
يعيش الشبث في المناطق الصحراوية من المملكة، وهو ليلي النشاط، وغير سام، ومفترس للحشرات والعقارب والعناكب، والأنثى أكثر عدوانية من الذكر؛ إذ تهاجمه بعد الجماع مباشرة إن لم يلذ بالفرار، ويقوم الذكر بمغازلة الأنثى قبل الجماع، محاولاً تقريبها لتأتي فتحتها التناسلية على الأكياس المنوية التي يضعها، وقد لوحظ أن الذكر يتأكد - بمساعدة عضو الإيلاج التناسلي الذكري- من دخول الأكياس المنوية داخل الجهاز التناسلي الأنثوي. وتضع الأنثى عددًا من البيض يراوح بين 50 و 200 بيضة في حفرة داخل التربة، وتبقى معها حتى تفقس، ولا تترك صغارها حتى تعلمها الافتراس، وقد تهاجم هذه العناكب القوارض الصغيرة، والطيور والسحالي والمفصليات الأخرى.
ج - رتبة العقربيات (Order Scorpionida):
تعد العقارب من أقدم الكائنات المفصلية الأرضية الحية؛ إذ تم اكتشاف البعض منها في حفريات تعود إلى العصر الكربوني، وتكثر في المناطق الحارة والمعتدلة، وعادة ما توجد في المناطق المهجورة تحت الحجارة، وداخل الشقوق، وتحت أوراق النباتات، وهي ليلية المعيشة. وقد سجل منها نحو 2000 نوع تتبع ست فصائل، وبعض هذه الأنواع شديدة السمية، وسجل منها في المملكة العربية السعودية 17 نوعًا تراوح سميتها بين الضعيف والقوي ، ويتكون جسمها من مقدم الجسم، ووسط الجسم، ومؤخر الجسم. وتغطي درقة مقدم الجسم الذي يحمل قرنين كلابيين، ورجلين ملماسيتين مكلبتين، ويوجد كذلك أربعة أزواج من أرجل المشي. ويحمل وسط الجسم في عقلته الأولى الغطاء التناسلي، كما يحمل على عقلته الثانية مشطين تناسليين، بينما تحمل العقل الأربع التالية زوجًا من الكتب الرئوية. أما مؤخر الجسم فيتركب من عقل تكون الذيل الذي ينتهي بحمأة السم.
- عقرب فاشون الصفراء (Vachoniolus minipectinibus):
من فصيلة بوثيدي (Family: Buthidae)، ويطلق على هذا النوع (العقرب الصفراء)؛ لأن لون جسمها أصفر فاقع، ويصل طول العقرب البالغة من هذا النوع إلى نحو 8سم، كما أن جسمها يقسم إلى ثلاث مناطق، وتتميز الكلابيات باحتوائها على أسنان تصل إلى 21 سنًا، وشعيرات الفخذ الخارجية، وشعيرة الإصبع الثابت ظهرية، والبروزات في القصبة موجودة في القدمين الثالثة والرابعة، ولكن مع وجود اختلافات بسيطة؛ إذ يمكن أن تكون أقل في القدم الثابتة أو تكون مختزلة في كل الأرجل. وتوجد الشعيرة الظهرية للفخذ الخامس في وسط المفصل بعيدة عن الشعيرة الخارجية الثانية، ويوجد ثماني شعيرات في الوجه الخارجي للقصبة، وأحيانًا تسع شعيرات في إحدى القصبات، والبثورات القصبية قد تكون ناقصة أو مختزلة في إحدى الأقدام أو في كليهما أو في القدمين الثالثة والرابعة.
تحفر العقارب جحورًا تحت قواعد الشجيرات أو تتخفى تحت النفايات في المناطق الرملية، وقد سجل وجود هذا النوع في شمال إفريقية وعمان والمملكة العربية السعودية، حيث جمعت من منطقة الرياض والقصيم وشرق مدينة حائل وغيرها.
تمتاز هذه العقارب بأنها: في أغلب الأحيان - ترفع الذيل بشكل كبير جدًا حتى أنها تبدو واقفة على مقدمة جسمها. وتنشط في الأجواء المعتدلة والحارة، بينما تختفي شتاء، وهذا النوع ينشط ليلاً بحثًا عن الغذاء الذي يتكون من الحشرات أو العناكب، وتعد درجة سميتها قليلة إذا ما قورنت بأنواع أخرى شديدة السمية من العقارب، وغالبًا ما تكافح هذه العقارب بإزالة المظلات والأحجار والقمامة من حول المنازل والحدائق؛ إذ إنها تشكل مأوى مناسبًا لها.
د - رتبة القراد والحلم (Order Acarina):
تعد أهم الرتب؛ إذ تسبب عددًا من الآفات للإنسان، والمحصولات النباتية، وحيوانات المزرعة؛ جسمها غير مقسم إلى حلقات؛ إذ يندمج فيه مؤخره مع مقدمه ليتكون جسم غير مقسم إلى مناطق، ولا توجد قرون استشعار للطور الكامل، وتؤدي القرون الكلابية (Chelicerae)، والأرجل الملماسية (Pedipalps)، والشفتان العليا والسفلى فيها وظيفة أجزاء الفم؛ إذ إنها تكيفت للثقب والمص، أما الأزواج الأربعة الأخرى من الزوائد فهي أرجل للمشي، وتمر دورة الحياة بأربعة أطوار، وهي: البيض، واليرقة (ذات ثلاثة أزواج من الأرجل)، والحورية (ذات أربعة أزواج من الأرجل)، والحيوان البالغ (ذو أربعة أزواج من الأرجل).
وقد وصف نحو 800 نوع من القراد ذي الحجم الكبير نسبيًا، والذي تغطي جسمه درقة صلبة ظهرية الوضع، وهو القراد الصلب، وسجل منه 13 نوعًا ونويعًا في المملكة العربية السعودية، وهناك ما يعرف بـ (القراد اللين) وهو الذي لا تغطي جسمه درقة ظهرية، وسجل منه ثلاثة أنواع ، والقراد طفيلي خارجي يتغذى بدم الفقاريات المختلفة ودم الإنسان. أما المجموعة الأكبر فيمثلها الحلم، وهي حيوانات دقيقة الجسم تصعب رؤيتها بالعين المجردة، ولم يتحدد عدد الأنواع والفصائل في المملكة أو الجزيرة العربية، مع العلم أن ما وصف منها في جميع أنحاء العالم يزيد على 38000 نوع، ويهاجم بعضها النباتات، والبعض يهاجم الإنسان والحيوان، وأخرى تعيش مترممة أو متطفلة أو مفترسة
- قراد الجمل (Hyalomma dromedarii Koch) 1844:
من فصيلة القراد الجامد (Family: Ixodidae) يتطفل هذا النوع على الجمال، وقد يهاجم الخيل والأبقار والأغنام، بينما اليرقات والحوريات قد تهاجم الإنسان، وهذا القراد عالمي الانتشار، وقد سجل وجوده من أمكنة كثيرة من العالم من آسيا الوسطى والهند شرقًا إلى شمال إفريقية حتى الصحراء الكبرى غربًا بما في ذلك جميع مناطق المملكة والدول المجاورة.
تتم دورة حياة هذا النوع من القراد على عائلين؛ ولذا يقال عنه بأنه قراد ثنائي العائل؛ أي إن الأطوار غير البالغة (اليرقات والحوريات) تتغذى على أحد العائلين، ومن ثم يتغذى الطور البالغ على العائل الأساس (الجمل مثلاً). ويتم التقاء الذكر بالأنثى، ويتم التلقيح على العائل، ومن ثم تسقط الإناث الممتلئة بالدم على التربة، وتبدأ بوضع البيض المخصب، والذي يفقس عن يرقات ثلاثية الأرجل تهاجم العائل الآخر (أحد القوارض)، وتتغذى وتنسلخ إلى الدور البالغ، والذي يعيد الدورة من جديد، ويتميز هذا النوع بتحمله الظروف الصحراوية من انخفاض شديد في الرطوبة وارتفاع في الحرارة لحد يصل إلى أكثر من 50 ْم.
ثبت أن هذا النوع هو الناقل الرئيس لمرض حمى الجمال التي تسببه ثلاريا الجمال (Theileria camelensis)، كما عزل من هذا القراد الفيروس المسبب لحمى الكنغو النـزفية (Crimean - Congo Hemorrhagic Fever Virus) (CCHV) من مناطق متعددة من العالم بما في ذلك المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، وقد تم عزل فيروس الـ (Kadam) من عينات جمعت من الرياض والقصيم.
طائفة ذوات المئة رجل (Class Chilopoda)
جميع أفراد هذه الطائفة برية، وتعد هذه الحيوانات مفيدة؛ حيث تقتنص كثيرًا من الحشرات، غير أن بعض الأنواع كبيرة الحجم وقد تهاجم الإنسان بعضاتها المؤلمة.
- أم أربع وأربعين (Scolopendra mirablilis):
من رتبة أم 44 (Order: Scolopendromorpha)، جسم الحيوان مقسم إلى رأس واضح، ومنطقة معقلة طويلة تسمى بـ (الجذع)، وتحمل 21 زوجًا من الأطراف، ويغطى الرأس بدرع، ويحمل الأعين وزوجًا من قرون الاستشعار وأجزاء الفم، وتحمل عقلة الجذع الأولى مخلبي السم، كما تحمل كل عقلة من 2 - 22 زوجًا من أرجل المشي التي تكوّن مع قرني الاستشعار 44 طرفًا طويلاً واضحًا؛ ومن هنا اشتق اسم الحيوان الشائع أم 44.
تعيش معظم أفراد هذه الرتبة في الأمكنة الرطبة تحت الصخور والأشجار، وفي التربة والمواد النباتية المتحللة، وهي واسعة الانتشار، وتعد من الحيوانات الشائعة في المناطق الحارة، ويعد الحيوان لاحم التغذية، وغالبًا ما تختبئ هذه الحيوانات أثناء النهار تحت الحجارة وأوراق الأشجار وغيرها، ثم تنشط في الليل بحثًا عن فريستها من الحشرات وديدان الأرض، وقد سجلت من معظم مناطق المملكة العربية السعودية . تضع الأنثى مجاميع البيض 15 مجموعة أو أكثر في التربة، وتقوم بحضنه والمحافظة عليه حتى الفقس وخروج الصغار كاملة التعقيل، وتتميز هذه الحيوانات بدورة حياة تراوح ما بين 4 و 6 سنوات.
العربية
