أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، بالشرح التفصيلي

الكاتب: علا حسن -
بعد الانتهاء من التمهيد لبيان مقاصد سورة الإسراء وبيان الآثار والفضائل التي وردت لأجلها، فإنّه يستحسن البدء بشرح قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا

أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، بالشرح التفصيلي.

 

معنى آية: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، بالشرح التفصيلي

بعد الانتهاء من التمهيد لبيان مقاصد سورة الإسراء وبيان الآثار والفضائل التي وردت لأجلها، فإنّه يستحسن البدء بشرح قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا} حيث تعد هذه الآية الكريمة أصلًا في أوقات الصلوات الخمس، فقوله تبارك وتعالى: أقم الصلاة لدلوك الشمس: هذا وقت صلاتيّ الظهر والعصر، وقوله -جل في علاه-: إلى غسق الليل: هذا وقت صلاتيّ المغرب والعشاء، وقوله تعالى: وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا : هذا وقت صلاة الفجر، فالصلاة لا تصح إلا إذا أقيمت في وقتها، لقول الله -سبحانه وتعالى-: {إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، وأوقات الصلوات الخمس لا تخرج عن قوله تعالى في هذه الآية التي هي مدار البحث والتبيّن

  • قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "يقول تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم- آمرًا له بإقامة الصلوات المكتوبات في أوقاتها : أقم الصلاة لدلوك الشمس قيل لغروبها قاله ابن مسعود، وغيره، وعن ابن عباس : " دلوكها ": زوالها، وهي رواية أيضا عن ابن مسعود واختاره ابن جرير ، ومما استشهد عليه ما رواه عن ابن حميد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال : دعوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن شاء من أصحابه فطعموا عندي ، ثم خرجوا حين زالت الشمس ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"اخرجْ يا أبا بكرٍ فهذا حينَ دَلَكَتِ الشمسُ" فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلاة الخمسة فمن قوله :لدلوك الشمس إلى غسق الليل وهو: ظلامه، وقيل: غروب الشمس، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقوله تعالى: وقرآن الفجر: يعني صلاة الفجر، وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الأوقات، على ما عليه عمل أهل الإسلام اليوم ، مما تلقوه خلفا ع سلف، وقرنا بعد قرن، كما هو مقرر في مواضعه، ولله الحمد، وفي هذه الآية :إن قرآن الفجر كان مشهودا قال الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر "، ويقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، وبنحوه أخرج الإمام أحمد في مسنده"
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook