بعد الانتهاء من التمهيد لبيان مقاصد سورة الإسراء وبيان الآثار والفضائل التي وردت لأجلها، فإنّه يستحسن البدء بشرح قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا} حيث تعد هذه الآية الكريمة أصلًا في أوقات الصلوات الخمس، فقوله تبارك وتعالى: أقم الصلاة لدلوك الشمس: هذا وقت صلاتيّ الظهر والعصر، وقوله -جل في علاه-: إلى غسق الليل: هذا وقت صلاتيّ المغرب والعشاء، وقوله تعالى: وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا : هذا وقت صلاة الفجر، فالصلاة لا تصح إلا إذا أقيمت في وقتها، لقول الله -سبحانه وتعالى-: {إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، وأوقات الصلوات الخمس لا تخرج عن قوله تعالى في هذه الآية التي هي مدار البحث والتبيّن