أكل اللقم يمنع النقم.. هكذا علمتني جدتي إحسان

الكاتب: المدير -
أكل اللقم يمنع النقم.. هكذا علمتني جدتي إحسان
"أكل اللقم يمنع النقم
(هكذا علمتني جدتي إحسان)




عندما عَلَتْ وجداني هذه العبارةُ وخاصة هذه الأيام، ما قصدت تسطير نصح أو علم أو أدب، بل عمدتُ إلى تصدير صرخة تتعدَّى الآذان إلى القلوب، نحن على محكٍّ خطير، أكان تديُّن المتديِّنين، ونصح الناصحين، ودعوة الدعاة، وصياح المنابر - دينًا أم دَيْدنًا؟!

نحن في محنةٍ حقيقية، وغالبنا ذاب في الأسباب والتوقعات، وترك الظواهر والآلام الحقيقية للأمَّة، إننا في اختبارٍ حقيقي، سيفرح بعده مَن فاز، ويَعَضُّ الأناملَ مَن خسِر أو توانَى، فالإطعام في هذه الظروف التي تمر بها الأمة بابٌ خطير ومهم جدًّا، لا أراه إلا مِن أعظم أبواب النفاذ إلى الله عز وجل، انظر لسطوةِ الجوع على أحشاء طفلٍ صغير، ماذا تنتظر منه غدًا إلا ضعفًا وانكسارًا، أو تبعية كاملة لمن يُلقي إليه كِسْرة ولو كان على غير ملة الإسلام؟!

نحن في هذه المرحلة عندما نرحم البطونَ مِن نيران الجوع، إنما نرحم العقول كذلك من نيران ضياع العقيدة، وتفشِّي الأمراض الاجتماعية التي سنُنفِق في علاجها دهورًا ولن تُعالَج، بل ربما سادت وأصبحت نسقًا قِيميًّا جديدًا.




أكل اللقم يمنع النقم:

وقاية ربَّانية من العليِّ القدير لك، فهلَّا استجبت وسيَّجت نفسك وأولادك ونِعمَك بما تبذلُه من عطاء قليل، هو عند ربك كبير؟!




أكل اللقم يمنع النقم:

يمنع نقمة السرقة، فإن أنفقت خبزةً يابسة، منعت طفلًا من سرقة خبزة، ثم اعتياد السرقة، وعندها ستنال النارُ الجميعَ.

بذل ثوبٍ زائد من خزانتك سيمنع جسدًا من العُرْي، وسيمنع نفسًا من الابتذال لتكسب ثوبًا بمزيد من التعرِّي!

الإطعام في هذه الظروف التي تمر بها الأمة ضرورةٌ مُلحَّة، ولا يكلف الله نفسًا إلا وُسعها.

انظر لسُنة المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا))، فما تحتقره أنت هو عظيمٌ في عينِ غيرك، وكبير عند الكريم جل في علاه، الذي يكافئ بلا حساب.




الزم الأقربين من الأهل، أو الأقربين من الجيران، أو مَن تروق نفسك لهم، واحرِص على تفقُّد حالهم، خاصة المتعفف منهم، وابذل ما استطعت لذلك سبيلًا، واعلم أن هذا الوقت وقت المَسْغبة هو الاختبار الحقيقي، فالإنفاق وقتَ عموم الخير محمودٌ، ولكن وقت الشدة أحمدُ، وإلا ما أعلى شأنَه ربُّ العزة في قولِه تعالى: ? أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ? [البلد: 14]، والمسغبة هو يوم عزَّ فيه الطعام، فإطعام الطعام من مُوجبات الرحمة؛ كما علَّمنا حبيب الله صلى الله عليه وسلم.




والأمر يسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه، فقد كانت جدتي رحمها الله كلَّ يوم تقول: كوب ماء لإدامِك، وكوب أرزٍ لمقدارك، يكفُّ بطونًا من الجوع، ويردع أيدي عن السرقة، ويستر أجسادًا من التعري.




فالبدارَ البدارَ، يا مَن خصَّكم الله بفضل، لو قضيتم عمركم ساجدين ما وفيتموه، وهو أن خلقكم مسلمين، حقيقٌ بك أن تكون إيجابيًّا في هذه المحنة التي تمر بها الأمة من قاصيها إلى دانيها، وواجب للأمة عليك، فنبيُّك: محمد، الذي كان كالريح المُرسَلة في عطائه، وجدُّك: عثمان، الذي أعطى حتى قيل له: ((ما ضرَّ عثمانَ ما فعل بعد ذلك))، وفوق هذا فهناك عطاءُ الكريم الذي إن أعطى أذهل العقول بعطائه، استشعِرْ هذه البشارة التي زفَّها إليك نبيُّ الرحمة؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنةِ لَغُرفًا يُرى ظهورُها من بطونها، وبطونُها من ظهورِها))، فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((لمن أطاب الكلام، وأفشى السلام، وأطعَم الطعام، وداوم على الصيام، وصلَّى بالليل والناسُ نيام)).




لو تأمَّلت هذه الطاعات كلَّها، لوجدت أيسرها إطعامَ الطعام، ولا أتوقع إعلاء فضيلة الطعام لهذه الدرجة إلا لأثرِها على جماعة المسلمين، فلا تأنف من إعطاء القليل، فلا أحد يعلم من أي الأبوابِ سينفذ إلى رحمة الرحيم التواب.

حماية وسياج لا تُهمِلْه (إطعام اللقم يمنع النقم)


"
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook