ألعاب الشباب المنتشرة بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ألعاب الشباب المنتشرة بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

ألعاب الشباب المنتشرة بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
أ - الفروسية:
 
كانت رياضة الفروسية سائدة عند الناس ممن يملكون الخيل، وكانت تجري المسابقات والمباريات في الفروسية بين الحين والآخر، وكثير من الشباب والرجال كانوا يلعبونها على ظهور الخيل، ويقومون بألعاب وحركات بهلوانية رائعة غير سباق الجري، ومن مقاييس الرجولة للشاب يومذاك بلوغه مرحلة ركوب الخيل، فيُقال: أصبح الشاب رجلاً يمتطي صهوة الفرس وهي تجري  
 
ب - سباق العدو: 
 
هذا النوع من السباقات منتشر بدرجة واسعة بين مجموعات الشباب في معظم الأيام ومن دون ترتيب مسبق، ويتم في الميادين الفسيحة والساحات بقرب البيوت أو منازل البادية، وكلما اجتمعت مجموعة من الشباب بدؤوا ممارسة هذا السباق، وأكثر ما يكون في آخر النهار أو أوائل الليل، وخصوصًا في الليالي المقمرة، وتُحدد المسافة حسب أعمار المتسابقين وخط نقطة الانطلاق ونقطة النهاية، وتراوح بين 50 و 500 بوع، أي بين 100 و 1000م، ويجري فيها رفع معنويات المتسابقين، وليس هناك أي هيئة تنظم السباق أو تشرف عليه، وإنما يجري ذلك من قبل المتسابقين بوصفه نوعًا من الرياضة يُذهب عنهم الخمول والكسل، ويشترك فيه الصبية والشباب والكهول وربما الشيوخ، كلٌّ مع من هم في سنه، وربما كان للصبايا سباق آخر بمفردهن، وغالبًا ما يكون تحت جنح الظلام. 
 
ج - المطارحة: 
 
وهي إحدى رياضات القوى، وتشبه المصارعة الحرة التي تجري في الوقت الحاضر إلا أنها تخلو من العنف، وتأتي على نمط من يطرح خصمه أرضًا بطرق اللوي والمجاذبة والشد، وهي رياضة لها انتشار واسع بين مختلف مجموعات الصِّبْية والشباب والرجال، وتجري في مكان التجمعات الليلية على أرض لينة مثل بطحاء وادٍ أو بنفود أو غيره، تهدف المطارحة إلى أن يصرع أي الخصمين خصمه ويطرحه أرضًا، وإذا أرهق أحد الخصمين الآخر دون أن يطرحه عند ذلك يقول المرهق: (العفا) أي العفو، فيفلته خصمه في الحال ليستريح الخصمان بعض الوقت، ثم يستأنفان المطارحة من جديد حتى يطرح أحد الخصمين الآخر  
 
د - الرماية:
 
هي من الرياضات والهوايات المحببة، وكانت تُجرى باستعمال البنادق والذخيرة الحيّة، إذ ينصِّب المتبارون شارة تُسمى (النيشان) وتجري الرماية عليه لمعرفة دقة التصويب وتسديد الرمية وإصابة الهدف، لأن هذا من ضرورات متطلبات الحياة يومذاك، إذ ربما أصبح هذا الشاب في يوم ما أحد الرجال المحاربين، فلا بد أن يكون متقنًا للرماية ويجيدها. وتجري الرماية في مكان بعيد عن السكان أو المارة قبالة جبل أو جدار مرتفع حتى لا تطيش قذيفة وتؤذي أحدًا  
 
هـ - لعبة شق القنا: 
 
وهي من الألعاب المنتشرة بين الشباب من مختلف الأعمار، وتُلعب في ليالي الصيف والخريف بين 13 و 17 من ليالي الشهر القمري، وتتكون من فريقين متقابلين ينادي أحد الفريقين بصوت عالٍ: (شق القنا) فيرد عليه واحد من الفريق الثاني: (بكم القنا) فيسأل ناطق الفريق الأول: (من هي بعينه؟) فيرد واحد من الفريق الثاني: (بعيني وأنا أخو فلانة)، وينطلق من كانت في عينه إلى نقطة النهاية بحماية رفاقه، يصدون عنه من يعترضه من الفريق الثاني، فإن أمسكه أحد منهم وثناه عن نقطة النهاية خسر اللعبة وعادت من جديد  
 
و - لعبة اعقبونا ونعقبكم: 
 
وهي إحدى الألعاب المنتشرة بين الشباب وربما الشابات وكلٌّ على حدة، وتجري ممارستها تحت ضوء القمر في ليالي الصيف والخريف المقمرة بين 13 و 17 من الشهر القمري. ويتكون اللاعبون من فريقين، وكل فريق يصنع أفراده خطوطًا بأصابع أيديهم في الأمكنة المظلمة أو الخفية، وعندما ينتهي كل فريق من وضع ما يريد من الخطوط على الأرض ينادي فيهم: (اعقبونا ونعقبكم)، عند ذلك ينطلق كل فريق نحو ميدان الآخر يطمسون كل ما عثروا عليه من خطوط الفريق الآخر، حتى إذا انتهوا اتجه اللاعبون إلى ميدان كل فريق يعدون الخطوط الباقية التي لم تُطمس، ومن وُجدت عنده خطوط باقية أكثر يُعد هو الفائز، وتعتمد هذه اللعبة على خفة الحركة، وحدة البصر، ودقة الملاحظة، وفن التمويه  
 
ز - لعبة عتة:
 
يمارسها الشباب من مختلف الأعمار، وهي إحدى الألعاب الشعبية المشهورة، وغالبًا ما تُمارس في أوائل الليالي المقمرة بين 13 و 17 من ليالي الشهر القمري، أو بعد صلاة العصر، أو تحت ظلال النخيل والأشجار، والعت: هو القفز على رِجل واحدة مع ثني الرِّجل الأخرى.
 
وتوضع لها دائرة يراوح قطرها بين 5 و 20م على أرض لينة. ويبدأ اللاعبون - الواحد بعد الآخر - بأن يثني اللاعب إحدى رجليه أو يعقلها بحزام أو حبل يجمع الساق إلى الفخذ، ثم يقف على رِجل واحدة، ويبدأ القفز على هذه الدائرة ثلاث مرات بشوط وتُعد نقطة للاعب، وأحيانًا كل دورة أو دورتين تُحتسب نقطة حسب الاتفاق  
 
ح - لعبة البير أو (الحول): 
 
وهي لعبة شعبية مشهورة واسعة الانتشار بين الشباب؛ وبخاصة الكبار منهم، و (البير) هو عصا قصيرة طولها أقل من شبر أي نحو 15سم تُضرب بعصا أخرى طولها نحو 60سم، وتُحدد نقطة البداية والنهاية، ويمسك اللاعب العصا الطويلة، ويضع العصا القصيرة (البير) بجانب قبضة الكف على ظهر العصا الطويلة، ثم يقذفها في الهواء ويضربها ضربة توصلها إلى خط النهاية، فإن سقطت قبل الخط ضرب البير ضربة ثانية، وذلك بإيقافه على الأرض، فإن لم يوصله فلا تحق له ضربة ثالثة ويبدأ اللاعب الثاني. 
 
ط - لعبة طرّة: 
 
وهي إحدى الألعاب الشعبية المنتشرة، وأكثر ما تجري في الليالي المقمرة، وربما المظلمة، وكيفيتها أن يجلس أحد اللاعبين ليكون نقطة ارتكاز ويُسمى (الأم)، ويمسك بطرف (غترة) اللاعب الذي يمسك هو بطرفها الآخر، ويضع اللاعبون غترهم بجانب (الأم)، ويبدأ اللاعب بحماية (الغتر) الموجودة بقرب (الأم) وفي الوقت نفسه يحاول اللاعبون نهب غترهم، في حين اللاعب ينافح عنها برفس المهاجمين، فإن تمكن اللاعب من رفس أحد المهاجمين ولو بضربة خفيفة أو لمسة دخل المصاب في الميدان، وحل محل هذا اللاعب، وأمسك طرف الغترة التي يمسك بطرفها (الأم)، وجُمعت الغتر من جديد، وبدأ يدافع عنها، وإن تمكن المهاجمون من انتراع غترهم أخذ كل واحد غترته وفتلها، ثم بدؤوا يضربون اللاعب حتى يصيب أحدهم 
 
ي - لعبة البقرة: 
 
وهي من الألعاب الليلية التي يمارسها الشباب الكبار في الليالي المظلمة، وقوامها أن يضع شخصان كتلة من الملابس على هيئة رأس بقرة لها خرطوم وأذنان، ويمسكه أحدهما بيديه وينحني حاسرًا عن رِجليه إلى ما فوق الركبة، ويمثل الجزء الأمامي من جسم البقرة، ويأتي زميله ويسند يديه على ظهر صاحبه، ويحسر عن رِجليه، ويمثل الجزء الأخير من جسم البقرة، ثم يُغطَّيان بجلال يستر جسميهما ولا يظهر إلا أرجلهما حتى تتراءى للناظر في الظلام وكأنها قوائم بقرة، ثم يمشيان على هيئة مشي البقرة، ويُحدث الأول صوتًا يشبه خوار البقرة، ويسير الصِّبْية والشباب من ورائها. 
 
ك - لعبة الكعوب: 
 
ومفردها كعب، وهو عظم مستقل في عرقوب أرجل الماشية، وما يُلعب به هو كعوب الغنم والظباء والوعول. وهي من الألعاب الشعبية المنتشرة، ولها قوانينها واصطلاحاتها، وتُتخذ على طريقتين: إحداهما تُلعب بنشرها على الأرض، والثانية وضعها في خطة قطرها من 40 - 50سم، وصفُّها صفًا واحدًا داخل هذه الدائرة وضربها من بُعد نحو 10م أو أكثر وأقل بكعب يُسمى (الصول أو الصولة)، وما أخرج اللاعب من هذه الدائرة بالضرب فهو له، وفي المثل (الغليبة شينة ولو بلعب الكعوب). 
 
ل - أولك طبطب:
 
تتم بأن ينحني لاعب ويقفز فوق ظهره عدد من اللاعبين بنظام وحركات مختلفة وعبارات محددة.
 
م - صيد أطلع:
 
تتم بأن يختبئ مجموعة من اللاعبين ويبحث عنهم أحد زملائهم.
 
ن - المحبس: 
 
تتكون من فريقين يتفقان على قطعة معينة، والأفضل أن يكون محبسًا (خاتمًا) حسب التسمية، ويحمله أحدهم تحت ستار مانع وأيديهم مضمومة، وعلى الفريق الآخر إيجاده في واحدة من الأيدي الممدودة، وهي تعتمد على الحدس  
 
 مظاهر الثبات والتغير
 
لقد اختفى كثير من الألعاب القديمة في منطقة حائل؛ وذلك بسبب الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة العربية السعودية؛ وذلك أن كثيرًا من هذه الألعاب تحتاج إلى التخفي واللعب في الظلام، وبسبب أن الأبناء أصبحوا يذهبون إلى المدارس فأخذت المدارس كثيرًا من أوقات فراغهم، وأيضًا لولعهم بالألعاب الرياضية الحديثة مثل لعب كرة القدم ومتابعتها، وكذلك بسبب التطور التقني في وسائل الاتصال، ومشاهدة التلفاز، واستخدام الأجهزة الإلكترونية... وغير ذلك. إلا أنه لا يزال الشباب والأطفال ذكورًا وإناثًا يمارسون كثيرًا من ألعابهم الشعبية القديمة والتي منها: سباق العدو، المطارحة، لعبة حبشة، لعبة شد الحبل أو الرشا، لعبة المزاقيط، لعبة المخططة (أم تسع)، لعبة العرائس أو العياج؛ مفردها عاجة وهي الدمية، غيمَّا، لعبة الطواقي).
 
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook