ألعاب الفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ألعاب الفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

ألعاب الفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
نظرًا إلى طبيعة البنات الأنثوية ونظرة المجتمع إليهن، فإن الألعاب التي يمارسنها كانت تتصف باللطف والهدوء مقارنة بألعاب الصبيان التي تميل إلى القوة والعنف في كثير من الأحيان، مع أن البنات - وبخاصةٍ الصغيرات - قد يشاركن الصبيان في بعض الألعاب، أو يقلدن ما يلعبه الصبيان، ولكن الصفة العامة لألعاب البنات في المجتمع السعودي عامة - ومنه المجتمع المدني - يغلب عليها الليونة، وتكثر فيها الأناشيد والقصص، وتكاد تخلو من الضرب أو العنف بوجه عام، ومن أهم ما تمارسه البنات أثناء فراغهن ما يأتي:
 
 الغناء والضرب بالدف أو أي طاسة أو قِدر، تدق عليه إحداهن والأخريات يرقصن.
 
 ألعاب الغميمة، الزقطة، المخفية، الطورة، وبعض الألعاب الأخرى التي يمارسها الصبيان أيضًا.
 
 السباق بينهن أو القفز على الحبل.. وما إلى ذلك.
 
 الجلوس والاستماع إلى القصص والأحجيات.
 
 اللعب بالدمى (اللعابي) أو (اللعب) التي يصنعنها أو تصنع لهن من القماش وتحشى بالقطن، وتكون بمقاسات مختلفة على هيئة نساء ورجال وأولاد وبنات.
 
 اللعب بالمصاقيل أو (الصقلة) وهي عدد من الحصى الصغيرة أو الخرز أو نوى التمر، تقذفها الواحدة منهن وتحاول التقاطها بطرق فنية معينة، ولها قوانين خاصة تظهر من خلالها مهارة اللاعبة ومدى إتقانها.
 
 التمثيل: وهو نوع شائع من الألعاب وبخاصة بين البنات، إذ يحاكين الكبار في أعمالهم وعلاقاتهم، فمثلاً ترتدي إحداهن عباءة وتقرع الباب، وهي تحكي دور أم الجيران التي جاءت زائرة، وتستقبلها الأخرى، ممثلة دور صاحبة المنـزل فترحب بها ويبدأ الحوار، وأحيانًا يصطحبن بعض الأطفال على هيئة أولاد لهن... وهكذا.
 

مظاهر الثبات والتغير

 
أتى التغير الاقتصادي والاجتماعي العام في المجتمع السعودي - عمومًا - على تلك الألعاب التقليدية التي كانت هي الأسلوب الوحيد للترويح وقضاء وقت الفراغ، فلم يتبقَّ منها اليوم إلا الأسماء وعدد قليل جدًا يمارسه الصغار فقط أثناء اجتماعهم في الولائم أو المناسبات العامة، مثل الغميمة ونحوها، كما أن الكبار - أو بعضهم - لا يزالون يتمسكون بلعبة (البلوت) - السابق ذكرها - التي هي في الأصل وافدة إلى المجتمع خلال النصف الثاني من القرن الهجري الماضي، أما بقية الألعاب التي ورد ذكرها - والتي كان يجتمع لها الشباب من أهل الحي أو حتى أهل القرية بعد صلاة المغرب أو قبلها، وتمارس في جو من الألفة والتلقائية - فقد حل محلها أشياء كثيرة ارتبطت بدخول الكهرباء وإضاءة المنازل والشوارع وتوافر الأجهزة ووسائل الإعلام المختلفة، ثم الألعاب الإلكترونية التي تستهوي كثيرًا من الشباب في مختلف المراحل العمرية، إضافة إلى الحاسب الآلي والشبكة العالمية (الإنترنت) التي أطلت على الناس خلال السنوات الأخيرة، وأصبح كثير من الشباب من الجنسين يقضون معها معظم أوقات فراغهم.
 
كل هذا في إطار تغير نمط الحياة وطبيعة العلاقات مع الجيران التي أصبحت أكثر رسمية وحساسية من ذي قبل، كما أن الارتباط بمواعيد محددة في الدراسة والعمل أثر أيضًا في البرنامج اليومي للناس صغارًا وكبارًا، وتحضرت القرى وازدحمت المدن، ما أفقد الناس تلك الليالي المقمرة والساحات الخالية والعلاقات الحميمة بالجيران، تلك العلاقات التي كانت تزين ألعابهم وتقرب بين نفوسهم، ولم يكن الشك والريبة هما الأساس في معرفة الآخرين كما هي الحال في المجتمعات المتحضرة.
 
 
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook