قال بخيت بخبث استمعا لي سوف أخبركما بما مررت بيه فحياتي مليئه بالعجائب والغرائب ، قال وهو يضحك بخبث كبير :
فلما انتصفت السنه ووافى موعد كذبتي خرجت مع سيدي الى البستان في ضواحي المدية اقام فيه وليمه لاصحابة ، فبينما هم ياكلون ويشربون ويغنون وكان هو يحب الغناء فامرني بالذهاب للمنزل لاحضار عودة ، فمضيت للمدينه ولما قاربت المنزل ادفعت بالبكاء والعويل فاجتمع اهل الحي وسمعت زوجة سيدى وبناتها صوتي فهرعن الى والى الباب وسالن ماذا حدث ، فقل لهم ان سيدى كان جالس واصحابة في ظل جدار قديم فانهار عليهم فقتلهم جميعا وعبثا حاولت اخراج سيدى من بين الانقاض ، فلقد تراكت فوقه الاحجار وهشمت اعضائه تهشيما فلما رايت ذلك اسرعت لانقل لكم الخبر الشؤم .
وعندما سمعن ما قلت صرخن واعولن ، وشققن ثيابهن ولطمن خدودهن وهن لا يصغين الى تعية بل يتمادين في الصراخ وعويل ، حتى من حزن الزوجة انها اخذت تكسر وتحط كل ما قع تحت يديها من اواني ثمينه وهي تردد :
وبت الزوجة من فورها الى الجدران فتطليها بالاسود فساعدتها على العمل وانا اقول :
بعدها خرجت المراة لشارع هي وبناتها سافرات الوجه ممزقات الثياب ، وقلن لي :
فسرت وهن يتبعاني نادبات ومعولات ، ومن خلفهن اهل الحي كبارا وصغار فكن كلما خرجن من حي لاخر ، تساءل اهله عن النبا فاذا عرفوا صرخت امراة :
ومر الموكب بقصر الوالي فسال عن النبا ، فاخبروه به فتعاطمة وناداني فتحقق وقال لي :
فلما رأني سيدي وسمع قولي ، ذعر وشحب لونه وصرخ بي :
وهرع اقرباء التاجر واقرباء التجار الاخرين ، نحوهم يعانقون الرجل بنجاته بينما قال سيدي لزوجته وبناته :
والله انا لفي دهشة عظمى ، اتسالنني عن نجاتي واخبرنني انتم عن انفسكن كيف سلمت ارواحكن ، لعكن كنتما خارج الدار اذا هبط السقف ، فقل بتعجب :
فقال بصوت يشبه الانين :
ثم نظر لي سيدي فوجدني ، مازلت احثوا التراب على وجهي والطم خدى ، وابكي احر البكاء ، فصرخ بي / ويلك يا عبد النحس ما هذا الامر الذي اقدمت عليه ولمماذا فعلت بنا تلك الفاجعة والفعلة الشنعاء ، والله لاسلخن جلدك يا احمق واقبل على ليضربني ، وهنا تحول بكائي الى الضحك الشديد وقلت له :
فقلت له بهدوء ورباطة جأش :
قال الوالي بغضب : فقال دعه لي سوف اودبه واذيقه جزاء كذبه ، واخذني الوالي وعذبني كثيرا حتى اعتقد بانني اقلعت عن الكذب ، ولكن لم اقلع فباعني الوالي لاحد التجار، واخذت اكذب على التجار والامراء وانتقل من منزل لمنزل واكبدهم الخسائر الكبيرة حتى دخلت قصر امير المؤمنين .
الكاتبة منى حارس