لكلّ زوجةٍ من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ميّزةٌ تجعل لها خصوصيّةً وأفضلية من أحدى النواحي، فكما كانت خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وخير نساء أهل الأرض، فقد كان لباقي زوجاته صفات خاصة تميّزن بها، ومن بين نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- اللواتي كان لهنّ مواقف في حياة النبي عموماً وفي تاريخ تأسيس الدولة الإسلامية إجمالاً هي أمّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما؛ حيث حفظ التاريخ الإسلامي من مواقفها ما لا يُمكن استثناؤه أو نسيانه، وقد اشتهر عنها حادثة نزع فراش النبي من تحت والدها أبي سفيان، وهو من سادات قريش، وبالرغم من أنه والدها؛ إلّا أنّها آثرت ألّا يجلسَ كافرٌ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى إن كان والدها، وسيأتي ذكر تلك الحادثة في فقرة مواقف أم المؤمنين أم حبيبة، فمن هي أم حبيبة؟ وما هي المواقف التي اشتهرت بها؟
هي رملة بنت صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس (أبي سفيان)، تُكنّى بأم حبيبة نسبةً لابنتها من زوجها عبيد الله بن جحش)، وهي زوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأم المؤمنين، أمها صفية بنت أبي العاص عمّة الصحابي الجليل عثمان بن عفان بن أبي العاص رضي الله عنه، ولدت رضي الله عنها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة عشر عاماً، كانت قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم متزوّجة من عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة، أسلمت معه ثم هاجرا إلى الحبشة، فولدت ابنتها حبيبة وبها كانت تُكنّى، ارتدّ زوجها عبيد الله بن جحش عن الإسلام ودخل في النصرانية حتى هلك، وتمسكت هي رضي الله عنها بدينها، كانت أقرب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم نسباً إليه وأكثرهن مهراً.
تتضمن حياة أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان العديد من المواقف والمناقب، ولعلّ أبرز مناقبها ومواقفها ما يلي:
لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فضل عظيم؛ ومن فضائلهنّ ما يلي:
موسوعة موضوع