الإعجاز القرآني من الأشياء بالغة الأهمية، خصوصًا أن الكثير من الناس لا يكتمل إيمانهم ولا تطمئن قلوبهم إلا إذا لمسوا أدلة مادية واقتنعوا بها، ولذلك فقد جعل الله -تعالى- في آيات القرآن الكريم الكثير من صور الإعجاز القرآني، كما وضع أمثلة عن الإعجاز القرآني بأنواعها المختلفة، وأهمية هذا الإعجاز كما يأتي:
أراد الله -تعالى- للقرآن الكريم أن يكون معجزة دائمة وخالدة لا تزول وتبقى مع الزمن، ولا تذهب بذهاب القوم الذين نزل في حياتهم، لأنّ الله -تعالى- اصطفى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن تكون رسالة الإسلام هي الرسالة الباقية إلى آخر الزمان، ولهذا فقد وضع الله -تعالى- في القرآن الكريم مختلف أنواع الإعجاز، ليظلّ موضع التحدّي الذي لا يستطيع أحد من الخلق الإتيان بمثله، أما أنواع الإعجاز الموجودة في القرآن الكريم فهي كثيرة، لأنه كلام الله وليس كلام البشر، وهو كتابٌ معجز في ألفاظه ودلالته وما فيه من تشريعات وحقائق، أما أشهر أنواع الإعجاز في القرآني فهي كما يأتي:
يوجد أمثلة عن الإعجاز القرآني بكافة صوره، وهي أمثلة بأدلة دامغة ومقنعة، لأنّ الله تعالى لا يضرب مثلًا باطلًا أبدًا، وقد فسّر العلماء هذه الأمثلة ووضحوها، وبينوا نوعها من الإعجاز، مع توضيح معنى كل نوع وذكر الأمثلة عليه، ويمكن ذكر أمثلة عن الإعجاز القرآني كما يأتي:
من أشهر الأمثلة عن الإعجاز القرآني البياني هو أنّ كلمات القرآن الكريم لا يمكن استبدالها أبدًا، ولو وُضعت كلمة مكان أخرى لاختلّ المعنى، لأنّ آيات القرآن الكريم منظومة مثل العقد، ومترابطة مع بعضها البعض، وفيها من السلاسة ما يجعلها في أتمّ التنسيق، وهذا النوع من الإعجاز ظاهر في جميع سور القرآن الكريم، إذ يقول -تعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
يُقصد به جميع الإشارات واللفتات العلمية الواردة في القرآن الكريم، والتي تدل على تفرّد الله -تعالى- ودقة خلقه، وتشمل حقائق الإعجاز العلمي الموجودة في القرآن الكريم ظواهر الفلك وخلق الإنسان والظواهر الطبيعية وخلق الحيوان، ومنها الكثير من الحقائق العلمية التي كانت غائبة عن الناس، واكتشفها أهل الاختصاص منذ وقت قصير.
ويُقصد به الإعجاز المتعلق بالعقائد والتشريعات التي تنظم حياة المجتمع، والأخلاق الواردة في سور القرآن الكريم، وهي تشريعات تفصيلية مناسبة لكل الأزمنة والمجتمعات، ويقول -تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
ويُقصد به وجود الأخبار الغيبية في آيات القرآن الكريم التي تتعلق بإخبار الأمم السابقة وقصص الأنبياء وإخبار آيات القرآن الكريم بأمور ستحدث في المستقبل، مثل نصر الله للمؤمنين، بالإضافة إلى كشف حقيقة المنافقين للرسول وما كان يرددون في غيبه.