أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام

الكاتب: بتول فواز -
أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام

أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام.

الإسلام

الإسلام في الاصطلاح الشرعي هو: الاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى، بالخضوع والرضى المستحق له جلّ شأنه، وإن الإسلام مبنيٌ على الاستجابة للأوامر الإلهية دون اعتراضٍ أو تمنّعٍ، والإسلام أحد مراتب الدين الثلاثة؛ الإسلام، والإيمان، والإحسان، ويقسم معنى الإسلام إلى معنيين رئيسيين: الأول الإسلام العام، والثاني الإسلام الخاص، فأمّا الإسلام العام فهو: الخضوع لأمر الله -تعالى- في سائر الأزمان، فهو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، ويدلّ على ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم على لسان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)،وما جاء أيضاً على لسان يوسف -عليه السلام- في قول الله تعالى: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)،

وأمّا الإسلام الخاص فهو: الدين الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، وقد شرّف الله -تعالى- أمّة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم؛ بتسميتهم المسلمين نسبةٍ إلى الدين الإسلامي، الذي لا يقبل الله -تعالى- بعده شرعاً ولا ديناً من أحدٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)

إنّ للإسلام أركانٌ خمسةٌ يقوم عليها، فالركن الأول منها؛ ركن الشهادتين، ويراد بهما شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، فيعتقد الإنسان بهاتين الشهادتين أنّ الله -تعالى- هو الخالق المدبّر المتصرف المستحق وحده للعبادة، ويثبت لله -تعالى- الأسماء الحسنى، والصفات العليا التي أثبتها الله -عزّ وجلّ- لنفسه، كما يعتقد المسلم أنّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- رسول الله المبعوث لهداية النّاس بالقرآن الكريم، أمّا الركن الثاني فهو ركن الصلاة وهي: خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، مفروضةٌ على الإنسان المسلم، يؤديها بالوقوف بين يدي الله -تعالى- طاهراً متذللاً خاشعاً، والركن الثالث ركن الزكاة: وهو مقدارٌ واجبٌ من المال، يؤخذ من أغنياء المسلمين ويُرد على فقرائهم، أمّا الركن الرابع فهو ركن الصيام، ويراد به: صيام شهر رمضان المبارك الواجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، فيُمسك بذلك الشهر عن المفطرات جميعها، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنيّة الصيام، وآخر الأركان الخمسة هو ركن الحج، وقد جعله الله -تعالى- واجباً على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ قادرٍ، فيزور فيه بيت الله المحرّم، ويطوف به، ويؤدي مناسك الحج كما وردت في الشرع.

أمور جاهلية حرمها الإسلام

جاء الإسلام بتحريم وإبطال بعض الأمور التي كانت موجودةً في الجاهلية، وقد وضّح الله -تعالى- أنّه من غير الممكن للإنسان أن يتّبع مصدران مختلفان عن بعضهما معاً، وهما وحي القرآن الذي جاء به الإسلام، والكفر والطغيان اللذان هما من شأن الجاهلية، فقال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)،وفيما يأتي بيان بعض ما حرّمه الإسلام من أمور الجاهلية:

الظّهار، والمراد من الظهار: قول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمّي، ويَقصد بذلك أن يحرّم زوجته على نفسه كحرمة أمّه عليه، وكان العرب في الجاهلية وقبل الإسلام يطلّقون نساءهم بتلك الطريقة وذلك اللفظ، فجاء الإسلام بتحريمه وإنكاره إنكاراً شديداً؛ وذلك لأنّ الزوجة ليست أمّاً لزوجها، ولا يمكن بحالٍ أن تكون كذلك.

التبنّي، ويقصد به: جعل نسبة الولد لأبٍ غير والده الحقيقي، فقد كان في الجاهلية أبناءٌ لا يُعرف آباؤهم، فيأتي الرجل ويتبنّى أحدهم بأن يلحقه باسمه، فيصير بذلك ابنه، ويتوارثان توارث النسب، بل إنّ بعض الرجال كانوا يعجبون بأبناءٍ لهم آباءٌ معروفون، إلّا أنّهم يتبنونهم ويدخلونهم في أسرهم، وذلك من آثار الجاهلية التي حرّمها الإسلام.

الرّبا، وقد كان منتشراً انتشاراً عظيماً، وكانوا يعدونه مصدراً مهماً من مصادر الربح في الأموال، ولم يكن يهُم الفرد منهم حال الفرد الآخر، سواءً أربح أم خسر، أم غني أم أصبح فقيراً، فكلّ ما يهم الفرد أن يحصل على المال، ولو كان ذلك مقابل هلاك الآخرين، إلّا أنّ الإسلام جاء يحذر من الربا، وينهى عنه ويحرّمه.

البِغاء، وقد كان منتشراَ في الجاهلية على نوعين، الأول منهما هو: البغاء في صورة النكاح، وكانت تحترفه بعض النساء، فتجلس في بيتها، وتتفق مع عدة رجالٍ في وقتٍ واحدٍ، على أن ينفقوا عليها، ويقوموا بأمرها، ويقضوا حاجتهم من تلك المرأة، فإذا حملت وولدت تجمع الرجال، وتنسب المولود لمن أرادت منهم، وأمّا النوع الثاني فهو: البغاء العام، حيث كان بعض السادة يفرضون على إمائهم مبلغاً باهظاً، يأخذونه منهن كلّ شهرٍ، وكانت الإماء لا تتمكن من جمعه بوجوه الطهر والعفاف، فتلجأ إلى جمعه من خلال الفجور والبغاء، وقد كان يقوم بعض السادة بنصب إمائهم في الغرفات، ويضعون عليها راياتٍ لمن أراد أن يقضي حاجته من النساء، فيكسبون بذلك المال.

الخمر، والأنصاب، والأزلام، وهي من أمور الجاهلية التي حرّمها الإسلام، فالخمر: هو المشروب المسكر المعروف، والأنصاب كان الكفار ينصبونها ليذبحوا عندها لأصنامهم، والأزلام هي أشياءٌ يستقسمون بها لحاجتهم، وتكون ثلاثةٌ يكتبون على واحدٍ منها: (افعل)، والآخر: (لا تفعل)، والثالث: (غفلٌ، ليس به شيءٌ)، فإذا أرادوا فعل أمرٍ ما، أخذوا واحداً من تلك الأزلام، فإن كان الذي كتب عليه (افعل)؛ فعلوا ما يريدون، وإن كان الذي كتب عليه (لا تفعل)؛ لم يفعلوا ذلك، وإن كان الذي كتب عليه (غفل، ليس به شيءٌ)؛ أعادوا الكرة بتلك الأزلام، ولكنّ الإسلام أرشد المسلمين إلى ترك ذلك، واللجوء إلى الاستخارة الشرعية.

موقف الإسلام من قيم الجاهلية عامة

لم يقم الإسلام بتحريم كلّ ما كان في الجاهلية، بل اتخذ من ذلك مواقف متعددةٍ، وفيما يأتي بيانها:

أقرّ الإسلام بعض أمور الجاهلية، وأبقى عليها، منها ما يتعلق بالكرم، والشجاعة، ونصرة المظلوم، ونحو ذلك. حرّم الإسلام بعض أمور الجاهلية، ومنع منها منعاً قاطعاً؛ كالسرقة، والزنا، والغدر، ونحو ذلك. سما الإسلام ببعض أمور الجاهلية، وعلا فيها، مع إبقاء أصلها؛ كالأمور المتعلقة بالقتال، والشعر.

 

شارك المقالة:
407 مشاهدة
المراجع +

موقع موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook