الإسلام في الاصطلاح الشرعي هو: الاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى، بالخضوع والرضى المستحق له جلّ شأنه، وإن الإسلام مبنيٌ على الاستجابة للأوامر الإلهية دون اعتراضٍ أو تمنّعٍ، والإسلام أحد مراتب الدين الثلاثة؛ الإسلام، والإيمان، والإحسان، ويقسم معنى الإسلام إلى معنيين رئيسيين: الأول الإسلام العام، والثاني الإسلام الخاص، فأمّا الإسلام العام فهو: الخضوع لأمر الله -تعالى- في سائر الأزمان، فهو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، ويدلّ على ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم على لسان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)،وما جاء أيضاً على لسان يوسف -عليه السلام- في قول الله تعالى: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَمّا الإسلام الخاص فهو: الدين الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، وقد شرّف الله -تعالى- أمّة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم؛ بتسميتهم المسلمين نسبةٍ إلى الدين الإسلامي، الذي لا يقبل الله -تعالى- بعده شرعاً ولا ديناً من أحدٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
إنّ للإسلام أركانٌ خمسةٌ يقوم عليها، فالركن الأول منها؛ ركن الشهادتين، ويراد بهما شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، فيعتقد الإنسان بهاتين الشهادتين أنّ الله -تعالى- هو الخالق المدبّر المتصرف المستحق وحده للعبادة، ويثبت لله -تعالى- الأسماء الحسنى، والصفات العليا التي أثبتها الله -عزّ وجلّ- لنفسه، كما يعتقد المسلم أنّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- رسول الله المبعوث لهداية النّاس بالقرآن الكريم، أمّا الركن الثاني فهو ركن الصلاة وهي: خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، مفروضةٌ على الإنسان المسلم، يؤديها بالوقوف بين يدي الله -تعالى- طاهراً متذللاً خاشعاً، والركن الثالث ركن الزكاة: وهو مقدارٌ واجبٌ من المال، يؤخذ من أغنياء المسلمين ويُرد على فقرائهم، أمّا الركن الرابع فهو ركن الصيام، ويراد به: صيام شهر رمضان المبارك الواجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، فيُمسك بذلك الشهر عن المفطرات جميعها، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنيّة الصيام، وآخر الأركان الخمسة هو ركن الحج، وقد جعله الله -تعالى- واجباً على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ قادرٍ، فيزور فيه بيت الله المحرّم، ويطوف به، ويؤدي مناسك الحج كما وردت في الشرع.
جاء الإسلام بتحريم وإبطال بعض الأمور التي كانت موجودةً في الجاهلية، وقد وضّح الله -تعالى- أنّه من غير الممكن للإنسان أن يتّبع مصدران مختلفان عن بعضهما معاً، وهما وحي القرآن الذي جاء به الإسلام، والكفر والطغيان اللذان هما من شأن الجاهلية، فقال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)،وفيما يأتي بيان بعض ما حرّمه الإسلام من أمور الجاهلية
لم يقم الإسلام بتحريم كلّ ما كان في الجاهلية، بل اتخذ من ذلك مواقف متعددةٍ، وفيما يأتي بيانها