أنماط الشخصية والتعلم لدى الأطفال

الكاتب: رامي -

أنماط الشخصية والتعلم لدى الأطفال


أبني ينسى سريعًا .. لا يتذكر الكلمات التي نحفظها مع تكرارها كثيرًا.. دائمًا ما يرفض أن يكتب أو يقرأ ..أخاف على مستقبله ومستواه الدراسي…جربت الكثير من الطرق والمدرسين ولافائدة، كانت تلك الجمل والكلمات التي تقطر بالحيرة والقلق كثيرًا ما أسمعها من أمهات العديد من الأطفال، ظننت أنه تهويل من البعض أو تضخيم للأمور، حتى وقع مالم يكن في الحسبان، صرت أنا الأخرى أرددها وينتابني ذات الشعور بالعجز والحيرة والقلق، حتى هداني الله للبحث عن حل بعيد عن التلقين والطرق المعتادة والتقليدية، فُتحت لي طاقة من نور حين تعلمت عن أنماط الشخصية والتعلم .



ما هي أنماط الشخصية : 



بدأت الرحلة في التغيير عندما بدأت أبحث عن حل خارج الصندوق  ووجدت مجموعة كبيرة من الأبحاث بلغات متعددة تتحدث عن علم النفس للأطفال وطرق التربية الحديثة وأساليب التعلم النشطة ومن بين الكثير والكثير من النظريات والأفكار وجدت الحل في أنماط الشخصية والتعلم.



يتفق علماء النفس أن أنماط الشخصية  هي أنماط لثلاث رئيسية وهي النمط البصري – النمط السمعي – النمط الحركي  



لكل نمط من الأنماط الثلاثة صفات مستقلة به في رحلة تفاعله مع العالم الخارجي ورحلة التعلم بطبيعة الحال، ولدقة أكثر فإن لكل شخصية نمط في التعلم وهو كيف يتعلم؟ وهذا هو محور العملية التعليمية الحقيقي كيف تجد طريقة التعليم المناسبة؟



اقرأ أيضًا: كيف أحفظ الكلمات بسهولة



أنماط التعلم المختلفة: 


أنماط التعلم



اعتمادًا على ما سبق من أنماط الشخصية وضع العلما مجموعة من أنماط التعلم التي تناسب كل شخصية على حدا، وإذا أردت عملية تعليمية ناجحة بأقل مجهود وأفضل نتيجة عليك أن تطبق طريقة التعلم الصحيحة .



نمط التعلم البصري  Visual: 



النمط البصري هو نمط الصورة فهو يتصور الأمور كما لو كان يراها في عقله، فهو يمتلك عقلًا يعمل بسرعة شديدة لاستحضار المعلومات وحفظها ولكن بشكل مصور.



هذا النمط في رحلة التعلم علينا أن نساعده بالصور والفيديوهات التعليمية واستخدام المجسمات والألوان.



هو ينظر لكل موضوع نظرة شمولية قبل الشروع في فهمه ويكون عنه فكرة عامة لذا إذا أردت أن تشرح له موضوع ما فاشرحه بشكل عام أولًا ثم اشرح التفاصيل.



نمط التعلم السمعي (Auditory):



كما هو واضح من الاسم فإن أصحاب هذا النمط يستقبلون المعلومات عن طريق السماع بشكل أفضل، ستجد السمعيين يستخدمون كثيرًا أخبرني – سمعت كذا …. 



الصوت هو بطل المشهد في النمط السمعي فإذا أردت أن توفر على نفسك رحلة التعلم الشاقة مع ابنك فادخل له من أذنيه إن كان من أصحاب النمط السمعي.



شجعه على القراءة الجهرية – استخدام الأغاني في المعلومات التي يصعب تذكرها – اجعله يشرح لنفسه المعلومة بصوت مسموع- قلل من استخدام الكتابة في رحلة التعلم فهي لا تفيده.



من الموضوعات المفيدة: تعليم الأطفال العقيدة



نمط التعلم الحركي:



هو أصعب نمط من أنماط الشخصية والتعلم لأنه دائم الحركة يستخدم جميع حواسه ليتعرف على الأشياء وهو شائع جدًا في الأطفال، ولكي تحصل على نتيجة مميزة في رحلة التعلم منه اجعل التعلم لعبة، استخدم الصلصال وحركة الأصابع والكرة والبحث عن الحروف في أرجاء المكان لتكون كلمة ما، وبهذه الطريقة تحصل على نتيجة مميزة.



أسلوب  VARK لأنماط التعلم : 



أسلوب التعلم فارك هو اختصار لأنماط التعلم المختلفة وهي (Visual، Auditory، Reading/Writing، Kinesthetic) 



يشرح الاختصار نموذج التعلم نفسه، فهو يرمز إلى أنماط التعلم المرئية والسمعية والحركية، وأضاف نمط جديد عن طريق القراءة والكتابة وهو من يفضل التعلم بطريقة كتابة المعلومات وقراءتها،  ينص هذا النموذج على أن كل متعلم يختبر التعلم من خلال أي من هذه العمليات.



سيتمكن المتعلمون المرئيون من تذكر الأشياء التي يرونها أفضل من الأشياء التي يسمعونها. وبالمثل ، يستوعب المتعلمون السمعيون المعلومات بشكل أفضل من خلال المصادر الصوتية، ويكتسب المتعلمون عن طريق الحركة المعرفة من خلال تجربتها.



كيف أعرف نمط التعلم المناسب؟ 



لا شك أنك الآن قد كونت فكرة جيدة عن أنماط الشخصية والتعلم وعن كل نمط ومايصلح له وكيف تستخدم هذا النمط بطريقة مساعدة في رحلة التعلم، ولكي تعرف نمط ابنك عليك أن تراقبه لمدة 3 أيام بصورة دقيقة وتطبق عليه جميع العناصر التي ذكرناها في الأعلى.



سؤال مهم :



وجدت أن ابني به صفات من النمط البصري والنمط السمعي أو الحركي فأي الأنماط يكون؟



الحقيقة أن النفس البشرية خليط من الأنماط ولكن هناك نمط أقرب للشخصية من النمط الآخر وهذا مانبحث عنه فلو وجدت أن صفات النمط البصري يتفق مع شخصية ابني بنسبة 70% إذا فإن أفضل طرق التعلم المناسبة له هو التعلم بالنمط البصري، وإذا كان سمات شخصيته بنسبة كبيرة تتجه نحو الشخص السمعي فإن النمط السمعي هو المناسب له.



في النهاية ، من الواضح أن التعلم عملية معقدة وهي طويلة لا تنتهي وعلى الأسرة أن تستوعب جيدًا الفروق الفردية بين الأطفال وأنماط الشخصيات المختلفة وكيف توظفها بطريقة ناجحة في رحلة التعلم.



كما علينا أن نعلم أن الدرجات الدراسية ليست هي الجائزة الكبرى التي يسعى لها الصغار وإنما غرس العلم في نفوسهم وتوليد الشغف داخل أرواحهم وصناعة الطموح لدى الأطفال هو الثمرة الحقيقة التي يجب علينا أن نولها وجوهنا ولانتعجل قطف الثمار قبل أوانها.


شارك المقالة:
235 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook