أنواع الإجهاض

الكاتب: د. ايمان شبارة -
أنواع الإجهاض.

أنواع الإجهاض.

يصنف الإجهاض بالنسبة إلى تطوره في إجهاض مهدد، وإجهاض حتمي، وإجهاض تام، وإجهاض ناقص، وإجهاض فائت، وإجهاض إنتاني، وإجهاض متكرر.

ويصنف بالنسبة إلى سببه في نوعين: عفوي أو محرض. والعفوي هو الذي يتم من ذاته لسبب مرضي. أما المحرض فله شكلان: العلاجي والجنائي؛ فالعلاجي يتم بإنهاء الحمل علاجياً من قبل الطبيب في الحالات التي يشكل فيها استمرار الحمل خطراً على حياة الحامل، والجنائي يتم بإنهاء الحمل دون أن يكون هناك مسوّغ طبي أو شرعي.

1 ـ الإجهاض المهدد:

أعراضه: الضائعات المدماة، أو النزف الدموي الخفيف أو المعتدل الشدة في أشهر الحمل الأولى يترافق أو لا يترافق بآلام خفيفة أسفل البطن والظهر، وتبقى أعراض الحمل طبيعية، فعنق الرحم مغلق، وجسم الرحم لين ويعادل سن الحمل. ويجب التأكد من عدم وجود آفات في عنق الرحم والمهبل تسبب النزف (كالسليلة أو التقرح أو الورم الخبيث)، ويؤكد التشخيص بالتصوير بما فوق الصوت.

2 ـ الإجهاض الحتمي:

 ويسمى الإسقاط الوشيك أو في طور الحصول، ويتصف بغزارة النزف والخثرات الدموية والآلام القولنجية الشديدة الناجمة عن التقلصات الرحمية، فيتسع عنق الرحم وتتمزق الأغشية، وينقذف محصول الحمل كلياً أو جزئياً. وبالفحص المهبلي يمكن كشف اتساع عنق الرحم والشعور بمحصول الحمل داخل الرحم إن لم يكن قد انطرح بعد.

3 ـ الإجهاض التام:

 يحصل الإجهاض، وينطرح محصول الحمل كاملاً دفعة واحدة أو على أجزاء، ثم تنقبض الرحم، وينغلق عنقها، وينقطع النزف، ويحصل انطمار الرحم بشكل يشابه ما يحصل بعد الولادة.

4 ـ الإجهاض الناقص:

 يحصل الإجهاض؛ ولكن قد تبقى المشيمة منحبسة كلها أو قطع منها؛ فيستمر النزف؛ وقد يكون غزيراً يؤدي إلى حصول الصدمة بسبب عدم قدرة الرحم على الانقباض وإحداث الإرقاء، ويبدي الفحص المهبلي اتساع عنق الرحم والشعور من خلاله بالمشيمة أو بالقطع المشيمية المنحبسة.

5 ـ الإجهاض الفائت:

 حين تموت البيضة في الأشهر الأولى من الحمل يحصل الإجهاض العفوي عادة في 3 ـ4 أسابيع، ولكن حين يفشل الرحم في طرح البيضة، وينحبس محصول الحمل أكثر من شهرين تدعى الحالة الإجهاض الفائت.

قد تظهر في البدء أعراض التهديد بالإجهاض، ولا يلبث أن ينقطع النزف، وتتراجع أعراض الحمل الطبيعية، ويتوقف محصول الحمل عن النمو، وتصبح اختبارات الحمل سلبية، ويظهر الفحص بما فوق الصوت غياب العلامات الحيوية للجنين إن وجد (غياب نبضات القلب وحركاته).

قد يستمر انحباس محصول الحمل عدة أشهر، ثم تتنبه التقلصات الرحمية أخيراً، ويحصل الإجهاض بانقذاف محصول الحمل المنحبس.

إن انحباس محصول الحمل أقل من شهر لا يعدّ خطراً على صحة الحامل، أما بعد ذلك فقد يؤدي إلى اضطرابات في تخثر الدم نتيجة تناقص مولد الليفين الدموي أو غيابه؛ مما يسبب نزوفاً خطيرةً حين حصول الإجهاض. لذلك يجب عدم انتظار حصول الإجهاض العفوي بعد مضي أكثر من شهر على الإجهاض الفائت، بل يجب التدخل لإفراغ الرحم.

6 ـ الإجهاض الإنتاني:

 قد يحصل الإنتان بوصفه مضاعفة لأي شكل من الأشكال السابقة، ولكنه غالباً ما يتلو الإجهاض المحرض الجنائي.

العوامل الجرثومية المسببة عديدة؛ أهمها العصيات القولونية واللاهوائيات (العقديات اللاهوائية والمطثيات الولشية الحاطمة) والعنقوديات والعقديات الحالة للدم، والمكورات البنية ومطثيات الكزاز.

يتصف الإجهاض الإنتاني بالترفع الحروري الشديد (38 ْ ـ40ْ) وشدة النزف وغزارته.

ومن المضاعفات الشائعة للإجهاض الإنتاني التهاب باطن الرحم والتهاب النسيج الخلوي حول الرحم والتهاب الملحقات والتهاب الصفاق الحوضي أو المعمم والتهاب الأوردة الخثري.

والمضاعفة الخطرة هي الإنتان الدموي الذي قد يؤدي إلى الصدمة الإنتانية (الجرثومية) والقصور الكلوي الحاد.

7 ـ الإجهاض المتكرر (المعتاد):

 وهو حدوث ثلاثة إجهاضات أو أكثر عفوية ومتتالية.

الأسباب:

 في أشهر الحمل الأولى قد تكون الأسباب ناجمة عن سوء تشكل المضغة أو الشذوذات الصبغية أو الاضطرابات الغدية أو الهرمونية والأمراض المزمنة في الحامل كارتفاع الضغط الشرياني، والتهاب الكلية المزمن، وتنافر الزمر الدموية في الزوجين، وأسواء شكل الرحم الخلقية وغير ذلك.

وفي الثلث المتوسط للحمل يكون السبب قصور عنق الرحم الخلقي أو المكتسب. يتصف الإجهاض هنا بحصول اتساع عنق الرحم دون تقلصات رحمية مؤلمة ثم انبثاق جيب المياه وانفراغ السائل السلوي، يتلوه حصول تقلصات رحمية وانقذاف الجنين الذي قد يكون حياً، ولكنه غير قابل للحياة.

ويبين الفحص المهبلي قبل حصول الإجهاض في هذه الحالات امحاء عنق الرحم واتساعه وكشف التمزق العميق فيه. كما يمكن قبل الحمل كشف قصور عنق الرحم.

8 ـ الإجهاض المحرض العلاجي:

 هو إنهاء الحمل قبل أن يصبح الجنين قابلاً للحياة إذا كان استمرار الحمل يعدّ خطراًَ على حياة الحامل، ولا يجوز إجراؤه إلا بتأكيد الأسباب الموجبة من قبل طبيبين. وقد قلت المسوّغات الطبية لإجرائه بعد أن تقدم الطب، وتحسنت طرق المعالجة.

طريقة العمل: في الأسابيع الأولى للحمل (8 ـ12) أسبوعاً يجري تحريض الإجهاض بالأدوية بحذر، أو يوسع عنق الرحم آلياً ويفرغ محصول الحمل كما في حالات عواقب الإجهاض، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة والحذر من النزف أو بقاء قطع مشيمية أو حدوث أخماج.

وبعد الأسبوع (12) من الحمل يلجأ إلى إفراغ الرحم بخزعها عن طريق البطن، وهو أسلم؛ ولاسيما إذا كان هناك استطباب لإجراء التعقيم الدائم.

9 ـ الإجهاض المحرض الجنائي:

 وهو الإجهاض العمد الذي يجرى للتخلص من حمل طبيعي غير مرغوب فيه أو من دون أن يكون هناك مسوّغ طبي ما، وهو محرم شرعاً وقانوناً، وقد تقوم به المرأة بنفسها، أو يقوم به غيرها.

وغالباً ما يتم باستعمال الوسائل التالية:

أ ـ تناول بعض الأدوية المجهضة بكميات سمية أو الأدوية المقبضة للرحم كالبروستاغلاندين والأوكسيتوسين ومركّبات الأرغوت بمقادير كبيرة.

ب ـ إجراء الحقن المهبلية أو الرحمية بمحلول الصابون أو بالمواد الكاوية.

ج ـ رض البيضة وثقبها بإدخال قثطار في جوف الرحم أو باستعمال الأدوات المنزلية كالأقلام وأعواد الكبريت أو صنارة الصوف.

د ـ توسيع عنق الرحم بأعواد اللاميناريا وإجراء تجريف الرحم، وهي أكثر الطرق فعالية.

شارك المقالة:
110 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook