أنواع الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

أنواع الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
رتبة متشابهة الأجنحة (Order Homoptera):
 
يتميز أفراد هذه الرتبة بتفاوت أحجامها؛ إذ تراوح بين 0.3 و 80مم. وتعد حشرات هذه الرتبة من أهم الحشرات التي ينقل كثير منها الأمراض النباتية؛ حيث يتغذى معظم أفرادها على النبات؛ ما يجعلها آفات ضارة بالنبات. وقد سجل منها أكثر من 40.000 نوع عالميا تتبع أكثر من 32 فصيلة، وقد سجل بعض أفرادها في المملكة  
 
- منّ البقول (Aphis craccovora) (Koch 1854): 
 
يتبع فصيلة المن (Family: Aphididae)، وتمتاز هذه الحشرة بأنها كبيرة الحجم نسبيا، ولونها أسود لامع، وهذا من أكبر أجناس المنّ؛ حيث سجل منه في المملكة أكثر من 12 نوعًا. وقد لوحظ أن النمل الحقيقي ذو علاقة بمعظم أنواع المنّ التابعة لهذا الجنس. وينتشر هذا النوع من المنّ في معظم مناطق المملكة؛ إذ يصيب كثيرًا من البقوليات بما في ذلك الفاصوليا، واللوبيا، والبازلاء، والحلبة، والبرسيم. ويمتاز بأن أفراده تلد على مدار السنة دون إخصاب ولا تضع بيضًا، وليس لهذه الحشرة ذكور، وتنسلخ أربعة انسلاخات حتى تصل إلى الطور اليافع، وتلد الحشرة الواحدة 15 - 100 فرد، ويزيد العدد شتاءً وينقص صيفًا، وتشتد الإصابة بهذه الحشرة في الربيع والخريف، وتعدُّ من الآفات الضارة جدا بالبقوليات؛ حيث تغطي الحشرات وقت الإصابة الشديدة جميع أسطح النبات، وتمتص العصارة النباتية بأجزاء فمها الثاقبة الماصة، وتفرز المادة العسلية التي تلتصق بها الأتربة، وينمو عليها الفطر الأسود، وكذلك يأتي النمل وغيره من الحشرات التي يستهويها طعم هذه المواد ليزامل الفطر على هذه الموائد الشهية؛ ما يتسبب في ضعف النبات وقلة المحصول. والمادة العسلية هي مادة سكرية زائدة على حاجة الجسم، فتقوم حشرات المنّ بقذفها إلى الخارج عن طريق فتحة الشرج؛ وذلك بسبب قيام أفراد هذه الحشرة بامتصاص كميات كبيرة من عصارة النبات التي تحتوي على كمية كبيرة من المواد السكرية، وعلى كميات قليلة من الأحماض الأمينية، وعلى المواد الدهنية والأملاح، وينجم عن ذلك حصولها على كميات ضخمة من المواد السكرية الذائبة التي تتخلص الحشرة منها بطردها عن طريق الشرج على هيئة تعرف بـ (الندوة العسلية)؛ لهذا تعدُّ حشرة المنّ آفة تصيب كثيرًا من النباتات، وتتسبب في امتصاص غذائها؛ ما يؤثر سلبًا في نموها وإنتاجيتها.
 
- منّ البطيخ (Aphis gossypii) (Glover, 1877): 
 
من فصيلة المنّ (Family: Aphididae)، وهي حشرة صغيرة جدًا؛ إذ يصل طولها 1 - 2مم، وهي تظهر في عدد من الألوان في أوقات السنة المختلفة، ويختلف طول الجسم حسب درجة الحرارة، فيكون أطول عند الحرارة المنخفضة وأقصر عند الحرارة العالية، وهناك أفراد مجنحة سوداء الرأس والصدر، وبطنها ذو لون بني يميل إلى البرتقالي، والأجنحة خضراء زيتونية، أما الأفراد غير المجنحة فخضراء أو تميل إلى الزرقة شتاءً أو ربيعًا، ويكون لونها ليمونيا مصفرا صيفًا. وقد سجل في المملكة أكثر من 12 نوعًا تابعًا لهذا الجنس. وينتشر منّ البطيخ في معظم مناطق المملكة، ويصيب كثيرًا من العوائل النباتية بما في ذلك نباتات العائلة القرعية، والجزر، والرجلة، والبطاطس، والعائلة الخبازية مثل: القطن، والباميا، والموالح، وبعض نباتات الزينة، وعادة ما توجد على الأسطح السفلية لأوراق النباتات، وتمتص العصارة النباتية بأجزاء فمها الثاقب الماص. وتتكون الأفراد المجنحة عند ارتفاع درجة الحرارة أو عند جفاف النبات العائل؛ فتساعد على الانتقال إلى نباتات أخرى، ويتكاثر المنّ بسرعة؛ حيث تلد الأنثى صغارًا يبلغ عددها 1 - 6 يوميا، وتبلغ الصغار طورها الكامل بعد أربع انسلاخات (الحورية ذات أربعة أعمار) خلال 4 - 21 يومًا، ويظهر هنا أن للحشرة أجيالاً متعددة تصل إلى 50 جيلاً في السنة.
 
وتتمثل أهمية هذه الحشرة فيما تحدثه من تجعد واصفرار والتواء لأوراق نباتات العائلة القرعية وغيرها من النباتات، بل إنها تسبب أحيانًا موت النبات، خصوصًا إذا كان النبات في طور البادرة، وتشتد الإصابة بالمنّ - عادة - في الربيع والخريف، وتخف في الشتاء والصيف، وتجب المحافظة - دائمًا - على نظافة الحقل من الحشائش التي قد تكون عائلاً ثانويا للمنّ. وهناك كثير من الأعداء الطبيعيين الذين يهاجمون المنّ بما في ذلك أنواع خنافس أبي العيد، ويرقات ذباب الزهور الحوام، وأسد المنّ وغيرها.
 
 
رتبة نصفية الأجنحة (Order Hemiptera):
 
تمثل أفراد هذه الرتبة البق الحقيقي، وتختلف في طولها؛ حيث تصل إلى 10مم، وأجزاء الفم ثاقبة ماصة، وتعدُّ من الحشرات الضارة بالإنسان والحيوان، فبعضها نباتي التغذية، وبعضها الآخر لاحم، وأحيانًا يكون طفيليا، ولذا فإن بعض أفراد البق الحقيقي ذو أهمية اقتصادية. وقد سجل منها أكثر من 25000 نوع يتبع أكثر من 44 فصيلة، كما سجل وجود بعض أفرادها في مناطق مختلفة من المملكة  
 
- بق ورق البطيخ (البقة السوداء) (Coridius viduatus) (Fabricious, 1774):
 
يتبع عائلة البق الحقيقي (Family: Pentatomidae)، وهو حشرة متوسطة الحجم، ولونها أسمر بزرقة خفيفة، وقواعد الأجنحة لونها محمر، وأجزاء الفم ثاقبة ماصة؛ حيث تمتص العصارة من أوراق البطيخ والذرة. وقد سجل وجود هذه الحشرة عالميا، وتم جمعها من مناطق مختلفة من المملكة، بما فيها المنطقة الوسطى، والشرقية، والقصيم، وحائل. وتقضي هذه الحشرة بياتها الشتوي على هيئة حشرة يافعة وحوريات، وتنشط في الربيع؛ حيث تتزاوج، وتضع الإناث البيض على عروش النباتات والسطوح السفلية للأوراق على شكل سلاسل، ولون البيض أبيض عند الوضع، وسرعان ما يتغير لونه إلى القرنفلي الباهت قبل الفقس، وتمر الحورية بخمسة انسلاخات لتصل إلى الحشرة الكاملة، وتتغذى الحشرة الكاملة - أيضًا - بامتصاص العصارة النباتية، وتتزاوج وتضع البيض لجيل جديد. وتفرز هذه الحشرات رائحة كريهة من غدد خاصة، وتسبب أضرارًا لأوراق النباتات، وذبولاً للبراعم الطرفية، كما تتسبب في تساقط الأزهار.
 
 رتبة غمدية الأجنحة (Order Coleoptera):
 
تمثل أفراد هذه الرتبة نحو 40% من أنواع الحشرات المعروفة، ونحو 30% من جميع أنواع الحيوانات الموصوفة، وقد سجل منها أكثر من 350 ألف نوع عالميا تتبع أكثر من 160 فصيلة، وتقتات على أنواع مختلفة من الغذاء، وأحجامها متباينة كثيرًا، والأجنحة الأمامية غمدية والخلفية غشائية، وقد يلتحم الغمدان على امتداد الخط الوسطي الظهري؛ فينعدم وجود الأجنحة الخلفية، وأجزاء الفم قارضة، وقد يمتد الرأس بشكل خرطوم طويل ينتهي بأجزاء الفم كما في السوس (Weevils)، واليرقات منبسطة أو أسطوانية. وتعد من الأطوار المسببة كثيرًا من الأضرار الاقتصادية، مع أن هناك بعضًا من يرقات الخنافس (أبي العيد مثلاً) ذات أهمية في مجال المكافحة الحيوية لبعض الآفات، أما العذارى (الخادرات) فحرة والتحول فيها كامل. وقد تم تسجيل أنواع كثيرة من الخنافس والسوس في مناطق المملكة المختلفة.
 
- جُعْل النخيل (حفار سوق أو عذوق النخيل) (Oryctes elegans Prell): 
 
وهو من فصيلة الجعال (Family: Scarabidae)، وقد يطلق عليه في بعض مناطق المملكة (العنقر)، ويمتاز بأن لونه أسود أو بني مسود لامع، ويبلغ طول الحشرة نحو 35مم، وله نتوء ظاهر في أعلى الرأس منحنٍ إلى الوراء يشبه القرن، ويكون هذا النتوء طويلاً ومنحنيًا في الأنثى، وقصيرًا وغير منحنٍ في الذكر، ويحيط بهذا القرن خصلة من الشعر الكثيف. والجناحان الأماميان مغطيان بوبر فاتح قصير، ويوجد على السطح العلوي للحلقة الصدرية الأولى انخفاض واسع وعميق في الأنثى، وصغير وضحل في الذكر. ويوجد هذا الحفار في جميع مناطق المملكة وبخاصةٍ المنطقة الشرقية، وهو واسع الانتشار من باكستان وبورما والفلبين شرقًا إلى المنطقة العربية غربًا، مرورًا بإيران  ،  وتضع الأنثى 30 - 50 بيضة فرادى في الثقوب الموجودة على جذع النخلة التي - عادة - يحفرها حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة، ويفقس البيض في غضون أسبوع عن يرقة مقوسة لها ثلاث أرجل صدرية ضعيفة، والحلقات البطنية الثلاث الأخيرة متضخمة، وتتغذى اليرقة حديثة الفقس على الأجزاء الرطبة والأجزاء المتحللة من النخيل، وتنسلخ ثلاث مرات لتصل إلى اليرقة كاملة النمو ذات اللون الكريمي (يمتد الطور اليرقي من تسعة إلى عشرة أشهر)، وتمضي الحشرة البيات الشتوي خلال طور اليرقة التي تتحول إلى خادرة في أوائل الربيع، وتستمر ثلاثة أسابيع تتحول بعدها إلى حشرة كاملة. ولهذه الحشرة جيل واحد في السنة، وتقوم بتوسيع الأنفاق داخل الجذع؛ ما يؤدي إلى كسره بسهولة، أما الحشرة الكاملة فتتغذى على قواعد السعف والعروق الوسطى وقواعد أعناق الثمار؛ ما يعرضها للكسر بوساطة الرياح.
 
- سوسة الحبوب (Sitophilus granaries L): 
 
هي من فصيلة السوس (Family: Curculionidae)، وتمتاز أنواع السوس بامتداد الرأس إلى الأمام على شكل خرطوم ينتهي بأجزاء الفم، وقرن الاستشعار مرفقي، وتتضخم حلقاته الطرفية، ويصل طول الحشرة 3.5 مم. وللحشرة نشاط على مدار السنة، ولكنها تفضل الجو المعتدل أو الحار الرطب، وهي عالمية الانتشار، وقد سجل وجودها في بعض المناطق، بما في ذلك المنطقة الشرقية من المملكة.
 
تصيب هذه السوسة كلا من حبوب القمح والشعير والذرة الشامية والأرز، وتتغذى يرقاتها على سويداء الحبة، وعادة توجد يرقة واحدة داخل الحبة صغيرة الحجم مثل: القمح، والأرز، ولكن قد توجد أكثر من يرقة في الحبة الكبيرة مثل الذرة الشامية، ولونها كستنائي فاتح أو قاتم، ويلتصق الغمدان بجانب الجسم، والجناحان الخلفيان غائبان؛ لذلك لا تستطيع هذه الحشرة أن تطير. ويبلغ ضرر هذه السوسة ذروته في فصل الصيف لسرعة تكاثرها، ومعظم الضرر تحدثه اليرقات. أما الحشرات البالغة فتعمل نقورًا صغيرة غير منتظمة في الحبوب بسبب تغذيتها عليها، ولكن لا تستهلك من هذه الحبوب إلا قدرًا ضئيلاً بالمقارنة بما تستهلكه اليرقات، وتعيش الحشرة الكاملة 7 - 8 أشهر تضع خلالها 200 - 300 بيضة، وتفضل الإناث وضع البيض فرادى في حفر داخل الحبوب، ثم تغطى هذه الحفر بمادة لاصقة، ثم يفقس البيض داخل الحبة وتتربى اليرقة وسطها، وتستهلك أكثر من نصف وزنها كي تتحول إلى العذراء، ومن ثم تنسلخ إلى الحشرة البالغة التي تبقى من 2 - 3 أيام، ثم تثقب جدار الحبة - بمساعدة أجزاء فمها - وتخرج الحشرة البالغة تاركة ثقبًا يدل على خروجها ليبدأ التزاوج، ويتم وضع البيض الملقح من جديد، ووجد أن تلقيح البيض ضروري لإكمال دورة الحياة. وللحشرة 6 أجيال في السنة، ويمكن للحشرة البالغة أن تقاوم الجوع مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
 
سوسة النخيل الحمراء (Rhynchophorus ferrugineus Oliver): 
 
وهي من فصيلة السوس (Family: Curculionidae)، والحشرة الكاملة أسطوانية الشكل، ولونها بني محمر، ويوجد على الصدر عدد من النقاط السوداء يختلف عددها وشكلها من حشرة إلى أخرى، ويراوح طولها بين 3 و 3.5سم، وأجزاء فمها قارضة، ولها خرطوم طويل منحنٍ للأمام، وعادة ما يكون خرطوم الأنثى أرفع وأطول قليلاً من خرطوم الذكر، كما يمكن تمييز الذكر عن الأنثى بوجود مجموعة من الشعر البني القصير على السطح العلوي لمقدم الخرطوم.
 
وقد سجلت الإصابة بسوس النخيل في كلٍّ من آسيا وإفريقية والأمريكتين، حيث تنتشر في جميع دول الشرق الأقصى مرورًا بدول شبه الجزيرة الهندية، فإيران، فالجزيرة العربية، والعراق، وشمال إفريقية، وقد سجلت في معظم مناطق المملكة بما في ذلك المنطقة الشرقية، ومناطق الرياض، ونجران، والمدينة المنورة، والقصيم. وتهاجم هذه الحشرة أشجار الفصيلة النخلية، بما في ذلك أشجار نخيل التمر، ونخيل جوز الهند، ونخيل الساجد، ونخيل التمر الهندي، ونخيل الكناري، ونخيل وشنطونيا، ونخيل الزيت  . 
 
يبدأ التزاوج عند مرحلة النضح الجنسي لكلا الجنسين، ثم تبدأ الإناث بوضع البيض داخل النخلة المصابة طالما توفر لها الغذاء الكافي والملائم، فقد لوحظ أن الحشرة تقضي عددًا من الأجيال داخل الشجرة الواحدة، وتعيش الحشرة الكاملة 3 - 4 أشهر. وللحشرة القدرة على الطيران مسافات قد تصل إلى 900م، وهي تنشط - عادة - خلال الساعات الأولى والأخيرة من النهار. وتضع الأنثى 70 - 80 بيضة خلال حياتها، ويوضع البيض فرادى في حفر تصنعها الأنثى بمساعدة خرطومها أو بمساعدة حشرات أخرى تحدثها في جذع النخلة أو الحفر نتيجة عمليات التشذيب أو التكريب أو إزالة الفسائل من النخلة الأم. ويفقس البيض عن يرقات بيضاء مصفرة، واليرقة هي الطور الضار والمدمر للنخلة المصابة؛ حيث تتغذى بشراهة، وتقوم بعمل أنفاق داخل النخلة؛ فتخرج نشارة خشبية. وتراوح مدة الطور اليرقي بين 55 و 157 يومًا تقريبًا تنسلخ فيها اليرقة ولها 9 - 14 عمرًا يرقيا، ويعقب الطور اليرقي طور الخادرة التي يصل طولها وهي مكبلة إلى 3سم داخل شرنقة طولها 5سم. تقوم الحشرة بعملها من أنسجة النخلة الداخلية، وتصل مدة هذا الطور إلى 20 يومًا تنسلخ بعدها وتعطي الحشرة الكاملة التي تمكث في الشرنقة بعض الوقت ثم تتركها لتبدأ التزاوج من جديد وإعادة دورة الحياة نفسها، وتتسبب هذه الحشرة في أضرار كبيرة لنخيل التمر في المملكة ودول أخرى بما في ذلك القضاء على شجرة النخيل تمامًا، وقد استخدمت طرق متعددة لمكافحة هذه الآفة، ولربما كان استخدام المصائد الفرمونية من أنجع طرق مكافحة هذه الحشرة.- حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة (Pseudophilus testaceus Gahan): 
 
من فصيلة ناخرات الأخشاب (Family: Cerembycidae)، والحشرة الكاملة لونها بني غامق أو فاتح، والرأس صغير، وطول قرون الاستشعار يعادل طول الجسم، وجسمها مغطى بزغب قصير، وحافة السطح السفلي للحلقة البطنية الأخيرة مستقيمة في الذكر، ومحدبة بانخفاض في الوسط في الأنثى، وتعرف في المملكة بـ (الخنفس الأحمر)، وتسمى يرقاتها (النعجة).
 
تصيب هذه الحشرة النخيل في جميع دول الخليج العربي، ويمتد وجودها حتى الجزائر غربًا، وتم تسجيلها في القطيف والأحساء. وتضع الأنثى بيضًا أسطواني الشكل أبيض اللون في أزواج تقدر بنحو 40 بيضة على قواعد السعف أو على الليف في شهر يوليو، ويفقس بعد أسبوعين عن يرقة أسطوانية الشكل طولها 4.5سم عند تمام نموها، وهي بيضاء كريمية ذات رأس صغير بني، وتعد عديمة الأرجل، وذات نتوءات لحمية بارزة على البطن. وتقوم اليرقة بالحفر في الكرب الأخضر، وتنتقل من كربة إلى أخرى مدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وعند الشتاء تقوم اليرقات بحفر أنفاق في جذع النخل تقضي فيها مدة الشتاء، وعند الربيع تحفر اليرقات هذه تجاه سطح الجذع، وتعمل غرفًا تكمل فيها أطوارها اليرقية، وبعد ذلك تتعذر اليرقات فترة قصيرة، حيث يبلغ طول العذراء في الذكر 3.5سم، والأنثى 4.5سم، ثم تنسلخ إلى حشرة كاملة لتبقى في غرفة العذراء نحو أسبوعين، بعدها تبدأ الحشرة البالغة بالثقب والخروج. وقد وجد أن دورة حياة هذه الحشرة تستغرق بين سنة وسنتين، ولوحظ أن الإصابة المتوالية للنخيل بالحفار تضعف جذع النخلة من كثرة ما به من أنفاق، فيقل إنتاجها، ويصبح الجذع عرضة للكسر عند هبوب الرياح، وقد يصفر السعف، وتموت النخلة عند الإصابة الشديدة، وإضافة إلى ذلك فإن الأنفاق التي تقوم بعملها الحشرة تجعل من السهل إصابة هذه النخلة بسوسة النخيل الحمراء. وتكافح هذه الحشرات بجذمرة النخيل جيدًا، وإزالة الكرب القديم واستخدام طرق المقاومة الميكانيكية والحيوية والكيميائية للتقليل منها.
 
- خنفساء أبي العيد ذات الإحدى عشرة نقطة (Coccinella undecimpunctata L): 
 
من فصيلة خنافس أبي العيد (Family: Cooccinellidae)، وتبلغ الحشرة الكاملة نحو 4 - 5مم في الطول، ولون الغمدين أصفر يميل إلى البرتقالي، ويوجد عليها 11 نقطة سوداء لامعة، أما بقية الجسم فملون باللون الأسود. وتتغذى الحشرات الكاملة واليرقات على المنّ والبق الدقيقي، وقد سجل أكثر من 5000 نوع تحت هذه الفصيلة، وتنتشر هذه الحشرات انتشارًا عالميا واسعًا، وتوجد أنواع كثيرة منها منتشرة في مناطق المملكة المختلفة  . 
 
وتعد خنافس أبي العيد ويرقاتها من الحشرات المفترسة وإن كان تكوينها الجسمي لا يرقى إلى ما عليه الحال في الخنافس الأرضية الأخرى، وربما كان السبب في ذلك طبيعة فريستها، وهي حشرات المنّ، والبق الدقيقي، والحشرات الصغيرة الضعيفة المماثلة، وجميعها حشرات خفيفة وبطيئة الحركة ورقيقة الجلد لا حول لها ولا قوة، ولقد لوحظ أن إناث هذه الحشرة تضع بيضها المستدير ذا اللون الأصفر في مجموعات صغيرة على أوراق النباتات المصابة بالمنّ، وبعد فقس البيض تخرج منه اليرقات الصغيرة التي تجد نفسها جوار غذائها الشهي وهو في متناول يدها، حيث لا تقوم بأي نشاط جديد أو عملية مطاردة؛ لذا يقال إن إناث أبي العيد تدلل صغارها. واليرقة مبططة عريضة من الأمام مستدقة نحو طرفها الخلفي، ولونها أسود عليه بقع صفراء، ويظهر من هذا أن الأطوار اليرقية لا تحتاج إلى معدات خاصة في الجسم، كما أنها لا تحتاج إلى وجود صفات الخفة والذكاء التي تتميز بها عادة الحشرات المفترسة الأخرى، وتنسلخ اليرقة أربع مرات ثم تتحول إلى خادرة على الأوراق أيضًا، ثم تخرج منها الحشرة الكاملة.
 
تعد خنافس أبي العيد من الحشرات النافعة والمستخدمة على نطاق واسع في مجال المكافحة الحيوية (Biological Control)؛ إذ تربى هذه الحشرات معمليا، ثم تنشر للمساعدة في القضاء على بعض الآفات الزراعية التي منها حشرات المن؛ لذا لا بد من المحافظة على مثل هذه الأعداء الطبيعية، ومحاولة تهيئة البيئة المناسبة للإكثار منها والمحافظة عليها؛ ما يساعدنا في التقليل من تلويث البيئة بالمبيدات الكيميائية وغيرها إذا ما زاد استخدامها في مكافحة الآفات.
 
 رتبة حرشفية الأجنحة (Order Lepidoptera):
 
إحدى رتب الحشرات الكبيرة، ووصف منها حتى الآن أكثر من 120.000 نوع تتبع 77 فصيلة، منها 12 - 15 فصيلة تعرف بـ (أبي دقيق) (Butter Flies)، بينما تمثل بقية الفصائل الفراشات (Moths). وتختلف الحشرات التابعة لهذه الرتبة في الحجم اختلافًا كبيرًا، والأجنحة مغطاة بحراشف متراكبة ذات أشكال وألوان. ويظهر أن هذه الرتبة من أكثر رتب عالم الحشرات محاكاة للبيئة، وأجزاء الفم في الحشرات الكاملة متحورة للامتصاص، ويرقاتها أسطوانية، والعذارى من النوع المكبل. وكثير من الأنواع ذات أهمية اقتصادية وطبية  . 
 
- أبو دقيق الكرنب (Pieris rapae L): 
 
من فصيلة بيريدي (Family: Pieridae)، تمتاز الحشرة الكاملة بلونها الأبيض، وهي ذات بقع سوداء؛ واحدة في الذكر واثنتان في الأنثى، وتسمى محليًا (سرو الملفوف)  .  وتعد هذه الحشرة واسعة الانتشار؛ حيث توجد في أوروبا، وتنتشر في جميع أنحاء المملكة، وتصيب الكرنب، والقرنبيط، واللفت، والفجل، والخس، والحشائش الشتوية، وتتسبب في إلحاق الضرر بها.
 
تنسلخ الخادرات عن فراشات، حيث تبدأ مباشرة - بعد يوم واحد - عملية التزاوج، ثم تبدأ بوضع البيض بعد يومين صيفًا وأربعة أيام شتاءً، وتضع الأنثى البيض فرادى، وتلصقه عموديا على السطح السفلي للأوراق، وتضع الأنثى الملقحة 70 - 250 بيضة، ويفقس البيض بعد 8 - 9 أيام في الشتاء، وبعد 3 أيام في الصيف عن يرقة تمر بـ5 أعمار. ويتغذى العمر الأول على قشرة البيضة ولونه أصفر، والعمر الثاني على طبقة البشرة فقط في الأوراق محدثة جروحًا سطحية، أما العمر الثالث فهو نشيط وكثير الحركة، ويهاجم البراعم الطرفية والأوراق الجديدة وتقرض حواف الأوراق. بينما يستطيع العمر الرابع الهجرة من نبات إلى آخر، ويعدّ العمر الخامس أخطر الأعمار، ولون الأعمار المتغذية على النبات أخضر يتحول بعدها إلى خادرة لونها رمادي مخضر تكون عمودية على أوراق العائل، وتستمر أكثر من أسبوعين متحولة بعدها إلى حشرة كاملة. وتستغرق مدة الجيل نحو شهرين في الشتاء وشهر واحد في الصيف، ولهذه الحشرة نحو عشرة أجيال في السنة، وليس لها بيات شتوي، ويمكن مكافحتها إما بجمع اليرقات وإعدامها أو رشها بالمبيدات الكيميائية أو استخدام طرق المكافحة الحيوية.
 
 رتبة غشائية الأجنحة (Order Hymenoptera):
 
تشمل هذه الرتبة أنواع النحل والزنابير والنمل، وتتفاوت أحجامها بين 0.2 و 65مم في الطول، ويعد كثيرٌ منها ذا نفع لبيئة الإنسان، خصوصًا في النواحي الزراعية، من حيث أهميتها في مجال المقاومة الأحيائية وبخاصةٍ للآفات المستوردة، ونحل العسل ذو أهمية في مجال تلقيح الأزهار وإنتاج العسل والشمع، ووصف منها أكثر من 110.000 نوع تتبع 77 فصيلة منتشرة في أنحاء العالم. وتتميز بأجزاء الفم وآلة وضع البيض وبالقدرة على الافتراس؛ إذ يوجد أكثر من 50.000 نوع من هذه الحشرات المفترسة، وهذا يجعلها من أكثر رتب الحشرات أهمية في مجال المقاومة الأحيائية  .  والتحول فيها تام، واليرقات أسطوانية نباتية التغذية غالبًا أو دودية مختلفة في تغذيتها بين الطفيلية أو الرميّة، والخادرة حرة أو داخل شرنقة.
 
- النمل الحقيقي (Monomorium pheraonis L, 1758): 
 
من فصيلة النمل (Family: Formicidae)، وهو حشرة صغيرة الحجم، لونها أحمر فاتح، وتتميز بوجود الخصر المكون من عقلتين، وقرن الاستشعار المرفقي. وهناك أنواع متعددة من النمل، منها نملة العث، والخشب، وحرامي الحلة (القعس).
 
النمل الحقيقي عالمي الانتشار، وهو موجود في جميع مناطق المملكة، وتبني هذه الحشرة مساكنها في جميع الأمكنة بما في ذلك المنازل والفتحات التي توجد في النباتات أو في سراديب تحفرها في الخشب أو في أنفاق تحفرها تحت السطح، وهذه الأنفاق منفصلة بحجرات تتخذ بعضها مخزنًا والبعض الآخر حجرات للحضانة، وبعضها قد يستعمل لأغراض أخرى. ويعيش النمل معيشة اجتماعية في مستعمرات تتكون كلٌّ منها من ملكات وذكور وشغالات، والملكة وظيفتها إنتاج البيض، والذكور مهمتها إخصاب الملكات مرة واحدة في حياتها وبعدها تموت، أما الشغالات من جميع الدرجات فهي لمختلف الوظائف. وتتميز الملكة بكبر حجمها، وكبر أعضائها التناسلية، وضخامة فكوكها العلوية والجزء الخلفي من بطنها، ويتغذى بعض النمل على بقايا الحيوانات، وأخرى على النباتات أو الفطر أو العصارات النباتية أو الأغذية السكرية أو اللحمية، ويعدّ الكثير من النمل آفة ضارة في المنازل والمطاعم وغيرها من الأمكنة؛ نتيجة تغذيتها على الأطعمة النباتية وغيرها من المواد. ومن عجائب النمل أنه لا يتعرض لصرصور أو عقرب أو جرادة أو جُعل ما لم يكن به جرح، فإذا أصابه شيء منها وثب عليه وهو حي لا يفارقه حتى يقتله، ويفعل النمل الشيء نفسه مع الحيات والثعابين إذا أصابها خدش أو جروح، وللنمل تحور كامل في دورة حياته؛ حيث يمر بأطوار البيضة، فاليرقة، فالخادرة، ثم الحشرة الكاملة.
 
شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook