أنواع الحشرات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع الحشرات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

أنواع الحشرات في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
الرعاش نجرا (اليعسوب) (Selysiothemis nigra) (Vander Linder 1825) (Dragon fly): 
 
يتبع الرعاش نجرا رتبة الرعاشات (اليعسوبيات) (Order Odonata)، وفصيلة الرعاشات الملونة (Family Libellulidae)، وهو واسع الانتشار في شمال إفريقية وفلسطين والعراق، وكذلك السند وكشمير، وهذا أول تسجيل له في الجزيرة العربية، وينتمي إلى النوع الصحراوي الإفريقي (Eremic)، وهو يجمع بين صفات الأنواع القطبية الشمالية (Palaearctic species) والأنواع الإفريقية الاستوائية (Afrotropical species)، وتعد فصيلة الرعاش الملونة من أكبر فصائل الرعاشات، وهي سائدة في المناطق الاستوائية، وتضم معظم اليعسوبيات الشائعة، ويوجد منها في العالم نحو 4950 نوعًا.
 
والرعاش نجرا حشرة صغيرة إلى متوسطة الحجم، ذات رأس كروي كبير متحرك، يضيق من الخلف إلى عنق رفيع، وله أجزاء فم قارضة من النوع السفلي (Hypognathus)، وله فكان علويان مسننان، والعيون كبيرة مركبة متعددة السطيحات ذات حواف خلفية مستقيمة، ولدى الرعاش قرون استشعار قصيرة شعرية، وثلاث عيون بسيطة، أما الصدر فهو ضخم، وينقسم إلى صدر أمامي مختزل متحرك، وصدر وسطي وخلفي ملتحمين في صدر مجنح قوي ذي بلورة جانبية متضخمة، أما الأجنحة فمتشابهة، وبها تعريق شبكي كثيف، وبقع وأشرطة ملونة.
 
وللرعاش ثلاثة أزواج من الأرجل، ويكون الزوج الأول فيها قصيرًا، وتتصل جميعها بمقدم حلقات الصدر الثلاث؛ مما يجعل الفريسة أقرب ما تكون لأجزاء الفم، أما البطن فهو أسطواني طويل ونحيل، ويتكون من إحدى عشرة حلقة. ويعيش بالقرب من البرك والمستنقعات وجداول المياه، وهو سريع الطيران على الرغم من التركيب البدائي للصدر.
 
والرعاش كما هو معروف من المفترسات القوية النشطة، ويساعده في ذلك البنية التركيبية التي تيسر له الافتراس الفعال، وذلك من خلال الوضع التركيبي للأرجل، والأعين نصف الدائرية التي تسمح بالرؤية بزاوية قدرها 360 ْ؛ مما يزيد من مجال الإبصار لديه إلى أقصى حد، ويقضي الرعاش وقتًا طويلاً في البحث والتعقب والانقضاض على الفرائس، أما الحورية فلها عضو قوي للقنص متحور عن الشفة السفلى.
 
ويعد الرعاش من الحشرات متعددة الزيجات، فالوضع المترادف بين الذكر والأنثى والدوران أثناء الطيران قد يستمر فترات طويلة قبل التلقيح وبعده، ويساعد في ذلك التكوين المميز الذي يتمثل في الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى، وكذلك في أعضاء التحور الأخرى، لتسهيل عملية القبض والإمساك بالأنثى، والمتمثلة في القرون الشرجية، وبعد عملية التزاوج تضع الأنثى البيض حرًا أو تلصقه بالأعشاب المغمورة في الماء، وعندما يفقس تخرج الحوريات التي تكون مستطيلة ونحيفة وذات جسم صلب وليس بها خياشيم قصبية خارجية، وتمضي الحورية حياتها في الماء أو الوحل في المياه الضحلة أو الساكنة إلى أن تتحول إلى حشرة بالغة.
 
ويعد الرعاش من الحشرات النافعة لأنها تؤدي دورًا مهمًا في المكافحة الحيوية ضد الحشرات الضارة، ولا سيما يرقات البعوض المائية، وقد سُجِّل هذا النوع في نجران  . 
ثانيًا: رتبة القمل الماص (Order Anoplura)
 
- قمل الرأس (Pediculus capitis De Geer 1778 Head louse): 
 
يتبع قمل الرأس رتبة القمل الماص (Order Anoplura)، وفصيلة قمل الإنسان (Family Pediculiidae)، وهو من الحشرات عالمية الانتشار، ويوجد منها نحو 250 نوعًا ماصًا للدماء، وتتطفل خارجيًا على الثدييات المشيمية خصوصًا الإنسان، وقملة الرأس حشرة خارجية الجناح، ذات جسم متحور يتناسب مع طبيعتها الطفيلية، ويتمثل ذلك في غياب الأجنحة، واختزال العيون، وقصر قرن الاستشعار، وغياب القرون الشرجية، وتفلطح الجسم وانسيابه؛ وكذلك تحور أجزاء الفم إلى أداة للثقب والمص، فتصبح ثلاثة مخاريز إبرية قابلة للسحب إلى الداخل في كيس مخروطي الشكل، بالإضافة إلى تحور رسغ الأرجل لتصبح عقلة واحدة تنتهي بمخلب واحد مقوس معد للتعلق بشعر العائل.
 
وقمل الرأس حشرة صغيرة لا يتجاوز طولها 2.5 مم، وذات لون أبيض رمادي فاتح، وجسم صلب منضغط من أعلى إلى أسفل، ورأس مخروطي الشكل، وصدر صغير نسبيًا، أما البطن فيتكون من 9 حلقات واضحة، ولا تنتهي الحلقة الأخيرة بقرون شرجية، كما أن للأنثى زوجًا واحدًا من الزوائد التناسلية لإلصاق البيض على شعر العائل  ،  وتضع الأنثى الواحدة عددًا من البيض يراوح بين 50 و 150 بيضة   خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام. وتقوم الأنثى بلصقه بشعر العائل بمادة لزجة لاصقة، أما شكل البيض فهو بيضوي مفلطح من أحد الجانبين يعلوه غطاء، ويسمى البيض بالصئبان، وتختار الأنثى لوضع البيض أمكنة معينة، مثل: أعلى الرقبة وخلف الأذنين، وبعد أسبوع من وضع البيض يبدأ في الفقس، وتخرج الحوريات التي تتغذى بشراهة، ثم تنسلخ ثلاثة انسلاخات خلال نموها، ثم تصبح بعد ذلك حشرة بالغة، وذلك بعد نحو عشرة أيام لتتكاثر من جديد.
 
وتهتم القطاعات الطبية والبيطرية بقمل الرأس؛ إذ إنه ناقل لكثير من الأمراض الخطيرة نظرًا للعلاقة المباشرة بينه وبين الإنسان، بالإضافة إلى ما يسببه من فقر للدم (أنيميا)، والتهابات حادة واحمرار في الجلد نتيجة الوخز المتكرر، وتسمى هذه الظاهرة بمرض القمل (Pediculosis)، ومن أهم الأمراض التي ينقلها القمل عمومًا:
 
 مرض حمى التيفوس الوبائي (Epidemic typhus) الذي تسببه (ريكيتسيا براوزايكي) (Rickettsia prowazeki).
 
 مرض الحمى الراجعة الوبائية (Epidemic relapsing fever) ويسببها (اسبيروكيتا ريكارينتس) (Spirochaeta recurrentis).
 
 مرض حمى الخنادق (Trench fever) أو حمى (خمسة الأيام) (Five day fever)، وتسببه (ريكيتسيا كوينتانا) (Rickettsia quintana)، وعلى الرغم من أن القمل ناقل حيوي لهذه الطفيليات وحاضن لها فهي تنمو وتتكاثر داخل الخلايا الطلائية للقناة الهضمية، ومع ذلك فإن القمل لا يظهر عليه التأثر بها، وتكون العدوى بهذه الطفيليات عن طريق براز الحشرة وليس عن طريق الفم، ويتم انتقال القمل من شخص مصاب إلى شخص عادي آخر عن طريق الملامسة والاتصال المباشر وبخاصة في أمكنة الازدحام، وقد ثبت أن أطفال المدارس وبخاصة الفتيات الصغيرات هن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بسبب كثرة احتكاك بعضهن ببعض، أو استعمالهن الأدوات الخاصة بغيرهن، كالأمشاط والفرشاة وأغطية الشعر والبكلات المصنوعة من الأقمشة.
 
أما مكافحة القمل فتكون بما يأتي:
 
1- استعمال بعض أنواع من المبيدات الحشرية في المساحيق والمراهم ومستحضرات الشامبو الحديثة.
 
2- تنظيف الرأس، وذلك بحلق الشعر أو تقصيره، وتدليك فروة الرأس بفرشاة خشنة مبللة بالكيروسين وزيت القرنفل، ثم يغسل الرأس بماء ساخن مرة كل أسبوع، ويمكن دهان الرأس بالمراهم الخاصة والمتوافرة في الصيدليات، ثم غسل الرأس بمستحضرات الشامبو التي تحتوي على مواد بيريثرويدية، وقد سجل هذا النوع في شرورة  . 
 
 رتبة متجانسة الأجنحة (Order Homoptera)
 
- نطاط النبات المصري (Neolimnus aegyptiacus) (Matsumura 1908) (Leaf hopper):
 
يتبع نطاط النبات المصري رتبة البق متجانس الأجنحة (Order Homoptera)، وفصيلة سيكادبليديا (Family Cicadellidae)، وهو من الحشرات واسعة الانتشار، ويعد من البق النباتي، ويندرج ضمن سلسلة أوكنيورهنشا (Auchenorrhyncha) وتعد فصيلة نطاط النبات من أكبر فصائل رتبة متجانسة الأجنحة، وتحتوي رتبة البق متجانس الأجنحة على نحو 32000 نوع، وتتميز بأن قرون الاستشعار لديها قصيرة وشوكية الشكل، كما أن لها أجزاء فم على هيئة خرطوم تتمفصل بشكل واضح مع الرأس، بالإضافة إلى أن الأنثى تمتلك آلة وضع بيض نصلية الشكل، تستعملها في وضع البيض داخل أنسجة النبات، ونطاط النبات من الحشرات النشطة التي بإمكانها القفز والطيران، وتستطيع أن تفلت من الأعداء بسهولة.
 
وتصدر ذكور بعض أفراد نطاط النبات نداءً خفيًا لا تلتقطه أذن الإنسان دون مكبرات للصوت، على عكس حشرات السيكادا التي تصدر أصواتًا حادة مزعجة تصم الآذان، ويعمل الذكور ذلك بدافع الغريزة؛ إذ ترعب به أعداءها من الحشرات الأخرى، أو أنها تفعل ذلك استدعاءً للإناث، أو أنها تطلقها تحذيرًا لذكور حشرية تريد غزو مواطنها.
 
ويعيش نطاط النبات على لحاء النباتات العليا، وتضع الأنثى البيض داخل أنسجة النبات تحت لحاء الأشجار، وعندما يفقس تسقط الحورية إلى التربة، حيث تتخللها آكلةً جذور النبات، ثم تتحول إلى حشرة بالغة لتتكاثر من جديد وتعيد دورة حياتها، وبعض أفراد نطاط النبات ينتج الندوة العسلية (Honeydew) التي تحتوي على المادة السكرية التي يستخلصها من العصارة النباتية، ثم يخرجها من فتحة الشرج (anus) وهي مادة تجتذب إليها أفراد النمل (ants) تمامًا كما تعمل أفراد المن (aphids) في اجتذابها أفراد النمل، وبالمقابل يحميها النمل ويدافع عنها، وتسمى هذه الشراكة بالمعاشرة.
 
والغالبية العظمى من نطاطات النبات سريعة الجري والقفز والطيران، وقد تهاجر لمسافات طويلة عندما يلزم الأمر، وخصوصًا عندما يشح الغذاء في مناطقها المحلية؛ فتذهب إلى مناطق أخرى بعيدة يتوافر فيها الغذاء، وبهذا السلوك تصبح هذه الحشرات من الخطورة الاقتصادية بمكان؛ إذ إن ميلها للتحرك بين النباتات وخاصة بين عائلاتها المفضلة يتيح لها فرصة نقل كثير من المسببات المرضية للنبات، مثل: الفيروسات والبكتيريا والفطريات، وقد سُجل هذا النوع في نجران  
 
رتبة غمدية الأجنحة (Order Coleoptera)
 
- الخنفساء الحارقة (Cylindrothorax leucophthalmus bipallidus Kaszab) 1953 (Blister beetle): 
 
تتبع الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Order Coleoptera) وفصيلة الخنافس الحارقة (Family Meloidae)، وهي واسعة الانتشار في شرق إفريقية وجيبوتي وجنوب غرب الجزيرة العربية، وتتميز باستطالة الجسم، وبرأس مثني إلى أسفل، كما يوجد اختناق بين الرأس والصدر، وللذكر قرون استشعار فريدة؛ حيث تكون الحلقة الثالثة والحلقات التي تليها مفلطحة، وتكسوها من أسفل شعيرات سوداء طويلة وقوية ومنتصبة، أما الأجنحة الخلفية فلها بريق معدني أصفر، وبريق معدني أزرق، كما توجد عليه بقع زوجية، زوج منها أمام الصدر الأمامي، وزوج عند قاعدته.
 
والخنفساء الحارقة من عاشقات الأزهار؛ إذ تتغذى على رحيقها وعلى حبوب اللقاح، في حين يتغذى بعض أفراد هذه الفصيلة على بيض الجراد والنحل، كما يتميز بعضها بأن له يرقات حرة المعيشة تعرف بـ (triungulin)، وهي يرقات منبسطة في عمرها الأول، ولها ثلاث زوائد رفيعة عند نهاية كل رجل؛ لذا سميت بـ (تراينفيولين)، وتلصق هذه اليرقات نفسها على ظهر النحل الذي يزور الأزهار من أجل الاغتذاء على رحيقها، فينطلق بها إلى أعشاشه، حيث تتحول اليرقات هناك إلى يرقات عديمة الأرجل، تتغذى على حبوب اللقاح والعسل وبيض النحل، وبعض اليرقات تتجول على الأرض بحثًا عن بيض الجراد المدفون تحت التربة. وتعد يرقات الخنفساء الحارقة من اليرقات النافعة التي يمكن استخدامها في مكافحة الجراد، تلك الآفة الحشرية الضارة بالنباتات والمحصولات الزراعية.
 
أما من الناحية الطبية فمعروف عن الخنافس الحارقة أنها تفرز مركب الكانثارادين (Cantharadin)، المادة الحارقة التي تتسبب في حدوث التهابات جلدية حادة عند ملامستها. وأما استخداماتها الطبية فقد ثبت بالتجربة أن مركب الكانثارادين يعمل بوصفه دواءً مدرًا للبول (diuretic)، وعقارًا مقويًا للشهوة الجنسية (aphrodisiac) لدى الإنسان، كما يستعمل غسولاً للشعر، ولكن ثبت أخيرًا أنه مضر بالشعر، وقد سُجل هذا النوع في نجران  . 
 
- خنفساء الماء المترممة (Laccobius praecipuus Kuwert Wate Scavenger beetle):
 
تتبع خنفساء الماء المترممة رتبة غمدية الأجنحة (Order Coleoptera) وفصيلة الخنافس المائية (Family Hydrophilidae)، وهي حشرة واسعة الانتشار في سيناء وفلسطين والجزيرة العربية؛ وبخاصة في المناطق الجنوبية والغربية، وتنتمي أساسًا إلى النوع الإثيوبي لما بينها وبين المجموعات الإثيوبية من صلات رئيسة، وتبدي بعض أفراد خنافس الماء - وخصوصًا تلك المستوطنة على ارتفاعات عالية - تنوعًا كبيرًا في الشكل واللون، فتبدو داكنة وغليظة؛ مما يجعلها قريبة في صفاتها من أنواع أخرى تندرج معها تحت جنس لكوبيوس (Genus Laccobius)؛ وبخاصة النوع لكوبيوس إكزيميس (L.eximius).
 
وتتميز خنفساء الماء بأن قرون الاستشعار فيها قصيرة، والعقلة الثالثة منها صولجانية الشكل، كما أن لها ملماسًا فكيًّا طويلاً مكونًا من أربع شدف، وأرجلها الخلفية مجدافية الشكل، حيث يتفلطح فيها الساق والرسغ، وتنمو عليهما شعيرات كثيفة تتجه إلى الخلف؛ لتساعدها على العوم والسباحة في الماء، وتستطيع خنفساء الماء المترممة أن تعيش في جميع المواطن المائية العذبة دون استثناء، كما أنها سهلة الانجذاب نحو الضوء، وغذاؤها الأساس الأعشاب الميتة أو الكائنات الحيوانية المتحللة، أما اليرقات فهي من المفترسات، وهي ذات أجسام متطاولة ومدببة من الطرفين، كما أن لها مخلبًا رسغيًا واحدًا في كل رجل. وقد سُجل هذا النوع في نجران  
 
رتبة حرشفية الأجنحة (Order Lepidoptera)
 
- فراشة فيلبي (Polymona philbyi Wiltshire 1980 Tussock Moth):
 
تتبع فراشة فيلبي رتبة حرشفيات الأجنحة (Order Lepidoptera) وفصيلة ليمانتريدي (Family Lymantriidae)، كما تعد من الفراشات المحلية؛ إذ إنها تُكتشف لأول مرة في الجزيرة العربية، ولا يعرف سوى القليل عن مدى انتشارها وعن بيولوجيتها  ،  وتتميز فراشة فيلبي بأن الذكر فيها أصغر قليلاً من الأنثى، وأن أجنحته ضيقة نوعًا ما، في حين تكون أجنحة الأنثى كبيرة وغليظة وحسنة التكوين، أما الأجنحة الأمامية فهي داكنة ومتجانسة ومنقطة، في حين تكون الأجنحة الخلفية بيضاء وضبابية؛ أي أنها أقل بياضًا من مثيلاتها من الأنواع الأخرى، وعادة ما تكون حوافها غير متعرجة (infuscated)، أما قرون الاستشعار فهي مشطية مضاعفة في الذكر، بسيطة في الأنثى، وتمضي غالبية أفراد هذه الفصيلة نشاطها ليلاً خصوصًا عند الغسق والفجر، وهي من الفراشات سريعة الطيران، وتطير مباشرة أكثر من أن ترفرف، وتضع بعض إناث هذه الفصيلة البيض وتغطيه بشعر البطن، أو تفرز عليه إفرازات رغوية سرعان ما تجف وتتصلب، كما تتميز اليرقات بوجود خصلات من الشعيرات الواضحة على جسمها، وبعض هذه اليرقات تكون فيها هذه الشعيرات سامة، وتؤدي إلى إثارة الحساسية في الجلد؛ وبخاصة لدى بعض الأشخاص؛ مما يسبِّبُ هيجانًا والتهابات جلدية حادة. وقد سُجل هذا النوع في الحصينية في نجران.
 
- الفراشة ذات الذيل الخطّافي (Papilio demoleus demoleus Linn.1764 Swallow tail): 
 
تتبع رتبة حرشفيات الأجنحة (Order Lepidoptera) وفصيلة الفراشات ذات الذيول الخطافية (Family Papilionidae)، وهي حشرة واسعة الانتشار، ويرتبط وجودها بمزارع أشجار الموالح (Citrus)، وتتميز بجمالها وألوانها الأخاذة، وشكلها الرشيق، ويمكن التعرف إليها بسهولة من خلال استطالة الحافتين الخلفيتين للجناحين الخلفيين على شكل بروزين واضحين في نهايتهما الخلفية، كما أن لها قرون استشعار صولجانية، وأجزاء فم ماصة تستعملها في امتصاص رحيق الأزهار، أما الأجنحة الأمامية فلها حراشف ذات ألوان سوداء وصفراء وبنية. وتعيش الفراشة البالغة على أشجار الموالح وفي الحدائق، أما اليرقات فهي خضراء أسطوانية الشكل ذات جسم رخو، وبعضها تنمو عليه شعيرات قصيرة ناعمة، وجميع يرقات فصيلة الفراشات ذات الذيول الخطافية مزودة بتراكيب لحمية غدية، وهي أنبوبة غدية، متفرعة على شكل حرف (Y) تقع على الناحية الظهرية تسمى (أوزموتيريوم) (Osmoterium)، ويخرج منها إفراز ذو رائحة منفرة، وبتحليل هذه المادة المفرزة اتضح أن بها مركبات نباتية ذات رائحة كريهة طاردة، وعندما تواجه اليرقات خطرًا ما فإنها تضغط على هذه الغدد التي تشبه الجيوب، فتنقلب لتفرغ ما بها من إفرازات؛ فتبعد الخطر عنها، وتتغذى اليرقات في أطوارها الأولى على أشجار الليمون والبرتقال؛ ولذلك تعد من أشد الآفات الحشرية تدميرًا للفاكهة وخصوصًا البرتقال والليمون، وقد سُجل هذا النوع في نجران  . 
 
أما مكافحتها فتكون في إطار الإستراتيجية الحديثة، بتقليص الضرر الناتج من هذه الفراشة الضارة إلى أدنى حد ممكن، وذلك عن طريق:
 
 استعمال أصناف من الموالح مقاومة لها.
 
 إزالة الحشائش التي تعد مأوى لإخفاء الحشرة ويرقاتها المتساقطة.
 
 استعمال المبيدات الحشرية مثل الملاثيون وغيره من المركبات الكيميائية التي أثبتت فعاليتها في مكافحتها.
 
 المكافحة الحيوية باستخدام الحشرات النافعة أو العنكبوتيات في القضاء على الفراشة.
 
 الضبط الزراعي في زراعة الموالح، مثل: تقديم زراعتها أو تأخيرها تبعًا لظهور الحشرة والطور الضار فيها.
 
- الفراشة المكبرتة (Colias croceus Geoffroy 1785 Sulphur butterfly): 
 
تتبع الفراشة المكبرتة رتبة حرشفيات الأجنحة (Order Lepidoptera) وفصيلة الفراشات البيضاء والمكبرتة (Family Pieridae).
 
وهي إحدى الفراشات المستوطنة في جبال شمر وطويق، ولكنها استطاعت أن توسع مجال استيطانها نحو الجنوب والغرب، وأصبحت جزءًا من المجموعة الحشرية في منطقة نجران، وتنتمي إلى مجموعة كبيرة من الفراشات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وتوصف بأنها صغيرة أو متوسطة الحجم، ويغلب على أفرادها اللون الأبيض والأصفر والبرتقالي، كما يحيط اللون الأسود بحواف أجنحتها، أما قرون الاستشعار فهي صولجانية الشكل، كما أن لها أجزاء فم ماصة، ولها أرجل أمامية حسنة التكوين، والمخالب الرسغية بسيطة ذات شقين، والبطن أسطواني رخو، ويبدو التمايز الجنسي (sexual dimorphism) في الفراشة المكبرتة واضحًا، وتعيش على الكلأ العشبي والبرسيم ونبات القتّ والقضب (Medicago sativa)، وهو نوع من النباتات العشبية من القرنيات، منه أنواع تزرع وأنواع تنبت برية في المروج والحقول.
 
ومعروف عن هذا الجنس كولياس (Genus Colias) أن كل أنواعه من الفراشات هي أنواع مهاجرة، حيث تبدأ الأفراد المحلية بالتحرك والتجمع فوق قمم المرتفعات والتلال، وتتجول الذكور لتحديد مواقع التزاوج، ولبعضها مدى سكني تجعله مركزًا للانطلاق والتحرك بحثًا عن الإناث.
 
ويعد هذا الجنس مهمًا جدًا؛ حيث إنه أصبح الهدف المفضل لكثير من الأعمال البحثية والتحليلية؛ إذ أسهمت البحوث عليه في تفهم القواعد الوراثية لظاهرة تغير المظهر، وكان أول وصف للجين المحدد للجنس قد نُفّذ في هذا الجنس.
 
والفراشة المكبرتة هي من أجمل الفراشات البرية، وتسعى كثير من المتاحف والمعارض إلى اقتناء مثل هذه الأنواع الجميلة من الفراشات لغرض الحفاظ عليها، ومن أجل الاستمتاع بجمالها ومنظرها، وكذلك فإن الحاجة تدعو أيضًا إلى مزيد من البحث والدراسة على مثل هذه الكائنات الجميلة للاطلاع على أسرارها وحياتها وسلوكها وطريقة معيشتها ونفعها وضررها، إلى ما هنالك من جوانب مثيرة حولها. وقد سُجل هذا النوع في نجران 
 
رتبة غشائية الأجنحة (Order Hymenoptera)
 
- نملة أفابليس (Crematogaster affabilis Forel) 1908:
 
تتبع نملة أفابليس رتبة غشائية الأجنحة (Order Hymenoptera) وفصيلة النمل الحقيقي (Family Formicidae)، وهي واسعة الانتشار في الجزيرة العربية، فتوجد في القحمة على ساحل البحر الأحمر بين مستنقعات أشجار المانجر، وكذلك توجد في صلالة بعمان على ساحل الخليج العربي بين مستنقعات المانجرو، كما توجد أيضًا في أبي عريش وجبال فيفا وفيضان وادي أبها ونجران ووادي مغسلة في اليمن  ،  وتتميز نملة أفابليس بشكلها ولونها الأسود والأسود البني، كما أنها تتميز برأس ضيق نسبيًا، وزوج من قرون الاستشعار مرفقية الشكل، بالإضافة إلى وجود أشواك طويلة ناعمة دقيقة على الناحية الظهرية لحلقتي الصدر الخلفيتين وحلقة البطن الأولى المتحدة بعضها مع بعض في تركيب يسمى البروبوديوم (propodeum)، أما الخصر (petiole) وهو الجزء المتخصر بين الصدر والبطن، فنادرًا ما يكون أعرض من الطول، كما أنه لا توجد حافة بارزة على الظهر الأوسط، وتعيش نملة أفابليس في مستعمرات سكّانية كبيرة أسفل جذوع الأشجار الكبيرة، وتتسلق فروع الأشجار في سلسلة طويلة من الأفراد، الواحدة تلو الأخرى، كما تشاهد بعض الخنافس المحبة للنمل (myrmedonin beetles) بين مستعمراته السكّانية أسفل جذوع الأشجار، والخنافس مرافقة لجيش النمل، والعلاقة بين النمل والخنافس علاقة وثيقة وتقضي بعض الخنافس جزءًا كبيرًا من حياتها داخل أعشاش النمل، وتسمى هذه العلاقة باسم المعاشرًات أو الشركاء (inquilines)؛ حيث تنشد هذه الخنافس بمعايشتها النمل الحماية من المفترسات والطفيليات أو الدفء بين أفراد مجتمع النمل أثناء انخفاض درجات الحرارة شتاءً، أو قد تحصل بمعايشتها النمل على فائض من الغذاء، وتمارس بعض أنواع النمل من جنس (Genus Formica) الرق والعبودية، فتهاجم شغالات بعض هذه الأنواع مثل (Formica sanguinea) أعشاش نمل آخر من جنس (Formica)، وتسرق منها العذارى، وتحملها إلى أعشاشها، وعندما تتحول هذه العذارى إلى حشرات بالغة تصبح أفرادًا لأنواع أخرى تعيش بوصفها معاشرًات في أعشاش النمل الآخر، وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة التطفل الاجتماعي (Social parasitism). وقد سُجل هذا النوع في نجران.
 

 

شارك المقالة:
101 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook