أنواع الصدفية وأعراضها

الكاتب: وسام ونوس -
أنواع الصدفية وأعراضها

 

 

أنواع الصدفية وأعراضها

 

تظهر أعراض الصدفية على شكل نوبات اشتداد تحدث لفترات زمنية مختلفة، تفصل بين النوبة والثانية عادةً فترات من الهدوء وتراجع في حدّة الأعراض والتي يمكن أن تتراوح بين شهر و12 شهرًا، وتجدر الإشارة إلى اختلاف طريقة ظهور الأعراض وحدّتها تبعاً لنوع الصدفية الذي يؤثر في الفرد. وفيما يأتي بيان لأهم أنواع الصدفية والأعراض التي قد تظهر على المصابين بها:

  • الصدفية اللويحية: تمثّل الصدفية اللويحية (بالإنجليزيّة: Plaque psoriasis) أكثر أنواع الصدفية شيوعاً، وتظهر على شكل لويحات جلدية جافّة وحمراء ومغطّاة بقشور فضية، وقد تُسبّب الحكة أو الألم، وفي الحقيقة يمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم سواء كان بمساحات كبيرة أو قليلة من الجلد، وقد تُسبّب التشقّق ونزف الدم من الجلد المحيط بالمفاصل.
  • صدفية فروة االرأس: تظهر صدفية فروة الرأس (بالإنجليزيّة: Scalp psoriasis) على شكل مناطق جلدية حمراء مثيرة للحكّة، تعلوها قشور بيضاء مائلة للفضي، ويمكن للفرد ملاحظة قشور من الجلد الميّت في الشعر وعلى الكتف وذلك بعد حكّ فروة الرأس في الغالب، وفي الحقيقة يمكن أن تمتدّ هذه البقع المتقشّرة إلى ما بعد خطّ الشعر، كما يمكن أن تُسبّب نزف الدم عند إزالتها، وعادةً تبدأ الصدفية في الظهور لدى الأطفال على فروة الرأس. وحسب دراسة نشرتها مجلّة امراض المفاصل والروماتيزم (بالإنجليزيّة: Reumatologia journal) عام 2018 م، فإنّ نسبة حدوث صدفية فروة الرأس بين مرضى الصدفية تصل إلى 45-56%، وفي إحدى الدراسات الوبائية وجد أنّ 90% من مرضى الصدفية قد يُصابوا بصدفية فروة الرأس في وقت ما من حياتهم.
  • صدفية الأظافر: يمكن لصدفية الأظافر (بالإنجليزيّة: Nail psoriasis) أن تؤثر في أظافر اليدين والقدمين، ويمكن ملاحظتها من خلال ظهور حفر في الاظافر، بالإضافة إلى نموّها بطريقة غير طبيعية، وتغيّر لونها، ويمكن أن تصبح هذه الأظافر هشّة وتنفصل عن قاعدة الظفر، وفي بعض الحالات يمكن أن يتفتّت الظفر، وتجدر الإشارة إلى أنّ صدفية الأظافر يمكن أن تحدث مع نوع آخر من الصدفية مثل الصدفية اللويحية.
  • الصدفية القطروية: تشيع الصدفية القطروية أو النقطية (بالإنجليزيّة: Guttate psoriasis) لدى الأطفال والبالغين الصغار كما أشرنا سابقًا، وعادةً ما تظهر على شكل تقرّحات صغيرة محمرّة، ومغطاّة بقشور ناعمة رقيقة تختلف عن قشور الصدفية اللويحية السميكة، وفي الغالب تظهر هذه الصدفية على جذع الجسم والذراعين والساقين، ويمكن أن تظهر هذه العلامات لمرّة واحدة، أو أنّها قد تتكرّر على شكل نوبات.
  • صدفية الثنيات: تظهر صدفية الثنيات (بالإنجليزيّة: Inverse psoriasis) على شكل بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة ولكنّها غير متقشّرة، وعادةً ما تؤثر في مناطق الثنيات الجلدية وهي؛ تحت الإبط، ومنطقة أصل الفخد، وتحت الثديين، وحول الاعضاء التناسلية ويُطلق على صدفية الثنيات أسماء اخرى ومنها؛ الصدفية المذحية أو صدفية الجلد المتقابل (بالإنجليزيّة: Intertriginous psoriasis)، والصدفيّة التعرّجية (بالإنجليزيّة: Flexural psoriasis).
  • الصدفية البثرية: قد تظهر الصدفية البثرية (بالإنجليزيّة: Pustular psoriasis) على شكل بقع واسعة الانتشار أو بقع صغيرة تؤثر في اليدين، أو أطراف أصابع اليدين، او القدمين، وفي الحقيقة يمكن أن تتطوّر الصدفية البثرية بشكل سريع؛ حيث إنّ ظهور البثور المليئة بالقيح يحدث بعد بضع ساعات فقط من احمرار الجلد وزيادة حساسيته، وتتعافى هذه البثور خلال عدّة أيام ولكنّها تعود لتظهر من جديد لاحقاً.
  • الصدفيّة المحمّرة للجلد: تُعدّ الصدفية المحمّرة للجلد (بالإنجليزيّة: Erythrodermic psoriasis) النوع الأقلّ انتشارًا وشيوعًا، ويمكن أن تؤثر في كامل الجسم بحيث يظهر طفح جلدي أحمر اللون ومتقشّر يغطّي الجسم بأكمله، وقد يُسبّب شعور المصاب بالحكة والحرقة الشديدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع الصدفية).

ولمعرفة المزيد عن أعراض الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض الصدفية).

 

أسباب الصدفية

لفهم أسباب الصدفية لا بُدّ من بيان أنّ الجسم يُنتج في الوضع الطبيعي خلايا جلدية جديدة من أعمق طبقات الجلد، ثم تنتقل هذه الخلايا تدريجياً خلال طبقات الجلد حتى تصل إلى الطبقة العلوية، وحينها تموت الخلايا القديمة للجلد وتتقشر وتُزال بشكل طبيعي، وعادةً تستغرق هذه العملية من 3 إلى 4 أسابيع، ولكن في حالة الإصابة بالصدفية فإن عملية استبدال خلايا الجلد تتم بسرعة أكبر، حيث تستغرق هذه العملية عدة أيام تتراوح ما بين 3 إلى 7 أيام فقط، مما يؤدي إلى التراكم السريع للخلايا الجلدية غير مكتملة النضوج على سطح الجلد، وهذا بدوره يسبب ظهور بقع حمراء متقشرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ السبب الحقيقي لحدوث هذه المشكلة ما زال غير معروف، ولكن تشير الأبحاث إلى أنّ الجهاز المناعي له دور رئيسي في الإصابة بالصدفية.


ولفهم علاقة الجهاز المناعي بمرض الصدفية تجدر الإشارة إلى أنّ وظيفة الجهاز المناعي تكمن في الدفاع عن الجسم ضدّ الأمراض كما يساهم في مقاومة الجسم للعدوى، ويتكون من العديد من أنواع الخلايا ومنها؛ خلايا الدم البيضاء التائية (بالإنجليزية: T cells)؛ حيث تعمل هذه الخلايا بالوضع الطبيعي كوسيلة دفاع عن الجسم، حيث تتصدى للجراثيم والأجسام الغريبة التي تدخل إليه، مثل:البكتيريا والفيروسات، وتتخلص منها، ولكن عند الإصابة بالصدفية فإنّ الخلايا التائية تُهاجم خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، بدلاً من مهاجمتها للأجسام الغريبة، كما تُحفّز الخلايا التائية مفرطة النشاط الجلد لإنتاج خلايا جلدية سليمة أسرع من المعتاد، بالإضافة إلى تحفيزها الجهاز المناعيّ لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء التائية وخلايا الدم البيضاء المتعادلة، وعندما تنتقل هذه الخلايا إلى سطح الجلد فإنها تُسبّب احمراره وخروج القيح، كما يُسبّب اتّساع الأوعية الدموية في المناطق المتأثرة بالصدفية احمرار الجلد والشعور بالدفء بالمنطقة المصابة، ومع تسارع هذه العملية تتراكم الخلايا الجلدية وتظهر البقع المتقشّرة على سطح الجلد.


وتجدر الإشارة إلى أنّ السبب وراء هذا الخلل الحاصل في عمل الخلايا التائية غير واضح بشكل كامل، ولكن يُعتقد أنّ هناك دور لكلّ من العوامل الوراثية، والعوامل البيئية في ذلك،وقد وجد العلماء بأنّ هناك جينات معيّنة تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالصدفية؛ حيث يمكن أن تنتقل هذه الجينات ضمن أفراد العائلة الواحدة، ولكن لا يُعدّ الرابط بين الجينات والإصابة بالصدفية من الأمور الواضحة بشكل تامّ؛ إذ إنّ بعض المصابين بالصدفية لا يحملون هذه الجينات، وفي المقابل توجد هذه الجينات لدى بعض الأشخاص الذين لا يتطور لديهم مرض الصدفية.

ولمعرفة المزيد عن أسباب الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب مرض الصدفية).

 

مُحفّزات الصدفية

توجد العديد من المحفّزات التي يمكن أن تتوفّر في محيط الأفراد بشكل يوميّ وتؤدي إلى ظهور الصدفية لأول مرّة أو قد تزيد الأعراض سوءًا، ومنها؛ الضغط النفسي والتوتر، والتعرّض لإصابات الجلد كالجروح أو حروق الجلد القوية، والإصابة بالعدوى كالتهاب الحلق البكتيري، وشرب الكحول بكميات كبيرة، وتدخين منتجات التبغ، والطقس لاسيّما الطقس البارد والجافّ، وتناول بعض الأدوية مثل؛ الليثيوم، وبريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone)، وهيدروكسي كلوروكوين (بالإنجليزيّة: Hydroxychloroquine)

 

تشخيص الصدفية

يُشخص الطبيب مرض الصدفية من خلال فحص الأعراض الظاهرة على المناطق الجلدية المتأثرة بالمرض، والسؤال عن التاريخ الطبي للمريض وعائلته، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا توجد فحوصات دم مخبرية تؤكّد أو تنفي الإصابة بالصدفية، وقد يلجأ الطبيب المختص في بعض الحالات إلى أخذ خزعة من الجلد لاستبعاد الإصابة بحالات مرضية أخرى مثل: الأكزيما، ومن الجدير بالذكر أنه يتوجب مراجعة الطبيب في حال ظهور طفح جلدي ولم تتمكن العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من السيطرة عليه، وفي الحقيقة يمكن من خلال التشخيص والعلاج المبكّر للمرض تحسين النتائج طويلة المدى للصدفية.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الصدفية).

 

علاج الصدفية

تختلف العلاجات المستخدمة للصدفية باختلاف نوعها، وشدتها، ومكان ظهورها، وكما ذكر سابقاً لا يوجد علاج شافٍ لمرض الصدفية، ولكن يمكن للعلاجات المستخدمة أن تخفف من حدة الأعراض وتحسن نوعية الحياة، حيث يمكن علاج الحالات البسيطة باستخدام العلاجات الموضعية التي يتم تطبيقها على المنطقة المصابة فقط، كما يمكن اللجوء لاستخدام الكريمات المرطبة للبشرة التي تساعد على التخفيف من الحكة وتقشير الجلد، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من فعالية العلاجات الموضعية لبعض حالات الصدفية إلى إنها تحتاج لفترة من الوقت حتى تظهر نتائجها قد تصل إلى 6 أسابيع، ومن الأمثلة على العلاجات الموضعية المستخدمة:

  • الستيروديات: (بالإنجليزية: Steroid)، حيث تساعد هذه الكريمات على التخفيف من الحكة والالتهابات الجلدية.
  • نظائر فيتامين د: (بالإنجليزية: Vitamin D analogues)، تستخدم هذه الكريمات بالإضافة إلى الكريمات الستيرويدية أو كبديل لها، حيث إنها تبطئ انتاج الخلايا كما أن لها تأثير مضاد للالتهاب.
  • مثبطات الكالسينورين: (بالإنجليزية: Calcineurin inhibitors)، يُلجأ إلى استخدام هذا النوع من العلاجات في حال عدم فعالية الكريمات الستيرودية، وتقوم آلية عملها على تثبيط نشاط الجهاز المناعي والتقليل من الالتهابات التي قد تحدث في الجلد.


بينما يُلجأ إلى العلاجات الجهازية والضوئية بالإضافة إلى العلاجات الموضعية في الحالات المتوسطة والشديدة، وعندما تغطّي الصدفية من الجسم ما نسبته 5% إلى 10%، أو إن لم تستجب الحالة للعلاجات الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنه لا ينصح بتاتاً باستخدام هذه الأدوية إن لم يوصي بها الطبيب، وذلك لما لها من آثار جانبية، ومن العلاجات الجهازية التي تستخدم في حالة الإصابة بالصدفية:

  • الرتينويدات: (بالإنجليزيّة: Retinoids) وهي من مشتقات فيتامين أ والتي تؤثر في طريقة نموّ الخلايا الجلدية وإزالتها، وتُعدّ هذه الأدوية فعالة في علاج الصدفية البثرية والصدفية المحمّرة للجلد في حال تم استخدامها وحدها، كما تُعدّ فعالة في علاج الصدفية اللويحية في حال تم استخدامها مع العلاج الضوئي.
  • الميثوتريكسيت: (بالإنجليزيّة: Methotrexate) الذي يُخفّف من أعراض الصدفية عن طريق تثبيط عمل الجهاز المناعي وتقليل سرعة نموّ الخلايا الجلدية.
  • دواء السيكلوسبورين: (بالإنجليزيّة: Cyclosporine) تقوم آلية عمل هذا الدواء على تثبيط الجهاز المناعي للجسم، وتقليل سرعة نمو خلايا الجلد.


كما تخفف العلاجات الضوئية (بالإنجليزية: phototherapy) من شدة الأعراض المرافقة للإصابة بالصدفية، حيث تبطئ هذه العلاجات من نمو خلايا الجلد، بالإضافة إلى قدرتها على الحد من إنتاجها عن طريق التأثير في الحمض النووي (بالإنجليزية: Deoxyribonucleic acid) واختصاراً DNA، وذلك من خلال تسليط نوعًا معينًا من الأشعة فوق البنفسيجة على المنطقة المصابة.

شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook