أنواع العرضات في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.
تشتهر المنطقة بأنواع خاصة من العرضات التي تُمارَس في المناسبات السعيدة والأفراح، منها:
أ- الرفيحي:
وفيها يصطف الرجال في صفين متقابلين، ويقف مع كل صف شاعر، فيرددون الأهازيج، ويصحب هذه الأهازيج تصفيق بالأيدي.
والرفيحي من الرقصات التي لا يُحمل فيها سلاح، ومن أمثلة ما يُقال فيها:
مرحبا يا قمر عشرين ليلة بديت لا بدا لي سنا ضوك يروح الظلام
هيضني إبكارٍ من هواهن سريت سـندن وادي مـا فيه غير النعام
يا سمى الجوازي عقبكم ما هتنيت لا بميَّـة ولا بما حصل من طعام
والرفيحي - كما هو معروف - من رقصات قبائل: بلي، وجهينة، والحويطات، وبني عطية.
ب- الهجيني:
وهي من ألعاب قبيلة بلي التي تسكن الشفا، وغيرها من قبائل المنطقة، والهجيني: هو ترديد أبيات شعرية معينة من قِبَل شخص واحد أو مجموعة، وهو لحن معروف عند رعاة الإبل، ويُجَر على الربابة. ويُمارَس بشكل فردي أو جماعي للترويح عن النفس:
ومن نماذجه قول الشاعر:
يـا أهل الهوى ما بقى بي روح وأشـوف أنـا الشـوق مرتاحي
يـا زيـن حـبك يجوحن جوح جــوح المــواز للارواحـي
اللــي ذبحــني بلا مصلـوح عســى الغنــادير للمــاحي
وقول آخر:
طلعــت أنـا مـرقب عـالي مـن ضيقـة الصـدر يا مفضي
ربـي بلانـي بعـريض اكتاف والــزين مــا دبَـره حـظي
ومن أمثلة ما يُقال فيه أيضًا:
البـل عشـاير واهلهـا اثنيـن والعشــب فـي راس مغرابـة
يـاليت ضمـا البـل ثمان سنين والتاســعة اللـي وردنـا بـه
ومثل قولهم:
يـا عبيـد مـا جـاك طرقيـة مـا جـاك علـمٍ عـن أحبـابي
علمــي بهـم فـي الشـفاوية لمّـــا تنـــاحوا بالابعــاد
ج- الدحية:
وتسمى أيضًا (الدحة) وهي من رقصات أهل الشمال بني عطية والحويطات وغيرهم، يبدأ فيها الراوي بإملاء قصيدة قصيرة على الصف الذي هو فيه، فإذا انتهت هذه القصيدة أكملها بقوله: دحية دحية.
مثل قول أحدهم يروي عن اللاعبين:
حنـان جينـاك مـن الطـايف متعلميــــن الوظــــايف
النوبــــة والانقريــــة دحيــــــة دحيـــــة
وقال آخر:
يــا عينــك عيـن الغزالـه وان شـافت خــطو الوبالـة
تجـعل ســاعة ثــم تـريع دحيــــــة دحيـــــة
أما طريقة أداء الدحية فتتمثل بأن يصطف الرجال بعضهم إلى جوار بعض في صف واحد، ويُبدأ بقصيدة شعرية خاصة بالدحية، وأحيانًا تكون محاورة شعرية يفصل بين مقاطعها قول المجموعة:
هلا هلا بــــه يـــا هلا لا يــا حــليفي يــا ولـد
ثم تأخذ أصوات راقصي الدحية (الدحاحين) بترديد: أردحية... أردحية؛ بأصوات متداخلة، وبنشوة تأخذ في الازدياد مع تصفيق الأيدي وارتفاع الأصوات شيئًا فشيئًا في انسجام تام، وهم يومئون برؤوسهم يمينًا وشمالاً.
ومن أمثلة ما يُردَّد في الدحية:
هلا هلا بــــه يـــا هلا لا يــا حــليفي يــا ولـد
إنــت يــاحدا الحــمراوين إمطبعــات طبــاع زيــن
عـــن المكـــارم يلجــن وانــت يــاحدا الضبيـاوين
مجــــفلات بطلاقيــــن مـــع الحمــادي فدفــدن
د- الرديحي:
رقصة من نوع القصيد، منسوبة إلى الردح بالأرجل، وكثيرًا ما تُذكَر في حالة المزاح، فتجد من يقول لك: أنت طول ليلك البارحة تلعب الرديحي وتقول إنك سهران، أي أنك قضيت ليلتك في لعب القصيد.
أو في حالة التعنيف، كأن يقول والد لولده: (أنت طاير عقلك مع الرديحي).
هـ- الخبيتي:
لون من الأغاني الشعبية التي تُعرف في (الخبت) ذلك السهل الممتد بين جدة وينبع بمحاذاة البحر والسروات، ومنه انطلق إلى القرى في المنطقة، وله تأثير بالغ في النفس حين يُؤدَّى سواء غناه فرد أم جماعات، نساء أم رجال، وهو لون من ألوان الزار .
وهو كذلك من الأغاني الوجدانية التي تمتاز كلماتها بالرشاقة والسلاسة، وله عدة ألحان منها ما يُعرَف بنهاياته مثل: (سروا قضيم الهيل) و (حبيبي الناحي) و (اللي سرى ردوه)... ونحو ذلك، ومنها ما ليس له نهاية يُعرَف بها.
وأما أدوات الطرب التي تصاحب المغنين فهي: السمسمية، والناي، البوص مفردًا أو مقرونًا والطبول، والدفوف، ويُؤدَّى أيضًا من دون هذه الأدوات، ومن كلماته:
أشوف يا هاشم على الماء ورودي ودّي اروح يمهم وش يكونـون
ومنها أيضًا:
يا اخوي يا احمد وش بلاني بحبك تعبت عظامي, كل مرقاب انا أبديه
ومن نماذج كلماته:
يالاله يالالاله
يا ليتنا واياك نرجع كما كان
حبيبي الناحي
يالاله يالالاله
نرعى الغنم في شويحطة والصعانين
حبيبي الناحي
ومنها:
يالاله يا جادل مرباه خشم الكنيتيل
يالاله وليا تشامل ما تعدي كليَّه
ومن ألحان الخبيتي: (أبو سليمان العسيري)، ولحنه:
يا بو سليمان العسيري
خليت رجلي ما تسيري
وتسير وتعود عليَه
ومن الخبيتي:
مسيكين يا حي حلاله وَرَد عسفان
وصَدَر مع أمَ الرين يبغي الكنانيَّه
سقى الله سقى الله من سقاني وأنا ظميان
وعلَّق لي البدره على الدرب ماريَّه
العربية
