أنواع اللواحم في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع اللواحم في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

أنواع اللواحم في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
تضم رتبة الضواري مجموعة كبيرة من الأنواع تصل إلى نحو 14نوعًا في المملكة، وتشملها خمس عائلات هي: العائلة الكلبية: مثل: الذئب، والثعلب، وابن آوى، وعائلة العرسيات، ومنها: الظربان، وعائلة الزباديات، ومنها: الزريقاء، والنمس، وعائلة الضباع، ومنها: الضبع المخطط، والعائلة القطية التي تشمل القط، والوشق، والنمر العربي. وتعد أنواع عائلة القطط قليلة، ومهددة بالانقراض.
 
أ - الذئب العربي (Canis lupus): 
 
يوجد من الذئب العربي سلالتان في الجزيرة العربية: شمالية كبيرة الحجم، وأخرى جنوبية أصغر حجمًا، والذئب من عائلة الكلاب التي تضم الثعالب وابن آوى. وهو صغير الحجم، وقد يصل وزنه إلى 20كجم، وأطرافه طويلة، وارتفاع كتفه عن الأرض 70سم، ويصل ذيله إلى عقبيه، ويكسوه شعر خشن، ونهاية الذيل سوداء  . 
 
ويوجد الذئب في جميع مناطق المملكة عدا الربع الخالي وبعض أجزاء من صحراء النفود، ويكثر في جبال الحجاز ووسط المملكة. وهو حيوان ليلي المعيشة؛ إذ ينشط عند الغروب بحثًا عن الغذاء، وعادة ما يكون في جماعات للمساعدة في القبض على فريسة، في حين يستقر في مخبئه في الكهوف والجحور خلال النهار، ولا يخرج إلا نادرًا.
 
ويتغذى الذئب على ما يصيده من حيوانات فقرية، مثل: الماشية، والثعالب، والكلاب، وقد يهاجم حيوانات كبيرة، مثل: الحمير عندما يكون في مجموعات، وقد يلجأ إلى الحيوانات الميتة وقتلى الطرق عندما لا يجد ما يصيده، ويعتمد الذئب على حاسة الشم؛ إذ يشم على مسافة 2كم أو أكثر  
 
يعيش الذئب وحيدًا، أو في جماعة، وعادة ما تتكون الجماعة من زوجين وجيل أو جيلين من أبنائهما. ويتكاثر الذئب في الشتاء، وتستمر فترة الحمل شهرين، وتلد الأنثى من 3 - 7 جراء، وترضع الأم صغارها أكثر من شهرين، وعند عمر سنة يصبح الذئب بالغًا قادرًا على التزاوج.
 
وعلى الرغم من انتشاره الواسع في جميع المناطق تقريبًا إلا أن أعداده قليلة نسبيًا؛ بسبب تعرضه للقتل من قبل الإنسان؛ لافتراسه حيواناته الأليفة؛ وبخاصة في البادية.
 
ب - الثعلب الأحمر (Vulpus vulpus): 
 
الثعلب الأحمر أو الثعلب العربي من العائلة الكلبية التي تتبع رتبة الضواري، وهو أحد نوعين من الثعالب التي توجد في المملكة. ويعرف هذا الثعلب عند العامة بـ (أبو حصين)، وهي كنيته. وهو أكبر الثعالب حجمًا؛ إذ يصل طوله إلى متر تقريبًا، وطول الذيل 40سم تقريبًا، وهو رشيق الجسم، ويكسو جسمه فرو ناعم محمر، وله ذيل طويل ينتهي بخصلة بيضاء، ويتميز بوجود شعر أسود خلف الأذن.
 
يعيش في الأمكنة الصحراوية في السهول والوديان، ولكنه يفضل القرب من المواقع السكنية للإنسان لتوافر الغذاء. وله قدرة كبيرة على الاختفاء وتجنب الوقوع في الأسر، كما أنه بارع في الحصول على الغذاء، باتباع أساليب خداع تدل على ذكاء ومكر.
 
يستقر الثعلب داخل جحره خلال النهار، وينشط للبحث عن الغذاء خلال الليل، ويستخدم حاسة الشم القوية لتحديد مكان الغذاء، ويتغذى تغذية مختلطة، وقد يأكل الطيور والثدييات الصغيرة، كما يأكل الثمار والخضراوات.
 
تتكاثر الثعالب خلال الشتاء، وتضع الأنثى من 4 - 6 جراء في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تستمر شهرين، وغالبًا ما تقضيها الأم في جحرها منفردة. وتتخاطب الثعالب فيما بينها بالرائحة؛ حيث تضع البول والبراز في أمكنة محددة ضمن مواقع معيشتها؛ لتحذير الأفراد الأخرى وإبعادها.
 
ويشكل الثعلب مشكلة اقتصادية لكثير من المزارعين وسكان البادية؛ حيث يقتل الدواجن وصغار الماشية، كما أنه يتعرض لعدد من الأمراض التي تصيب الضواري مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان. ويعيش الثعلب الأحمر مدة عشر سنوات تقريبًا.
 
ج - الثعلب الرملي (Vulpus rueppelli): 
 
يعد ثعلب الرمال من العائلة الكلبية، وهو أصغر حجمًا من الثعلب الأحمر؛ إذ يصل طوله إلى 80سم، ويمتاز بطول أذنيه، وبكثافة ذيله الذي ينتهي بطرفٍ أبيض وبلون فروه الرملي الباهت، ولا يوجد شعر أسود خلف الأذن. ويعيش في الأمكنة الرملية المفتوحة؛ وبخاصة الربع الخالي، وأعداده قليلة؛ وعلى الرغم من أنه يتجول كثيرًا حول وكره بحثًا عن الغذاء إلا أنه قليل المشاهدة.
 
وهو حيوان ليلي المعيشة، ويتغذى على القوارض والزواحف والحشرات، كما أنه يأكل النباتات العصارية بوصفها مصدرًا إضافيًا للغذاء، ويعيش في أزواج أو جماعات.
 
يتكاثر الثعلب الرملي في فصل الشتاء، وتلد الأنثى من 3 - 4 جراء صغيرة عمياء غير قادرة على الحركة بعد فترة حمل تستمر شهرين، وتعتني الأم بصغارها مدة أربعة أشهر، بعدها تكون الصغار قادرة على الاعتماد على نفسها. ولا تتوافر معلومات عن أمكنة انتشاره وحياته في بيئاته الطبيعية، ولكنه يعد من الحيوانات النادرة، ويوشك على الانقراض؛ نتيجة قلة أعداده وصيده المستمر لغرض الاقتناء.
 
د - الظربان (Mellivera capensis): 
 
يسمى (الغريري) و (آكل العسل) أيضًا، وهو من عائلة العرسيات (Mustelidae) من رتبة الضواري. وهو مميز بلونه البني القاتم أو الأسود مع وجود خط أبيض أو مصفر عريض على منتصف الظهر. ويراوح طول جسمه بين 80 و 90سم، وله ذيل قصير، ووزنه بين 6 و 12كجم، وأطرافه الأمامية قوية تنتهي بمخالب طويلة قادرة على الحفر، وأرجله الخلفية ضعيفة، وله جلد سميك يوفر له الحماية من أعدائه.
 
ويوجد الظربان في معظم مناطق المملكة، وهو متكيف مع المعيشة في البيئات الجافة؛ لقدرته على التحمل. كما أنه نشط وفعال خلال النهار، وينشط أيضًا في الليل، وبخاصة في فصل الصيف، ويسكن الجحور والشقوق في الليل. ويتغذى تغذية مختلطة، ولكنه يفضل الحيوانات الفقارية واللافقارية، كما يأكل الحيوانات الصغيرة، والبيض، والسحالي، والثعابين، ويعد من ألد أعداء مربي العسل التقليديين؛ حيث يحفر المناحل، ويسطو على أقراص العسل ويتلفها بترك رائحة قوية في المكان فيغادرها النحل ولا يعود حتى تزول الرائحة، ويوفر له جلده السميك الحماية من لدغ النحل عند مهاجمة المناحل، ويعتمد بشكل رئيس على أطرافه الأمامية القوية ومخالبه الطويلة في الحفر والبحث عن الفرائس في الجحور والشقوق. يعيش وحيدًا، ويستخدم غدد الرائحة في تحديد أمكنة معيشته وحمايتها وتجنب المنافسين، كما أنه يستخدم غدة الرائحة العجزية في نشر رائحة قوية تنفر الأعداء منه وتبعدهم عنه.
 
ويتكاثر الظربان خلال فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة ستة أشهر، وتلد الأنثى بعدها 2 - 4 صغار، وتعتني بصغارها بمفردها. وتعمر الظربان نحو عشرين عامًا.
 
هـ - الضبع (Hyaena hyaena): 
 
يتبع العائلة الضبعية، وهو من رتبة الضواري أو اللواحم، ويعرف بـ (الضبع المخطط)؛ لوجود خطوط سوداء على جوانب جسمه تميزه عن الضبع المنقط الذي ينتشر في إفريقية. ويمتاز الضبع ببنيته القوية، ورجليه الأماميتين الطويلتين، وأسنانه الكبيرة القوية القادرة على تهشيم العظام وفتح الجماجم، ويغطي جسمه شعر كثيف رمادي اللون، ويستطيع الحيوان نصب شعر العرف الموجود على الرقبة؛ لإخافة الأعداء، كما أن لهذا العرف دورًا في الاتصال مع أفراد النوع.
 
يعيش الضبع في الأمكنة الصحراوية والأودية والحرات، في الكهوف والجحور، وقد يوجد قريبًا من المناطق الزراعية. وهو ليلي المعيشة؛ إذ يخرج ليلاً بحثًا عن غذائه من الحيوانات الصغيرة من الثدييات والزواحف، وقد يهاجم قطعان الماشية، فيقتل أكثر من واحد، كما يأكل بقايا الحيوانات الميتة والفضلات، وله القدرة على استخلاص مواد غذائية من العظام الجافة، ويتحمل العطش فترات طويلة، ويحصل على احتياجاته المائية من فرائسه ومن بعض الخضراوات التي يتغذى عليها. ويتكاثر في فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة 80 يومًا تقريبًا، وتلد الأنثى من 2 - 4 صغار في كل مرة. وتولد الصغار عمياء، وتعتني بها الأم فترة عام تقريبًا.
 
وللضبع أهمية بيئية كبيرة؛ إذ يخلص البيئة من المواد والبقايا غير المستفاد منها، ويحصل منها على غذاء مفيد، وبذا فهو يعيد استخدام هذه المواد مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك يصيده بعض أهل البادية لبعض الاستخدامات الطبية.
 
و - القط الرملي (Felis margarita): 
 
القط الرملي من العائلة القطية، رتبة الضواري، ويشبه القط البري في المظهر العام، إلا أنه أصغر حجمًا؛ إذ يصل طول جسمه إلى 75سم، وطول ذيله إلى 30سم، ويمتاز بأذنين كبيرتين عريضتين، ويظهر وجهه على شكل مربع، ولون جسمه رمادي مصفر، وتوجد على أطرافه الأمامية خطوط عريضة، وينتهي ذيله بخصلة سوداء.
 
ويعيش القط الرملي في المناطق الرملية، وهو متكيف مع المعيشة في البيئات التي تقل فيها المياه والغذاء، وهو ليلي المعيشة؛ لذا فإن رؤيته نادرة في بيئته، حيث لا يظهر خلال النهار إلا نادرًا، ويتغذى بصورة أساسية على القوارض، كما يأكل الزواحف والطيور، ويتكاثر في الشتاء، وتولد الصغار خلال الربيع، ويعد من أجمل حيوانات البيئات الرملية، ويعتقد أنه يوجد بأعداد قليلة جدًا؛ لذا فهو مهدد بالانقراض، وبحاجة ماسة إلى الحماية.
 
ز - الوشق (Caracal caracal): 
 
الوشق أو عناق الأرض (التفة) ثاني أكبر العائلة القطية في المملكة من رتبة الضواري. ويشبه في شكله العام القط، ولكنه كبيرالحجم؛ إذ يصل طوله إلى 140سم، وطول ذنبه 31سم، ويصل وزنه إلى 20كجم، ويميل لون جسمه إلى الرمادي المحمر، وله رأس ضخم وأذنان طويلتان عليهما خصلة شعرية يصل طولها إلى 6سم.
 
يستوطن الوشق المناطق الجبلية والوديان والسهول المفتوحة، ويستقر في الشقوق والجحور الآمنة. وهو حيوان ليلي يسير مسافات طويلة في بيئته بحثًا عن الغذاء، وقد يبحث عن الغذاء وحيدًا أو في أزواج، ويتغذى على الطيور والأرانب والوبر والقوارض وصغار الغزلان.
 
يتكاثر الوشق في الربيع، وتولد الصغار في بداية الصيف، وتلد الأنثى من 2 - 6 صغار بعد فترة حمل تستمر نحو 10 أسابيع، وقد يعمر الوشق نحو 17 سنة. وعلى الرغم من وجوده بأعداد قليلة في أمكنة انتشاره إلا أنه يقتل الماشية في بعض المناطق؛ لذلك يقوم مربو الماشية بقتله؛ مما يشكل خطرًا على بقائه.
 
ح - النمر العربي (Panthera pardus nimr): 
 
النمر العربي من العائلة القطية (Felidae) من رتبة اللواحم والضواري، وهو قط ضخم يمتاز بوجود بقع تشبه الوردة تغطي جسمه، ويعد النوع الذي يوجد في الجزيرة العربية من أصغر الأنواع المنتشرة من غرب إفريقية حتى الشرق الأقصى. وله رأس ضخم، وأرجل قصيرة قوية، وتنتهي أصابعه بمخالب قوية، ويبلغ طول جسمه نحو 2م، ويشكل الذيل منه 66 - 80سم تقريبًا، ولون الشعر مصفر باهت أو ترابي، أما البقع فسوداء اللون، ويصل وزنه إلى نحو 40كجم، ويوجد النمر العربي على امتداد سواحل البحر الأحمر من ضباء شمالاً حتى اليمن، كما يوجد في عمان وشرق الإمارات، وقد تناقصت أعداده في أمكنة انتشاره بشكل كبير؛ نتيجة للقتل وقلة الفرائس التي يتغذى عليها.
 
ينشط النمر خلال المساء والليل، ويبحث عن طرائده بالسير مسافات طويلة قد تصل من 20 - 25كم في الليلة، وقد تكون ندرة الغذاء سبب ذلك. وهو حيوان حذر شديد الحساسية، ويراقب مكان معيشته باستمرار، وعادة ما يختار الشقوق والكهوف البعيدة في المناطق المرتفعة من الجبال للابتعاد عن خطر المفترسات والإنسان. ويتغذى النمر العربي على عدد كبير من الفرائس المتوافرة في بيئته، مثل: الوعول والغزلان، ولكن أغلب فرائسه الوبر والأرانب لتوافرها في بيئته.
 
تتكاثر النمور في فصل الشتاء؛ حيث تتجمع الذكور والإناث، ويسمع لها صوت مثل صوت القطط، وغالبًا ما ترتبط الأنثى بذكر، وتكوِّن الذكور مقاطعات وتحميها من الذكور الأخرى وبقية الحيوانات حتى انتهاء فترة التزاوج، وتكون الحماية بالتبول أو التعليم على جذوع الأشجار، وتستمر فترة الحمل نحو 100 يوم، وتلد الأنثى من 2 - 6 صغار غير قادرة على الحركة، وتفتح عيونها بعد عشرة أيام، وتفطم بعد ثلاثة أشهر، وتصل إلى مرحلة البلوغ بعد عامين. وتعد الأمراض والمفترسات التي تفتك بالصغار من أهم عوامل التحكُّم في أعداد النمور.
 
ويتعرض النمر في الوقت الحاضر لضغط شديد من جراء أنشطة الإنسان وتأثيره على البيئات التي تعيش فيها النمور؛ حيث قضى الصيادون على معظم الطرائد التي تشكل غذاء أساسيًا للنمر، مثل: الوعول والغزلان؛ ولذا فقد اضطر النمر إلى البحث عن الغذاء حول التجمعات القروية ومساكن البادية؛ وقد أدى هذا إلى مطاردته وقتله من قبل مربي الماشية؛ فتناقصت أعداده بشكل كبير؛ مما ينذر بانقراضه من مواطنه الطبيعية في المملكة.
 
 
 
 
 
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook